نمضي قدمًا نحو نوفمبر جديد واستقلال ثاني للجنوب
في مثل هذا اليوم، وقبل 57 عامًا، قطف شعبنا الجنوبي ثمرة نضاله الوطني التحرري ضد الاستعمار البريطاني الذي استمر 129 عامًا، وبلغ ذروته الثورية المسلحة والجماهيرية الواعية والمنظمة بانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م.
إن احتفاءنا بهذه المناسبة الوطنية الخالدة له عناوين عدة، أولها التذكير بأن بين الطلقة التي أشعلت فتيل ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني، على يد القائد والشهيد البطل راجح غالب بن لبوزة من جبال ردفان الشماء، وبين ذات اليوم الأغر، الثلاثين من نوفمبر 1967م، يوم رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب، مراحل من النضال والكفاح التحرري المر والشاق الذي خاضه أبناء شعبنا الجنوبي في دروبه وأهواله، وتقاسموا تضحياته وشرف أمجاده وانتصاراته التي نحتفي بها اليوم.
كما أن عنوانه العريض هو أن الإباء والعزة والكرامة والروح الفدائية الحرة الرافضة للاحتلال، لها جذورها ومنبتها الأصيل والعريق في الجنوب وشعبه. وهي متجددة، يتوارثها جيلاً عن جيل وكابرًا عن كابر، وما الملاحم البطولية التي حققها شعبنا الجنوبي في ثورته التحررية المعاصرة السلمية والعسكرية، إلا امتدادًا عضويًا ووطنيًا وتاريخيًا لذات الأصالة.
أما العنوان الثالث لهذه المناسبة العظيمة في 30 من نوفمبر، فهو أنها تشكل محطة نقف من خلالها، بإجلال وإكبار، على بطولات وأمجاد وتضحيات الأجداد والآباء الأماجد، الذين قهروا أعتى قوة استعمارية وقتذاك، وتخليدها في مواصلة تجديد إرادتهم وإقدامهم وبسالتهم ووحدة صفهم في معركتنا الوطنية التحررية، وفي كل ميادين المجابهة، تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
مناسبة خالدة جاءت في ذكرها الـ57 لتبشرنا بأن الاستقلال الثاني لوطننا الجنوب يلوح في الأفق، وتحثنا على تعزيز وحدة الصف وتحصين قلاع الجبهة الداخلية، بدءًا بالالتفاف أكثر من أي وقت مضى حول قيادتنا العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي وقواتنا المسلحة، انطلاقًا من تجربة رجالها الأشاوس الآباء والأجداد التي مثلت وحدة القيادة والالتفاف حولها، ووحدة الهدف والعمل في سبيل تحقيقه وإنجازه، سر معجزة انتصارهم وإنجازهم الاستقلال الأول لوطننا الجنوب على أعظم إمبراطورية استعمارية.
في هذه اللحظة التاريخية والحاسمة من نضالات شعبنا الجنوبي، وفي ظل تكاثر المشاريع المعادية التي تستهدف ثوابتنا الوطنية التحررية وما يصاحبها من حرب ناعمة خبيثة تستهدف اصطفاف شعبنا، تمثل الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي محطة نستشعر فيها أهمية تعزيز الوعي واليقظة السياسية والجماهيرية، وحجم ونبل العطاء والنضال والجهود المنتظرة منا جميعًا وفي كل المستويات والمواقع والمهام. فهي تدعونا في هذا الظرف بالذات، وكما أشرنا آنفًا، إلى المزيد من الجهوزية واليقظة والاصطفاف خلف قيادتنا السياسية العليا، لمقاربة المراحل والدفع بما تبقى من الزمن نحو الهدف المنشود، صوب نوفمبر جديد واستقلال ثاني للجنوب.