عملية «الحسم».. مرحلة حاسمة في الاستراتيجية العسكرية لقواتنا المسلحة لاجتثاث الإرهاب

كتب/ أبو مرسال الدهمسي

 


إن إرادة شعب الجنوب وصلابة وعزم قواته المسلحة الجنوبية تمثّل صمام الأمان الحقيقي للجنوب، أرضاً وإنساناً،  ففي معركة الدفاع عن الحق والحرية والكرامة، تقف قواتنا المسلحة الجنوبية بكل ثبات وصمود، مستمدة قوتها من التفاف شعب الجنوب حولها، لتكون الدرع الحامي لأرض الجنوب، والسد المنيع في وجه الإرهاب، وتسعى إلى تطهير كافة اراضي الجنوب من دنس الارهاب، ورافضةً كل محاولات العبث والتخريب التي تسعى القوى الظلامية إلى فرضها. واليوم، ومن جديد، يثبت شعب الجنوب وأبطاله في القوات المسلحة الجنوبية أن العزم لا يلين، والإرادة لا تنكسر، وأن الجنوب سيظل خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب وقوى الشر و الظلام.

وفي هذا السياق، أطلقت قواتنا المسلحة الجنوبية خلال الأسبوع الماضي عملية «الحسم»، الهادفة إلى تطهير كامل المنطقة الوسطى خاصة  ومحافظة أبين بشكل عام من بؤر الإرهاب وعناصره المتطرفة. وتأتي هذه العملية كخطوة استراتيجية مهمة في مسار الحرب على الإرهاب التي يخوضها الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية منذ سنوات، واستكمالاً لسلسلة النجاحات التي تحققت في العمليات العسكرية الكبرى، وفي مقدمتها عمليتا «سهام الشرق» و«المستقبل الواعد».

فمعركتنا اليوم هي معركة الدفاع عن الأمن والسلام في أرض الجنوب، وضمان الاستئصال الكامل لخطر الإرهاب من ربوعه الطاهرة،وتأتي عملية «الحسم» امتداداً للنجاحات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في عملية «سهام الشرق»، والتي أسفرت عن تطهير والسيطرة على عددٍ واسع من الأودية والمناطق في محافظة أبين، وتحقيق انتصارات نوعية ومؤثرة في مواجهة الإرهاب ، وقد أثبتت تلك العملية بما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوب قادر على محاربة الإرهاب واجتثاثه، وأن إرادة شعبه وقواته المسلحة قادرة على تحقيق الانتصارات والنجاحات المستمرة ، ولن تُكسر مهما تعاظمت التحديات.

واليوم، ومع هذه الاعتصامات الجماهيرية الحاشدة التي يشارك فيها الآلاف من أبناء الجنوب في ساحة العروض  في مديرية خور مكسر بالعاصمة  عدن، وفي عموم محافظات الجنوب، للمطالبة بإعلان  «الاستقلال الثاني »لدولة الجنوب العربي، حيث تواصل القوات المسلحة الجنوبية أداء مهامها الوطنية وواجبها المقدس في إطار عملية «الحسم»، المكملة لعملية «سهام الشرق». ولن يتوقف أبطال قواتنا المسلحة حتى تحقيق جميع الأهداف الاستراتيجية المرسومة لهذه العملية، وفي مقدمتها تطهير كامل المنطقة الوسطى ومحافظة أبين بشكل عام من الإرهاب، وقطع خطوط الإمداد والتغذية عن عناصره، وتعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المديريات والمناطق بالمحافظة ، وتحقيق تطلعات أبناء أبين خاصة، وشعبنا الجنوبي عامة، في بناء مستقبل آمن ومستقر، وتطهير أرض الجنوب بالكامل من بقايا الاحتلال اليمني وتنظيماته الإرهابية.

إن هذه المعركة لا تقتصر على كونها مواجهة عسكرية ضد الإرهاب، بل تمثّل معركة وطنية شاملة للدفاع عن هوية الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة، وتحقيق هدفه السامي في نيل الاستقلال الثاني، استكمالاً لمسيرته التحررية وتضحياته الجسيمة، وحمايةً للثوابت الوطنية الراسخة في وجدان كل أبناء شعب الجنوب.

ورغم التحديات التي يواجهها شعبنا وجيشه اليوم، بما في ذلك المؤامرات التي تحاك من قوى الظلام والإرهاب، ومن الأطراف اليمنية التابعة لصنعاء، فإننا نقول لهم وللعالم أجمع: إن إرادة شعب الجنوب العربي وصوته الحر أقوى من كل المؤامرات، وإنه اليوم أكثر وحدةً وتماسكاً، صوتاً وجسداً واحداً، يجمعه هدف واحد يتمثل في استعادة وإعلان دولته الجنوبية كاملة السيادة. وستظل قواتنا المسلحة الجنوبية الحصن الحصين، والرادع القوي لكل من تسوّل له نفسه المساس بهذا المشروع الوطني  وبإرادة شعبنا، وهي ماضية في تحقيق الانتصارات دون توقف.

إن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية منذ انطلاق عملية «سهام الشرق» وحتى اليوم، أكدت أن إرادة شعبنا وقواته المسلحة لا تلين، وأننا ماضون بثبات وعزم في طريق تحقيق مشروعنا الوطني وتقرير مصيرنا، وصولاً إلى استعادة دولة الجنوب العربي.

وسيظل شعب الجنوب الأبي صامداً، وستبقى قواته المسلحة الجنوبية الحصن المنيع في مواجهة كافة التحديات ، ولن نحيد عن هدفنا، وعلى العهد باقون، وعلى درب الشهداء سائرون، خلف قيادتنا الحكيمة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، ماضين بكل ثبات ويقين نحو تحقيق الأمن الكامل في أرضنا، واستعادة وإعلان دولة الجنوب العربي المستقلة كاملة السيادة.