العلاقة العضوية بين حزب الاصلاح الاخواني وتنظيم القاعدة: قراءة في الأدلة الميدانية والإعلامية

تقرير ـ درع الجنوب


يرتبط الإرهاب بحزب الإصلاح، فرع جماعة  الإخوان المسلمين في اليمن، ارتباط الأصل بفرعه، والفرع بجذره؛ فكل محاولات التمويه لم تنجح في فصل أحدهما عن الآخر، إذ سرعان ما تنكشف الأقنعة لتظهر وحدة الفكر والمنهج والغاية والوسيلة.

وتؤكد الوقائع الميدانية أن هذا الترابط ليس مجرد استنتاج نظري، بل حقيقة ثابتة تتكرر شواهدها منذ انطلاق الحرب التي تخوضها قواتنا المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب، وتحديدًا منذ تحرير العاصمة عدن من ميليشيات الحوثي وحتى اليوم. فقد وجدت قيادات وعناصر تنظيمي القاعدة وداعش الحماية والمأوى ومعسكرات التدريب في المحافظات التي تخضع لسيطرة ميليشيات الإخوان والحوثي، وليس أدلّ على ذلك من أن أبرز قيادات وعناصر التنظيمين قُتلوا في مأرب والبيضاء بضربات طيران التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

ومن خلال تتبّع مسار معركتنا المصيرية ضد الإرهاب منذ مطلع 2016م، يتضح أن التنظيمات الإرهابية تصعّد عملياتها في كل منطقة تُنتزع من قبضة حزب الإصلاح الاخواني. فمحافظتا أبين وشبوة مثالان صارخان، خصوصًا بعد عمليتي إعصار الجنوب وسهام الشرق وسهام الجنوب، وكذلك العاصمة عدن التي تعرّضت لعشرات العمليات الإرهابية التي حصدت أرواح المئات من أبناء الجنوب وفي طليعتهم ضباط وجنود قواتنا المسلحة والأمن الجنوبي، وذلك عقب تحريرها من ميليشيات الحوثي والإخوان. والمشهد نفسه تكرر في ساحل حضرموت.

هذه الوقائع ترسم معادلة واضحة مفادها:
المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والإخوان تشكّل ملاذًا آمنًا لعناصر القاعدة وداعش، أما المناطق التي خسروها، وكلها في الجنوب، فتغدو هدفًا لعملياتهم الإرهابية. وهنا تتجلى العلاقة العضوية والتكاملية بين الأصل والفرع؛ فالإرهاب كان وما يزال أداة احتلالٍ للجنوب، ودوره الوظيفي لم يتغيّر، بل ازداد وضوحًا مع انتصارات قواتنا المسلحة الجنوبية التي أجبرته على كشف وجهه الحقيقي عبر عملياته الانتقامية الدموية، كما حدث ويحدث في أبين وشبوة — في مشهدٍ لا يعبّر إلا عن رقصة الديك المذبوح.

وإلى جانب الأدلة الميدانية، تتجلى العلاقة بين الإرهاب وجماعة الإخوان أيضًا في الإعلام. فمن يتابع قنوات الجماعة مثل سهيل، بلقيس، يمن شباب، والمهرية، إضافةً إلى شبكاتها الإلكترونية وحساباتها على مواقع التواصل، يدرك أن تنظيم القاعدة يمتلك إمبراطورية إعلامية متكاملة تديرها أذرع الإخوان والحوثيين.

هذه المنظومة الإعلامية لا تكتفي بتبرير جرائم الإرهاب ضد الجنوب وشعبه وقواته المسلحة، بل تعمل على تضليل الرأي العام والمجتمع الدولي بشأن أنشطة التنظيم وقياداته وتمويله، لتمنحه غطاءً سياسياً وإعلامياً يضمن له البقاء كأخطر فروع القاعدة في العالم، في مقابل استمرار خدمته كمخلب احتلالٍ موجه ضد الجنوب.

إن الحديث عن شراكة إقليمية ودولية حقيقية لمكافحة الإرهاب يجب أن يبدأ من السيطرة على الفضاء الإعلامي والرقمي الذي بات أداة التحريض والتبرير والتجنيد للإرهاب. فالإرهاب اليوم ليس فقط عبوةً ناسفة أو حزامًا ناسفًا أو انتحاريًا متخفيًا؛ بل هو أيضًا قناة فضائية، ومنصة رقمية، وموقع إخباري يتحدث بلسان القاعدة ويمثل فكرها. وهنا يبدأ المسرح الحقيقي لمواجهة الإرهاب في اليمن والجزيرة العربية.