في الذكرى الـ 54 من تأسيسه.. جيش الجنوب: تاريخ حافل بالملاحم والانتصارات
في الذكرى الـ 54 لتأسيس الجيش الجنوبي يستذكر الجنوبيون تاريخاً مجيداً صنعه بواسل جيشنا.. رجال كتبوا ملاحم عزة وفخار.. ملاحم تنير القادمات من الأيام وتغرس في دروب الأجيال مشاعل نور تضيء ذاكرة الأمة وتدفع بأبنائها إلى المزيد من الجهد والمثابرة والبذل والعطاء صوناً للوطن ودفاعاً عن ترابه.
منذ نشأته في الأول من سبتمبر عام 1971 كتب الجيش الجنوبي تاريخه الوطني بمداد الشهداء وبطولات الجرحى وهمم الأبطال من رجاله.. تاريخه حافل بصفحات النضال المشرف ومعارك البطولة والرجولة التي خاضها دفاعاً عن كرامة الوطن فكان ولا يزال معقد رجاء الأمة والقلعة القوية الصامدة في وجه قوى الاحتلال اليمني والتنظيمات الإرهابية.
ورغم حداثة الجيش حينها يتيه الإنسان فخراً بما قام به وينحني إعجاباً أمام بطولة أولئك الضباط والجنود الأوفياء الذين ضحوا بدمائهم في كل شبر من أرض الجنوب.
*دور الجيش الجنوبي في حماية السيادة*:
على مدى عقود، أثبت الجيش الجنوبي كفاءته وقدرته في مواجهة مختلف التحديات. لقد خاض هذا الجيش معارك بطولية ضد قوى الإرهاب والتطرف، وساهم بشكل فعال في التصدي للعديد من محاولات زعزعة الأمن والاستقرار. من أبرز المهام التي قام بها:
ـ حماية الحدود: لعب الجيش دورًا أساسيًا في تأمين الحدود الجنوبية، والتصدي للعديد من التوغلات والاختراقات.
ـ مكافحة الإرهاب: كان للجيش الجنوبي سجل حافل في محاربة التنظيمات الإرهابية ، مما ساهم في الحفاظ على أمن المواطنين
*حماية وتأمين الملاحة الدولية*
ظل الجنوب، بموقعه الاستراتيجي وجيشه القوي، لاعبًا محوريًا في تدعيم الاستقرار الإقليمي وحماية وتأمين الملاحة والتجارة الدولية حتى في أوج الصراع الدولي على مصادر الطاقة والممرات المائية، كانت الممرات التجارية في المياه الإقليمية والدولية (في بحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن) محمية ومؤمنة بقوة البحرية الجنوبية، فلم تشهد المنطقة أي حوادث قرصنة طوال فترة وجود جيش الجنوب. ولهذا السبب، كان الجنوب وما زال هدفًا للتنظيمات الإرهابية التي وظفتها القوى اليمنية وسيلةً للغزو والاحتلال.
*مواقف خارجية مشرفة للجنوب وجيشه الباسل*
*دعم الثورة الفلسطينية*:
وقفت دولة الجنوب إلى جانب الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادة المناضل ياسر عرفات.
ـ جبهة الصمود والتصدي: كان الجنوب عضوًا في "جبهة الصمود والتصدي" ضد مشروع كامب ديفيد، إلى جانب ليبيا، والجزائر، والعراق، وسوريا، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ـ حرب أكتوبر 1973: كان للجيش الجنوبي موقف عربي مشرف أثناء حرب أكتوبر، حيث ساهم في تحقيق الانتصار المصري من خلال إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الدولية لمدة 20 يومًا.
ـ الدفاع عن ليبيا: أرسل جيش الجنوب لواءً متكاملًا إلى ليبيا للمساهمة في الدفاع عن أراضيها وشعبها عامي 1978 و1982.
ـ موقف الغزو العراقي للكويت: وقفت دولة الجنوب إلى جانب الكويت أثناء الغزو العراقي، وخرجت مسيرات في عدن رافضة لاحتلال الكويت، على عكس الجمهورية العربية اليمنية التي خرجت فيها مسيرات مؤيدة للغزو.
ـ دفاعًا عن الأمة العربية: شاركت قوات من الجيش الجنوبي في عدد من البلدان للدفاع عن الأمة العربية، أبرزها إرسال مقاتلين جنوبيين إلى لبنان عام 1982 لصد الهجوم الإسرائيلي.
*الإرث والذكرى*
اليوم، وبعد 54 عامًا على تأسيسه، تظل ذكرى الجيش الجنوبي مصدر فخر واعتزاز لأبناء الجنوب، إن تاريخه الحافل يمثل إرثًا عظيمًا من التضحيات والبطولات، ويُعد مثالًا يحتذى به في الانضباط والوطنية. وفي هذه الذكرى، نستذكر كل شهيد قدم روحه فداءً للوطن، وكل بطل سطر بدمائه أروع ملاحم الشرف.
يظل الجيش الجنوبي رمزًا للمجد والكرامة، وستبقى ذكراه خالدة في وجدان كل جنوبي يؤمن بحق أمته في العيش بأمان واستقرار.
*الرئيس الزُبيدي.. دور تاريخي في إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية*
بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الجنوب ضد القوى الغازية والإرهابية، شُنَّت على الوطن حروب عدة بهدف القضاء على الجيش الجنوبي. كانت هذه الحروب وحشية، وتضمنت أشكالًا مختلفة من الاستهداف، سواء العسكري المباشر أو التهميش والإقصاء.
في مواجهة هذا الاستهداف، قاد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، انتفاضة عسكرية جنوبية.
استطاع الرئيس الزُبيدي بحكمة وحزم إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية، ليقود أبناء الجنوب إلى مرحلة جديدة في تاريخ النضال الوطني، فقد تمثلت اللبنة الأولى في إعادة تشكيل القوات المسلحة بتأسيس المقاومة الجنوبية، التي انطلقت من جميع أنحاء الجنوب لتحرير الوطن من قوى الاحتلال اليمني.
حرص الرئيس عيدروس الزُبيدي على تكريس جهوده لتدريب كتائب المقاومة، ومنذ تلك اللحظة بدأ تأسيس، أو بالأحرى، إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية.
*دعم إماراتي وإنجازات خالدة*
إن تشكيلات المقاومة التي أعاد الرئيس الزُبيدي بناءها هي نفسها التشكيلات الحالية التي تشكل القوات المسلحة الجنوبية. تملك هذه القوات قدرات كبيرة وتلعب دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب والتصدي لمخططات قوى الاحتلال اليمني.
وفي هذا السياق، لا ينسى الجنوبيون الدور الكبير الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت دعمًا لوجستيًا وعسكريًا هامًا لتمكين المنظومة العسكرية الجنوبية من مجابهة قوى الشر وإرساء الاستقرار.
إن شجاعة أبطال القوات المسلحة الجنوبية وتسلحهم بعزيمة وطنية راسخة، إضافة إلى قوة القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس الزُبيدي، مكنت الجنوب من تحقيق مكتسبات كبيرة كان لها وقع إيجابي على استقرار المنطقة.
وبعد اعادة تشكيل الجيش الجنوبي في 2016 استكمل الجيش الجنوبي دوره الريادي على مستوى الوطن وقدم كواكب الشهداء في كل شبر من أرض الجنوب إلى أن تم تحرير معظم أراضي الجنوب وصولاً إلى هزيمة مليشيا الحوثي في كافة الجبهات .
*عشرة اعوام من إعادة التشكيل*
واليوم وبعد عشرة اعوام من إعادة تاسيس الجيش الجنوبي، يستمر أبطال القوات المسلحة الجنوبية في مقارعة الإرهاب على أرض الوطن والتصدي لمليشيا الحوثي في كافة الجبهات ويمضي الجيش الجنوبي في ذكرى تأسيسه أقوى وأكثر تصميماً على تطهير ما تبقى من ربوع الوطن.
لقد خاض الجيش الجنوبي معارك قوية وملاحم نصر فاقت توقعات الأعداء وداعمي الإرهاب كتبها جيشنا المغوار في سجل التاريخ الوطني الجنوبي.. الأسطر الأولى تمجد بواسله وتنير ما حققوه من انتصار تلو الانتصار وفلول الارهاب مندحرة أمام بطولاتهم إلى أحضان داعميه وفي مقدمتهم نظام صنعاء الذي يحاول يائساً حمايته من الهزيمة النهائية وتنفيذ مخططاته الاحتلالية في الجنوب.