حتمية التحرير ومقتضيات البناء

تقرير ـ درع الجنوب

 

يمر الجنوب في مرحلة فارقة تتشابك فيها الجبهات وتتداخل فيها التحديات، حيث لم تعد المعركة مقتصرة على البندقية والحدود، بل امتدت لتشمل السياسة والاقتصاد معًا.

وفي هذا السياق، تبرز حنكة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي حيث استطاع أن يوازن بين حتمية التحرير ومقتضيات البناء، في معركة وطنية شاملة لا تعرف الفصل بين ميادينها.

منذ سنوات، كان التحدي الأكبر أمام الجنوب ومجلسه الانتقالي هو كيفية حماية المواطن من الانهيار الاقتصادي الكامل وتداعيات الأزمات المعيشية وهنا، جاء إدراك الرئيس الزبيدي العميق بأن المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية والسياسية ليربط بشكل مباشر ومسؤولية وإرادة صلبة بين كرامة المواطن وأمنه المعيشي وسيادة الوطن الجنوب، معتبرًا أن أي تفريط في هذا الجانب يمثل خرقًا للثوابت الوطنية الجنوبية.

هذا الإدراك المسؤول تُرجم إلى قرارات عملية بدأت تثمر في الواقع، حيث لمس المواطن الجنوبي التحولات الإيجابية في تفاصيل حياته اليومية، ورغم أن الطريق ما زال طويلًا، إلا أن هذه الخطوات عكست أن الرؤية الاقتصادية للقيادة ليست مجرد وعود، بل مواقف متجسدة على الأرض وجزء لا يتجزأ من رؤية واستراتيجية التحرير.

فحين شدد الرئيس الزبيدي على أن الحفاظ على لقمة العيش خط أحمر، كان في الحقيقة يرسل رسالة مزدوجة: الأولى إلى الداخل، ليؤكد أن القيادة في صف المواطن وخطه الدفاعي الاول والمعبر عنه، والثانية للأطراف المتورطة في تأزيم الواقع المعيشي والاقتصادي، ليحذر من محاولات استهداف الجنوب عبر أدوات الضغط المعيشي. إنها رسالة تقول بوضوح إن المشروع الوطني الجنوبي صلب ومتماسك، ولا يمكن زعزعته من خلال الأزمات.

ومن هنا، كان إصرار الرئيس الزبيدي على أن معركة التحرير والاستقلال ليست منفصلة عن معركة مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بل هما معركتان في إطار الجبهة الواحدة ولعل المتابع للمشهد وتفاعلاته ومتغيراته الاخيرة يدرك أن الرئيس الزبيدي لم يتعامل مع التحديات بعقلية رد الفعل، بل بمنهجية ثابتة قائمة على أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو التحرير الكامل والإستقلال الشامل، مع بناء مؤسسات قادرة على حماية المواطن وصون مكتسباته.