على قدر التحدي.. يترسخ ثباتنا وتعظم عزائمنا
يواجه الجنوب جملة من التهديدات والتحديات التي تستهدف أمنه واستقراره ومقومات الحياة الرئيسية لشعبه، بيد أن تلاحم شعبه والتفافه حول قيادته السياسية العليا وقواته المسلحة الباسلة كان ومازال وسيظل المصد والحائط الذي يتحطم على صلابته كل مهدد وتحدي.
هذه التحديات التي أثبت الجنوب من خلال إرادة شعبه الصلبة وشجاعة وحكمة قيادته وبسالة قواته المسلحة جدارته في مواجهتها وتجاوزها، لا تقتصر على ما هو عسكري وأمني واقتصادي واجتماعي فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل استهدافا سياسيا ممنهجا ومكررا وبائسا، يهدف إلى النيل من النجاحات التي حققها شعبنا على طريق الانتصار الكامل والناجز لقضيته الوطنية العادلة وحقه الحتمي في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة من المهرة شرقاً وحتى باب المندب غرباً، ومن بين هذه التهديدات المثيرة للسخط والسخرية في آن واحد، تحرك قوى وأحزاب سياسية يمنية منهزمة لها تاريخ اسود إزاء الجنوب، في محاولة مكررة لإقامة تكتل حزبي يمني جديد في العاصمة عدن، مما يزيد من تعقيد الأزمة السياسية، ويعطي المليشيات الحوثية ضمان ديمومة سيطرتها على محافظات الشمال التي تنتمي لها هذه القوى والأحزاب.
في عام 2015م، انطلقت عاصفة الحزم في إطار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لاستعادة ما سميت بالشرعية في اليمن وإعادتها الى العاصمة صنعاء، ومع ذلك ورغم الدعم السخي والاسناد اللامحدود من قبل الاشقاء، إلا أن هذه القوى والاحزاب اليمنية عمدت على تحويل تلك المعركة الوطنية والقومية المصيرية ضد المليشيات الحوثي الإرهابية ومشروعها الإيراني إلى مصدر تكسب سياسي ومادي خاص بها، وتحولت إلى أدوات تنفيذية لمشاريع وأجندات خارجية معادية لدول التحالف العربي ومتماهية مع المخطط الإيراني الخبيث ومليشياته بالمنطقة، وعلى أمل أن يصبح الجنوب المحرر محط صراعات سياسية وعسكرية، حيث تسعى تلك القوى اليمنية، أو بالاحرى يخال لها، العودة للهيمنة على موارده وتحقيق اجنداتها الخاصة، ومازال هذا الأمل والمسعى الخائب يجدد نفسه في مخططات تلك القوى والأحزاب اليمنية بنفس الأدوات والشعارات التي تجاوزها الزمن ودهستها عجلة التاريخ.
تأتي الخطوة المستفزة التي قامت بها قوى وأحزاب سياسية لتشكل نقطة تحول في هذا السياق من خلال الإعلان عن تحالف أحزاب يمنية قديمة خائرة متجيفة وأخرى كرتونية وبشعارات ومسميات وطرق ملتوية جديدة في العاصمة عدن وتعتبر حلقة من سلسلة المحاولات البائسة لاستهداف الجنوب، إذ يسعى هذا التكتل لتحقيق ما فشلت عن تحقيقه تكتلات سابقة او بالاصح تكرار فشلها، وهو فرض أجندات معادية تتعارض مع تطلعات وآمال واهداف شعب الجنوب المتمثلة بالتحرير والاستقلال.
إزاء هذه التطورات والمشاريع الهلامية التي تحيكها تلك العناكب السرطانية المهاجرة البراجماتية النفعية البائعة لكل مبدأ وثابت والجالبة معها كل ماهو خطر، جاء رد المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للجنوب ورأيته وشعبه وقضيته والمعبر عنها، ليعكس موقفًا واضحاً وحازمًا دون رتوش فقد أكدت القيادة السياسية للمجلس على رفضها القاطع لأي مخطط يحاول استهداف قضية شعب الجنوب أو المساس بثوابتها وأهدافها ومكتسباتها، حيث أكد الاستاذ سالم ثابت العولقي المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي أن المجلس يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه عدد من الأطراف لإعلانه، وفي هذا الصدد يؤكد المجلس الانتقالي عدم مشاركته في هذا التكتل أو الانشطة الخاصة به، وسوف يوضح المجلس الانتقالي الجنوبي موقفه رسمياً من مخرجات هذا التكتل.
هذا الموقف الحازم يعكس الإرادة الشعبية الراسخة للدفاع عن ثوابت الجنوب وحماية هويته والدفاع عن سيادته وأهدافه ومصالحه العليا.
من جانب آخر، أبدت جماهير شعبنا الجنوبي موقفها الرافض للأحزاب اليمنية ومشاريعها الاحتلالية، وأبدت تأييدًا مطلقا وإلتفاف منقطع النظير حول مجلسنا الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية، حيث اظهرت عشرات الفعاليات المليونية الشعبية السابقة والتي نظمت مؤخرا في كل محافظات الجنوب، كان آخرها في محافظتي حضرموت والمهرة، تأكيدًا راسخاً على وحدة الصف الجنوبي ورفض أي محاولات لعرقلة استقلال الجنوب، إن هذا التأييد والالتفاف الشعبي ليس مجرد رد فعل عابر، بل هو تعبير عن قوة وصلابة ارادة شعبنا و ثقته بقيادته السياسية العليا ، تعبير عن تطلعات وأهداف وطنية تحررية حتمية التحقق المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة كاملة السيادة.