واحد وثلاثون عامًا على إعلان الغزو: الجنوب ماضٍ بثبات نحو استعادة دولته
في مثل هذا اليوم المشؤوم من العام 1994م، خرج الهالك عفاش من ميدان السبعين بصنعاء، معلنًا الحرب العدوانية على الجنوب، في خطابٍ حاقدٍ وعدائي شهير، دقّ فيه طبول الغزو وأطلق شرارة اجتياح دموي، لا تزال جراحه نازفة في ذاكرة كل جنوبي حر.
كان 27 أبريل يوماً فاصلاً، كشف فيه عفاش وجهه القبيح، معلنًا التعبئة العامة ضد الجنوب، مستعينًا بالفتاوى التكفيرية الظلامية، بعد أن فشل مشروع الوحدة المشؤومة الذي وُلد ميتًا منذ 22 مايو 1990م، بدلًا من الاحتكام إلى الحوار والعقل، لجأ تحالف الغدر إلى السلاح، لينقلب على كل العهود والمواثيق الدولية، ويغتال حلم الشراكة والوحدة الطوعية.
تحولت تهديداتهم إلى عدوان عسكري شامل اجتاح أرض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه، وارتُكبت المجازر والانتهاكات، من قتل وتشريد وتدمير ممنهج لمؤسسات الدولة الجنوبية ومقدراتها.
ورغم بسالة القوات الجنوبية، إلا أن العاصمة عدن اجتيحت يوم 7 يوليو 1994م، ودخل الجنوب مرحلة جديدة من الاحتلال، والنهب المنظم لثرواته، وإقصاء كوادره، وتدمير نسيجه السياسي والثقافي والاجتماعي.
من رماد تلك النكبة انطلقت مسيرة النضال الطويلة، فانبثق الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007م، وتوالت محطات الثورة الجنوبية، حتى توجت بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن، الذي حمل قضية شعب الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية، معبّرًا عن إرادة أمةٍ تأبى الخضوع والاستسلام.
تأتي الذكرى الواحدة والثلاثون هذا العام، والجنوب أكثر إيمانًا بحقه المقدس في استعادة دولته كاملة السيادة، ورغم المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، تبقى قضية شعب الجنوب حاضرة في الوجدان الجنوبي، خالدة في الوعي الجمعي، يرددها كل جنوبي حر:لا بديل عن دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.