ثورة أكتوبر المجيدة وإمتدادها البطولي المعاصر

  وطننا الجنوب، أرض الأبطال و البواسل الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن, وعلى الرغم من النكسات التي مر بها ثوار أكتوبر، إلا أنهم تحملوا المسؤولية الوطنية بجدارة ودافعوا عن هويتنا وتاريخنا وثقافتنا. لقد بُني مستقبلنا في ذلك الوقت على القاعدة الشعبية الكبيرة للجماهير الغفيرة والتضحيات السخية التي قدمت خلال الثورة, وفي مراحل مختلفة من الثورة الشعبية الجنوبية ضحى شعبنا بالآلاف من الشهداء الأبرار دفاعا عن مبادئ وأهداف الثورة الاكتوبرية التي انطلقت اولى شرارتها من قمم ردفان الشامخة. التاريخ الجنوبي حافل بـ النضالات والتضحيات والانتصارات والمآثر البطولية المناضلين الثوريين المخلصين الذين تركوا بصماتهم الثورية في ساحات الوغى، وكانوا مصدر إلهام و مثالاً يحتذي به شعب الجنوب، لما قدموه من أعمال ومآثر بطولية لا تنسى طيلة الثورة، وتشهد على ذلك ثورة أكتوبر المجيدة. ومن أعظم الأعمال البطولية التي أنجزها الفدائي والقائد الاكتوبري راجح غالب لبوزة "لبوزة" ، وإقدامه على إطلاق الطلقة الاولى من قمم ردفان.. وهي بصمة لا تمحى و مثال رائع وملهم للأجيال الحالية والمستقبلية و ستظل أيقونة النصر والبسالة والوطنية. لقد ترك أبطال الثورة الاكتوبرية المجيدة إرثا من الولاء والوطنية والكبرياء والكرامة للأجيال الحاليين الذين يواصلون أيضا النضال من أجل استعادة الدولة الجنوبية. اليوم، وفي هذه اللحظة بالذات من تاريخ بلادنا، نواجه تحديات وتهديدات ومعارك متعددة تختلف عن تلك التي كانت موجودة في ذلك الوقت، فالحرب ضدنا، والإرهاب ضدنا، وحرب الخدمات ضدنا.. نقاتل بمفردنا على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية ضد عدو أصبح واحد ضد واحد وفي مثل هذه الأوقات الحرجة، يحتاج الجنوب إلى قدوة الأبطال الذين تركوا بصماتهم وإنجازاتهم التحريرية في ثورة أكتوبر.