7 / 7 من ذكرى الإحتلال الى ذكرى الثورة والتحرير 

  تأتي الذكرى التاسعة والعشرين لليوم الاسود 7 / 7 / 1994 م لتعيد الى الاذهان ، كيف انهى الفكر التكفيري الارهابي وحدة الشراكة بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - الجنوب العربي تاريخيا- والجمهورية العربية اليمنية ، وكيف وقعت دولة الجنوب في اسوأ إحتلال إرهابي عرفه التاريخ .   كما تأتي هذه الذكرى المشؤومة ، لتكشف عظمة شعب الجنوب وقدرته الجبارة ،على تحويل النكبات الى إنطلاقة نهوض ورفض ومقاومة وإنتصار ، ففي مثل هذا اليوم من العام 2007 ، انفجرت الثورة السلمية التحررية الجنوبية ، التي حققت وبغزير من الدماء وكثير من التضحيات، على مدى ست عشرة عاما في ميادينها السلمية والعسكرية معظم اهدافها، وعلى رأس هذه الاهداف، طرد قوات ومليشيات الاحتلال ، وتطهير الجنوب من الارهاب الذي عمدت القوى اليمنية وبفتوى تكفيرية الى تصديره وتجذيره في الجنوب ليبقى سيفها المسلط على شعب الجنوب، وضمان إستمرار إحتلالها للجنوب ونهب ثرواته .     صحيح ان اثار الاحتلال ، في الارض والانسان الجنوبي، ماتزال جروحها غائرة ولن تندمل حتى إستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة ، إلا ان الثورة الجنوبية التحررية التي إنطلقت، في مثل هذا اليوم ، قبل 16 عاما ، قد وضعت الجنوب امام إستحقاقاته التي ترقى حجم التضحيات ، كتحرير معظم أراضي الجنوب، وانتجت للجنوب الكيان والحامل السياسي الذي ناضل الجنوبيون في سبيله ، هو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تحاول قوى الاحتلال وغزو الجنوب في 7 / 7 / 1994 م وفي 2015 م إغراقه بالازمات وخلق مكونات كرتونية جنوبية مناهضة له ، على امل إفشال المشروع الذي يقوده ويطلع به بتفويض شعبي ، ويتمثل بإستعادة دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة ، كاملة السيادة بحدود ما قبل مايو 1990م . وهو ما يضعنا كشعب بمختلف شرائحه وقوه ، امام مسؤولية كبيرة وتتمثل بتعزيز الإصطفاف والتلاحم الوطني الجنوبي حول المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، والتحلي بالوعي والإدراك الكبيرين لكل مشاريع قوى الاحتلال ، التي تستهدف الجنوب وثورته ومكتسباته من خلال إستهدافها الدائم والمستمر للمجلس الانتقالي ، كياننا ومظلتنا السياسية الجامعة وسفينة إبحارنا الى آخر مرافئ التحرير والاستقلال     وفي المجمل ، إن السابع من يوليو الاسود ، ليس مجرد ذكرى عابرة، لإحتلال متخلف لم يبق منه على ارضنا اليوم سوى إرهابه ، وانما هو تاريخ بداية مأساة شعب الجنوب ، الذي عمدت قوى الاحتلال الى تكفيره و سحقه ،وطمس هويته وتاريخه ، ومورست عليه كل أساليب القهر والإذلال والارهاب والترهيب ، والقتل والاعتقال والإخفاء والتشريد والتسريح القسري من الوضائف المدنية والعسكرية ، وتدمير ونهب وتملك مؤسساته الخدمية والانتاجية والصناعية .