من طهران الى صنعاء .. متلازمة إيران والقاعدة تتكشف في الفكر والوسائل والخطاب والإيواء

  في ميدان سهام الشرق وفي إطار مرحلة التأمين عقب السيطرة على معاقل واوكار العناصر الارهابية، وتطبيع الاوضاع التي تطلبت تدابير وإجراءات امنية متعددة لتعقب وملاحقة بقايا العناصر الارهابية المتخفية ، نال صباح امس السبت ثلاثة من ابطال قواتنا الامنية والعسكرية شرف الشهادة وهم يؤدون واجبهم بكل شجاعة وتفاني ويفتدون شبهم بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية ، وإزاء ذلك تجلى في سجل العلاقة بين التنظيمات الارهابية كالقاعدة والمليشيات الحوثية متلازمة إيران والقاعدة زعيما المتوقع سيف العدل ، او بالاحرى المرشح خلفا لايمن الظواهري ، إذ نشر الموقع الرسمي للمليشيات الحوثية الارهابية 26 سبتمبر بعد اقل من نصف ساعة من إستهداف مركبة تابعة لقواتنا بعبوة ناسفة في الطريق المؤدي لوادي عومران مديرية مودية ، خبر كان عنوانه واحدا من عناوين تلكم المتلازمة : " قتلى وجرحى من المرتزقة في تفجير بالمحفد " تشير القراء الدلالية للمفردات والمصطلحات المستخدمة في اعلام الحوثي وتنظيم القاعدة منها مفردة "المرتزقة " " الغزاة " " الصهيونية " " العدوان والمعتدون " ان الجبهة الواحدة التي تظم كلا التنظيمين الارهابيين والى جانبهما جماعة الاخوان بات لها لغة موحدة في الجبهة الاعلامية وفي سياقات الدعاية الحربية الجهادية الارهابية الموجهة ضد الجنوب وقواته والشركاء في التحالف العربي والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب . يؤكد تتطابق المصطلحات التي يستخدمها تنظيم القاعدة الارهابي في إصداراته وبياناته المكتوبة مع الاستخدامات اللفظية الحوثية لا سيما في التناولات ذات الصلة بالجنوب ودول الجوار ، ان هذا التماثل جاء إنعكاس لتحالف قديم متجدد له مدارس تلقين وتعبئة وموروث في الخطاب العام لنظام صنعاء وقواه الدينية الدموية المتطرفة التي تزاوجت في حقبة سابقة وانجبت الجنين الاول لتنظيم القاعدة الارهابي ، وهو صيغة مشتركة لتحالف ايران والقاعدة تتخذ ابرز قيادات تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية ، معقلا رئيسا ومركزا دائم الاقامة وآمن لها ، الى جانب معسكرات الاخوان في مأرب ووادي حضرموت ، وهذا التلاقي والاندماج الجغرافي وفي الهدف يمثل فرعا لمتلازمة الاصل " ايران والتنظيم القاعدة " ففي إيران ومنذ دخول القوات الامريكية افغانستان والاطاحة بحركة طالبان عام 2001، يعيش العديد من القيادات البارزة لتنظيم القاعدة الارهابي من بينهم المرشح المحتمل لقيادة التنظيم (محمد صلاح زيدان) او ما يعرف "سيف العدل " الذي ارسل العديد من المقالات الجهادية الى المجلات التي اصدرها التنظيم في سوريا واليمن والعراق واحتفظ ومن طهران بصفته كقائد آمر و موجه حسب اعتراف اسعد بن لادن نجل اسامة بن لادن الذي قال: إنه كان يأخذ الاذن من سيف العدل لتنفيذ عمليات ارهابية ضد القوات الامريكية في افغانستان ، ومن الواضح والجلي ان تنظيم القاعدة الارهابي الذي بات حليفا لإيران في قيادته المركزية هو اليوم بذات الحال بالنسبة لفروعه كما هو في اليمن حليفا واداة منفذة للمليشيات الحوثية الايرانية . لم تعد تسجيلات وتصريحات الهجومية لأيمن الظواهري وآخرين من قادة القاعدة الارهابي على إيران تحمل ادنى قيم المصداقية ، كذلك تصريحات قادة فرع التنظيم في اليمن بعد إنكشاف المستور على المستوى المركزي والفرع ، فالتنظيم يعتمد على ايران واذرعها في المنطقة بشكل رئيس في إيواء قادته ونقل أمواله وتأمين عناصره التي تم دحرها من الجنوب في عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب . سيف العدل نفسه اعترف في رسالة كتبها باسمه الحركي الثاني "عابر سبيل" أن وجوده في إيران جاء بناءً على "تحالف مصالح" وأن الخروج منها بمثابة القفز من السفينة إلى القبر، رسالة تترجم في محتواها ودلالاتها واقع العلاقة القائمة بين تنظيم القاعدة الارهابي والمليشيات الحوثية الارهابية ولها من البراهين ما لا تستطيع عناصر القاعدة إنكاره او التوقف عن القفز من سفينة الحوثي الى الموت المؤكد الذي ينتظرهم في ميادين المواجهة مع القوات المسلحة الجنوبية الباسلة