نحن الحقيقة على الأرض… وهم التضليل والزيف على الشاشات والمواقع

تقرير - درع الجنوب

 

اختزل إعلاميونا وناشطونا طبيعة المعركة التي نخوضها ضد جماعات ومليشيات الإرهاب الحوثية والإخوانية والقاعدية بقولٍ واضح ومعبّر: لنا الواقع، ولهم المواقع الإلكترونية ووسائط الدعاية المغرضة، تلك التي تتنافى كليًا مع الحقيقة، وتسعى باستمرار إلى تشويهها وقلبها خدمة لأجندات معروفة.

هم، فكرًا وسلوكًا، عنوان الكذب والتدليس، فيما نحن على أرض الواقع عنوان الحقيقة والحق. صدقنا مع أنفسنا، ومع أجيالنا، ومع أشقائنا الحلفاء، دليل قاطع على فطرتنا السليمة التي لم يلوثها الفكر الضال والمضلل، القائم على تبرير الوسيلة، وعلى الخرافة التي تمثل أسوأ وأقذر أنواع الزيف.

تابعنا اليوم إعادة نشرهم لفيديو قديم، يظهر فيه شخص يعكس تصرفًا فرديًا معزولًا  لا يمثل أي جهة رسمية وجرى اعادة نشره خارج سياقه الحقيقي باسلوب مفضوح  يذكرنا بخلاياهم التي وظفوها لاستهداف الحنوب منذ انطلاق الحراك الجنوبي، في محاولة مكشوفة لتشويه نقاء شعبنا الجنوبي وثورته التحررية. اعتقاد فج وعبثي بأنهم قادرون على تصوير الهدف الذي قدّم شعبنا في سبيل تحقيقه مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، كما لو أنه سلوكيات انتقام من أشقائنا أبناء الشمال.

والحقيقة أن أشقائنا في محافظات الشمال كانوا شهودًا على الظلم الممنهج، القائم على الهوية، الذي مارسه نظام الاحتلال. وهم أنفسهم شهود على أننا سلكنا نضالًا راقيًا ومسؤولًا لاستعادة دولتنا الجنوبية، انطلاقًا من مبدأ راسخ مفاده أن الظلم الذي لحق بنا على مدى ثلاثين عامًا من الاحتلال لن نقبله على غيرنا.


لنتذكر ان هذا الماكينات الدعائية، الحوثية الاخوانية المفلسة والزائفة ، كان ومازال هدفها الجنوب شعبا وقضية وقيادة ، لنتذكر بفخر كيف اخرسنا كل قول زائف بالفعل الحق ، عندما تحرر وطننا الجنوب من مليشيات الحوثي بفضل مقاومتنا الجنوبية وبدعم وإسناد صادق من دول التحالف العربي، لم ننكفئ على ذاتنا، بل لبينا نداء الواجب القومي والإنساني تجاه أشقائنا في الشمال. فتقدمت قواتنا الجنوبية إلى الساحل الغربي، والحديدة، وتعز، وإب، والبيضاء، ومأرب حريب، وحررت ما يقارب نصف المناطق المحررة من الشمال ، وقدّمت أثمانًا باهظة من دماء خيرة أبنائها..  كانت نعوش الشهداء تعود إلى الجنوب من ميادين الشمال، فيما كانت الخلايا الإرهابية والمفخخات تتدفق من هناك إلى العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب.

وقد جاءت بيانات اللجنة الأمنية العليا مؤخرا، وعلى رأسها البيان المتعلق بالإرهابي أمجد خالد ومعسكراته في منطقة التربة بمحافظة تعز، لتؤكد رسميًا طبيعة هذا التهديد ومصادره، وتفضح محاولات التغطية والتضليل الإعلامي التي تمارسها أبواق الإرهاب.

ورغم كل ما واجهناه من عمليات اغتيال وتفجيرات أودت بحياة العشرات من كوادرنا وشبابنا في العاصمة عدن، لم ننزلق إلى خطاب الكراهية كما تريد مليشيا الحوثي وجماعة الاخوان ، ولم نوجّه الاتهام للمواطنين من ابناء الشمال المتواجدين في وطننا الجنوب ، لأن بوصلتنا كانت ، وما زالت وستبقى ، أخلاقية ووطنية ومعركتنا لم تكن يومًا ضد الشعوب، بل ضد الإرهاب ومن يقف خلفه ويدافع عنه.

ان الجنوب العربي ليس أرضًا للانتقام، ولا مشروع كراهية، وعداؤه ليس قائمًا على الجغرافيا أو الهوية، بل موجّه حصريًا ضد المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي ألحقت الأذى بالجميع دون استثناء. وكل من يروّج للأكاذيب أو يعيد تدويرها، إنما يضع نفسه بوعي أو بدونه في صف تلك الجماعات، مهما حاول التستر خلف شعارات زائفة أو منصات إعلامية مأجورة.