في عشية مليونية سيئون .. بين قوة الحق وحضور التاريخ والحكمة
تتابعت المليونيات وتعددت أشكال الإحتجاجات الرافضة لوجود المنطقة العسكرية الأولى؛ والمنتشرة في وادي وصحراء حضرموت منذ غزو الجنوب عام 94؛ ومنذ فترة ليست بالقصيرة.
ورغم ما تضمنه إتفاق الرياض بشأن إنسحاب وتحريك هذه القوات إلى مناطق المواجهة مع المليشيات الإنقلابية؛ إلا أن شيئا من ذلك لم يتم وهو أمر مخالف للإتفاق - والمعرقل معروف والهدف واضح -.
وها هو الحدث المليوني يتجدد مرة أخرى وربما أخيرة؛ ويرتفع فيه صوت الحق مرة أخرى وبقوة وثبات؛ وبلسان أهل الأرض بعد أن وصل صبرهم إلى أقصى مداه.
ولم يعد لديهم بعد الآن القدرة على التعايش مع وجود هذه القوات التي حولت مناطقهم إلى مسرح للإرهاب والتهريب للممنوعات والمتاجرة بها؛ وممرا لإيصال الأسلحة ( للحوثيين ).
ناهيك عن ممارسة كل أشكال التنكيل بهم وتعكير صفو حياتهم وزعزعة إستقرارهم الإجتماعي وتعطيل مصالحهم ونهب ثروات أرضهم.
ومن خلال متابعتنا لآليات التحضير لهذه الفعالية المليونية؛ والتي يصفها من يتولون التحضير لها بأنها ستكون مليونية تاريخية كبرى؛ وهي التي تم إختيار عيد الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر موعدا لإقامتها.
ولعل في كل ذلك مؤشرا على أنها رسالة سلام أولا وإنذار أخير ثانيا؛ لكل الجهات المعنية بقرار نقل هذه القوات وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلا عنها.
فهي القوات المؤهلة والمؤتمنة على مصالح الناس وتأمين مناطقهم وضمان أمنها وإستقرارها؛ وهو المطلب الملح لكل أبناء حضرموت ويؤيدهم في ذلك كل أبناء الجنوب.
ونحن هنا إذ نحيي هذا الإصرار ونقدر عاليا روح العزيمة عند أبناء كل حضرموت؛ وعلى ثبات إرادتهم الوطنية الحرة وحقهم في إقامة هكذا فعالية حضرمية كبرى دفاعا عن حضرموت وحقوقها ومكانتها ومستقبلها.
فإننا نأمل لها النجاح المطلوب الذي يليق بهذه اللحظة التاريخية المفصلية؛ ليس على صعيد حضرموت وحدها بل وعلى مستوى الجنوب وفي كل جوانب الحياة وأبعادها المختلفة؛ حاضرا ومستقبلا.
ولذلك فإن الحذر واجب واليقظة مطلوبة لجعل المليونية محطة تاريخية مسؤولة؛ ومنطلقا وطنيا لتوحيد الصفوف وتغليب العقل والحكمة الحضرمية المعهودة عبر التاريخ؛ لقطع دابر المؤامرات التي تستهدفها ولغايات وحسابات ليس من بينها مصلحة حضرموت.
وأن يتم استيعاب تشابك وتعقيدات الأوضاع وحجم تلك التدخلات التي تقوم بها أطراف عدة؛ معادية للمشروع الوطني الجنوبي الذي تمثل حضرموت رافعته الوطنية والتاريخية.
ومحاصرة وفضح كل أشكال الشحن السياسي والتحريض على العنف والفتنة بين أهلنا في حضرموت وباسمها مع الأسف الشديد.















