ثورة أكتوبر: مجد الجنوب الحي وعهده المتجدد.. ثورة وقيادة ونصر
إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة هي العنوان الأبرز لوطننا الجنوب أرضًا وشعبًا وتاريخًا، وهي الشرارة والبطولات والملاحم والأمجاد التي صنعها و سطرها شعبنا الجنوبي الابي حتى التحرير ونيل الاستقلال من الاستعمار البريطاني. فثورة أكتوبر، منذ انطلاقة رصاصتها الأولى وحتى لحظة خروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب الطاهرة، كانت ومازالت تعني الحرية والاستقلال والبذل والعطاء والتضحية والتلاحم ووحدة الصف والهدف، وتعني أن الشعوب حين تمتلك إرادتها الصلبة وعزمها الصادق وتمتلك قيادة وفية صادقة، فإنها قادرة على كسر قيود الاستعمار وهزيمته وطرده، وصناعة مصيرها بيديها مهما عظمت التحديات، فالقدر ينحاز دومًا لمن يملك الإرادة الصلبة والقيادة المحنكة، والمستحيل ينحني أمام الشعوب الحرة ودون شك فإن هذه الإرادة ولعزم هي ذاتها في جيل اليوم أبطال ثورتنا الجنوبية التحررية الثانية بقيادة رمز الوفاء والشجاعة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي.
قبل اثنين وستين عامًا، كتب شعب الجنوب ملحمة بطولية خالدة، بدأت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشاماء بقيادة القائد الفدائي الشهيد البطل راجح غالب لبوزة، لتنتشر جذوتها الثورية في كل المدن والقرى والسهول والجبال، معلنة ميلاد فجر الحرية والتحرير.
كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ثورة العزة والبطولة والتحرير والاستقلال ، التي لقّنت المستعمر البريطاني دروسًا قاسية في الصمود والتحدي، على مدى أربعة أعوام من الكفاح المسلح المر والشاق حتى تحقق النصر المؤزر ونيل الاستقلال الناجز في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
واليوم، وبعد ستة عقود من انطلاقها، تتجدد روح أكتوبر في شموخ ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية، في ساحات البطولة وميادين الشرف، وهم يواصلون ذات الدرب، مؤمنين بعدالة قضيتنا الوطنية التحررية ومتمسكين بأهداف الثورة الأولى ومبادئها ماضين بفداء وولاء ومسؤولية حتى تحقيق تطلعات شعبنا في نيل الاستقلال الثاني من احتلال ارهابي متخلف.
يواصل هؤلاء الأبطال الشجعان مسيرة آبائهم وأجدادهم الذين صنعوا التاريخ، ويجسدون في المهام التي يؤدونها في الجبهات الحدودية وفي مسارح مكافحة الإرهاب وفي بطولاتهم وتضحياتهم وإقدامهم نفس الإرادة الفولاذية التي قهرت الاستعمار البريطاني بالأمس، وهم اليوم يتصدّون بشجاعة لعدوٍ أكثر حقدًا ووحشيةً وظلامية.
إنهم يعيدون الاعتبار لثورة أكتوبر وأهدافها، ويصححون ما حاول الأعداء طمسه وتشويهه من أهدافها معانيها وهويتها، مؤكدين أن الجنوب لا يُقهر ما دام أبناؤه أوفياء لقضيته ما داموا قواته المسلحة ودرعه الحصين وسيفه البتار.
وفي الختام إنها لمناسبة عظيمة خالدة، نجدد فيها العهد والولاء للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، على المضيّ قدماً بقيادته الشجاعة على درب الآباء والأجداد حتى التحرير الكامل لوطننا الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة.