من رحم المعاناة تولد الانتصارات
وسط هذه العاصفة من الأزمات الحياتية القاسية التي تنهك المواطن الجنوبي في معيشته اليومية ، وفي ظل حالة الحصار الاقتصادي الممنهج ، والحرب الإعلامية الشرسة التي تسعى لزعزعة الثقة وضرب تماسك الصف الوطني الجنوبي ، من حق شعب الجنوب أن يتساءل : إلى أين تمضي الأمور ؟ وهل هناك من يشعر بمعاناته ويكترث لما يواجهه من ضيق وكرب ؟
إننا نكتب اليوم لا لنغفل الواقع أو نغطي مرارته بكلمات العزاء المؤقت ، بل لنقول بصدق إن القيادة الجنوبية ، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ، تدرك تماماً حجم ما يعانيه أبناء الجنوب من مشقات مفتعلة ومآسٍ تتكرر كل يوم . وأنها ليست بمنأى عن هذا الألم ، ولم ولن تكن راضية عن استمرار هذا الحال ، لكنها تُجابه تحديات جسيمة في سبيل تثبيت المكاسب الوطنية وصون ما تحقق من إنجازات غالية الثمن في سبيل التحرير واستعادة الدولة.
نعم ، يدرك الجنوبيون أن طريق الحرية لم يكن يوما معبّدا بالورود . وأن جميع الشعوب التي نالت استقلالها وتحررت من قبضة الظلم مرت بمحطات قاسية وأوقات عصيبة حاول فيها أعداؤها تجويعها وإذلالها وكسر إرادتها . لكن الثابت من دروس التاريخ أن هذه المحن ، مهما طال أمدها ، لم تنجح في ثني الشعوب عن استكمال طريقها نحو النصر .
زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي اليوم إلى مصفاة عدن ، وتوجيهه الحازم بسرعة استكمال عمليات إعادة تشغيلها ، تمثل إحدى الخطوات العملية لمعالجة جذور الأزمات ، وليس فقط مظاهرها . وإنها رسالة واضحة بأن عجلة العمل الفعلي تمضي رغم كل العراقيل .
أيها الشعب الجنوبي الأبي ، صبرك الذي صاغته المآسي ، وإرادتك التي لم تلن في وجه المحن ، هما اليوم درع الثورة ووقود مشروع الاستقلال . اصبر ، وثق أن هذه المرحلة ستعبر ، وأن الغد ، بإذن الله ، سيكون أفضل وأكرم من اليوم ، فقط حين نحافظ على وحدتنا الوطنية ونعضّ على مكتسباتنا بالنواجذ .
فالوطن لا يُستعاد إلا بالتضحيات ، ولا يُبنى إلا بالصبر ، ولا يُصان إلا بوعي الجماهير ويقظة الضمائر .
.......
كتبه : فضل معبد .
21 يوليو 2025م