7 يوليو.. يوم أسود أرادوه نهاية الجنوب فكان بداية نضاله نحو الحرية والكرامة والاستقلال
تحلُّ علينا يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025م الذكرى الـ31 لاجتياح الجنوب، ذلك اليوم الأسود الذي سُطّر في ذاكرة كل جنوبي، وظل محفورًا في سجل التاريخ، كواحد من أبشع أيام الغزو والدمار والانكسار.
في مثل هذا اليوم من عام 1994م، اجتاحت قوات الاحتلال اليمني ومليشيات نظام صنعاء أرض الجنوب الطاهرة، وشنّت حربًا تدميرية ممنهجة دمّرت مؤسسات الدولة، وأزاحت جيش الجنوب، وقتلت وشردت أبناءه.
لم تكن حربًا عابرة، بل نكبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أرادت أن تطفئ صوت الجنوب وتكسر إرادة شعبه. هذا اليوم المشؤوم، الذي أرادوه نهاية للجنوب، حوّله أبناء الجنوب إلى بداية لرحلة النضال والكرامة. لم ينسَ الجنوبيون شهداءهم، ولم يقبلوا ذلك الواقع المفروض، بل حوّلوا الألم إلى أمل، والخذلان إلى كفاح.
تحول هذا اليوم من ذكرى نكبة وألم إلى محطة وعي ووفاء ونضال من وجع إلى قوه، وفي 7 يوليو 2007م تحديداً، انطلقت شرارة الحراك الجنوبي السلمي من قلب المعاناة، لتعلن بداية مرحلة جديدة من الكفاح لأجل استعادة الحقوق والكرامة والحرية والاستقلال، بإرادة وصوت واضح الوحدة ماتت للأبد ولن تعود.!
ومن تلك اللحظة بدأ شعب الجنوب مقاومة بعد مقاومة وانتصار بعد اخر ، مرت الأعوام، وتوالت التحولات، وصولًا إلى الاجتياح الثاني للجنوب من قبل مليشيا الحوثي الاحتلالية في 2015م، والذي تصدى لها وردعها شعب الجنوب ومقاومته الجنوبيه الباسلة، وسيطروا ملحمة نصر عظيمة في معركة التحرير، انتهت بالنصر المبين والمؤزر وتحرير العاصمة الأبدية الحرة عدن، ومحافظات الجنوب، وتأسيس القوات المسلحة الجنوبية التي تمخضت من صلب المقاومة لتحمي الأرض والعرض والسيادة. وكل ما تحقق من مكاسب للجنوب وشعبه بالدم والتضحيات الجسيمة.
اليوم، يقف الجنوب على عتبة مرحلة جديدة من العزه والحرية والكرامة ونؤكد كما طويت صفحة يوليو الأسود وحولها الجنوبيين كنقطة إنطلاق لاستعادة الحق ، ستفشل وستنطوي صفحات استمرار المؤامرة من عصابات 7 / 7 التي لم تعتبر من التاريخ لليوم.!
الحمدلله اليوم، لدينا قوات وجيش جنوبي منظم وأمن قوي، أبطال القوات المسلحة الجنوبية والأمن، يحمون الأرض والعرض وهذا الوطن الغالي، والدفاع عن أمنه واستقراره، في كل جبهات ووديان وجبال، وفي المدن والمناطق الجنوبية، ومن عاصمتنا الحبيبة الحرة عدن، يحرسون أمنها ويذودون عن كل تراب وطننا الجنوب.
وفي هذه الذكرى، نقف إجلالاً لكل شهيد جنوبي ارتقى دفاعاً عن الأرض والعزة، ونجدد عهدنا بأننا على دربهم سائرون، حتى يتحقق النصر الكامل، وترتفع راية الجنوب عالية خفاقة، فوق كل شبر من أرضه الطاهرة.
ومن المهرة إلى باب المندب صفا واحدا. على العهد الراسخ ماضون خلف قيادتنا السياسية الممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، بكل إرادة وثبات نحو الهدف الكبير حتى يعود الحق لأهله كاملا أو انتزاعه كما تنتزع الروح من الجسد فما أخذ بالقوه يرد بالقوه، وعهدنا حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.