7 يوليو.. يومٌ لا يُنسى في تاريخ الجنوب

كتب/ عنتر الشعيبي

 

يبقى السابع من يوليو تاريخًا عصيبًا في الذاكرة الجنوبية، فهو يمثل يومًا أسودًا وذكرى أليمة تحمل في طياتها الكثير من الجراح والآلام التي لحقت بشعب الجنوب.

هذا اليوم يُذكّر بمعاناة طال أمدها، وممارسات همجية دمرت الأحلام، وقوضت الدولة، وأعادت الجنوب عقودًا إلى الوراء.

في مثل هذا اليوم من عام 1994، اكتملت فصول مأساة الاحتلال اليمني، حيث دنست قوات يمنية، مدعومة بمجموعات متطرفة قادمة من أفغانستان، تراب الجنوب الطاهر، كان هذا الغزو بداية لنفق مظلم لم يخرج منه شعب الجنوب حتى الآن.

بعد سبعين يومًا من حرب ظالمة استنزفت القوات المسلحة الجنوبية، اجتاحت حشود ضخمة من قوات الاحتلال اليمني الجنوب.. خلفت هذه القوات دمارًا شاملًا طال كل شيء، ولم تترك بشرًا ولا حجرًا إلا وأصابته يد التخريب، حاملة معها أشلاء آلاف الضحايا.
انتشرت قوات الاحتلال اليمني، مدعومة بالمقاتلين العرب الأفغان، في العاصمة عدن بوجوه يكسوها الإرهاب وحقد دفين على أرض الجنوب وإنسانه. 
أعلنت هذه القوات بذلك دخول الجنوب وشعبه في فترة طويلة من الظلم، القهر، السلب، والنهب الذي استهدف الإنسان والممتلكات على حد سواء.
لقد كرس نظام صنعاء ثقافة النهب، والسلب، البسط، والتعدي على حقوق الآخرين.. كما قام بتدمير المصانع والمؤسسات، وأقصى الكفاءات الجنوبية من مختلف المؤسسات المدنية، الأمنية، والعسكرية، واستنزف ثروات الجنوب لمصالح شخصية ضيقة.

لم تقتصر ممارسات ما بعد الاحتلال على السلب والنهب والقتل فحسب، بل امتدت لتشمل تدمير الإنسان والهوية، وإشاعة الجهل وثقافة التخلف والتطرف والإرهاب. كما عملت على القضاء على كل مظاهر الدولة المدنية التي اعتاد عليها الجنوبيون.

منذ يوليو 1994، عملت منظومة دولة الاحتلال جاهدة على التأثير على الثقافة المدنية الجنوبية، سعت إلى إحياء الثارات والأفكار القبلية التي تجاوزها الجنوبيون، وسخرت مبالغ وجهودًا ضخمة لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي لضمان استمرار بقائها. علاوة على ذلك، كانت هناك ممارسات ممنهجة لتحريف التاريخ، تزويره، وتدمير المعالم والموروث الحضاري والثقافة الجنوبية.

ولكن في 7 يوليو 2007، أثبت شعب الجنوب بإرادته الفولاذية قدرته على تحويل ذكرى الاحتلال إلى يوم انطلاق مسيرة الحراك الجنوبي السلمي، مؤكدًا بذلك رفضه للاحتلال وسعيه نحو استعادة حقوقه.

كما شكل العام 2015م نقطة انطلاق جديدة أمام الحراك الجنوبي وولدت فيه المقاومة الجنوبية، تقودها إرادة الجنوب للتصدي للغزاة وتحررت العاصمة عدن مع باقي المناطق لها لتذهب إلى إشهار الكيان السياسي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قائد المقاومة الجنوبية وثمار للحراك الجنوبي، فإشهار المجلس الانتقالي الجنوبي كان نصراً آخر بعد التحرير لأنه أسس قوات مسلحة جنوبية قوية بفضل من الله ثم بتضحيات قواتنا نحن اليوم ننعم بوجودنا على أرضنا رغم العراقيل والصعوبات التي نواجهها إلا أننا بالطريق الصحيح خلف قيادتنا الرشيدة التي تحمل تحمي الجنوب بيد وملف القضية الجنوبية بيد أخرى.

في يوم الأرض هذا، نجدد العهد لقيادتنا الجنوبية ولشهداء الجنوب الأبطال، ونستذكر تضحياتهم الجليلة، ونؤكد بأننا ماضون على دربهم حتى تحقيق الهدف.