سقطرى بعد خمس سنوات من التحرير: من قبضة مليشيا الإخوان إلى بوابة الجنوب المزدهرة

تقرير قائد منصور / درع الجنوب


في مثل هذا اليوم من العام 2020، استعاد الجنوبيون جزيرة سقطرى من براثن ميليشيات الاحتلال الإخواني، في واحدة من أنصع صفحات الكفاح الوطني التي سطرها أبطال القوات المسلحة الجنوبية.. لم يكن التحرير مجرد انتصار عسكري، بل كان لحظة فارقة وضعت حدًا لعبث سياسي وأمني أراد سلخ الجزيرة عن محيطها الجنوبي، وتحويلها إلى قاعدة لخدمة أجندات مشبوهة.


اليوم، وبعد خمس سنوات من ذلك الحدث التاريخي، تقف سقطرى شامخةً، وقد خلع أبناؤها رداء المعاناة وارتدوا ثوب النهوض والاستقرار، فقد استطاعت القوات الجنوبية، وبدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تبني واقعًا جديدًا عنوانه الأمن والاستقرار، فلم تعد سقطرى كما أراد لها العابثون، جزيرة منسية تُدار بالريموت من غرف مظلمة في مأرب، بل أصبحت نقطة إشعاع حقيقية للنهضة الجنوبية المنشودة.


المؤشرات على الأرض تتحدث عن نفسها؛ فقد تم تأهيل وتوسيع الميناء البحري ليساهم في تعزيز حركة التجارة والتموين، وتطوير المطار وتحديثه ليربط الجزيرة بالعالم الخارجي، مما فتح آفاقًا واسعة للسياحة والاستثمار.. مشاريع البنية التحتية تتوالى، من طرقات ومياه وكهرباء وخدمات صحية وتعليمية، في مشهد لم تعرفه الجزيرة خلال عقود من الإهمال.


الأمن، وهو الركيزة الأساسية لأي نهضة، بات حقيقة معاشة في سقطرى، لم تعد الجزيرة ساحة مفتوحة للمهربين أو ممرًا لعناصر الإرهاب، بل أصبحت نموذجًا في ضبط الأمن وفرض النظام، بفضل اليقظة والانضباط الذي أظهرته القوات الجنوبية.


ولعل أبرز ما تحقق خلال هذه السنوات الخمس هو عودة القرار السقطري إلى أهله، وتحقيق شراكة حقيقية في الإدارة، بعد أن كانت مؤسسات الدولة تُدار عن بُعد بأجندات لا تمت لخصوصية الجزيرة بصلة، أبناء سقطرى اليوم شُركاء في التنمية، وحراس لهويتهم الجنوبية، ورُسل سلام واستقرار.


إن ما تحقق في سقطرى هو صورة مصغرة لما يطمح إليه شعب الجنوب في كل شبر من أرضه، استعادة السيادة، وتحقيق الأمن، والانطلاق في مسار تنموي يعيد للوطن مكانته وكرامته، سقطرى لم تكن مجرد معركة تحرير، بل كانت انطلاقة نحو الجنوب الجديد.


وفي ذكرى التحرير الخامسة، نستحضر تضحيات الأبطال، ونحيي وعي شعب رفض الاستسلام، ونؤكد أن الجنوب لن يعود إلى الوراء، فالعهد قد قُطع، والراية رُفعت، والطريق بات واضحًا نحو مستقبل لا مكان فيه للمحتل.