من الفوضى إلى التنمية.. سقطرى بعد التحرير من مليشيات الاحتلال الاخواني

تقرير / درع الجنوب

 


في مثل هذا اليوم، يحيي أبناء سقطرى وأبناء الجنوب عامة ذكرى يوم فارق في مسار التحرير والاستقلال، يوم تحررت فيه محافظة جزيرة سقطرى من قبضة مليشيات الاحتلال الإخواني، التي حاولت اختطاف الجزيرة وتحويلها إلى بؤرة صراع وتهريب، كما فعلت في كل بقعة وطأتها.


هذه الجماعة التي لا تحمل مشروع دولة، ولا تؤمن إلا بالفوضى والإرهاب والدم، وجدت في سقطرى هدفاً استراتيجياً تسعى للسيطرة عليه، لكن أبناء سقطرى كانوا لها بالمرصاد، واستطاعوا، أن يسطروا ملحمة وطنية جنوبية أعادت للجزيرة حريتها وكرامتها وهويتها.


لم تكن ملحمة التحرير سقطرى مجرد مواجهة عسكرية ورفض شعبي مقاوم، بل كانت معركة وجود وهوية، خاضها أبناء سقطرى بوعي وطني جنوبي عميق، وإيمان لا يتزعزع بأن جزيرتهم لن تكون رهينة بيد مليشيات احتلال  لا تنتمي للمكان ولا تحترم ثقافته وهويته وسيادته . ورغم محاولات الإخوان بث الفرقة، وتخريب النسيج الاجتماعي، فإن إرادة أبناء سقطرى كانت أقوى، وكان التفافهم حول مشروع الجنوب التحرري حاسماً في إفشال المشروع الإخواني الإرهابي الاحتلالي .

 


▪ دور الإمارات في البناء والتنمية


لعبة دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في دعم سقطرى خلال هذه المرحلة المفصلية. لم يكن هذا الدعم شكلياً، بل كان عملياً وميدانياً، وشمل مختلف القطاعات الخدمية والإنسانية والأمنية والتنموية.. فمنذ لحظة التحرير، شرعت الإمارات عبر مؤسساتها الإنسانية وفي مقدمتها مؤسسة خليفة والهلال الأحمر الإماراتي، في إعادة تأهيل البنية التحتية، وترميم المستشفيات والمطار والميناء، وتشيد المدارس وتوفير المياه والكهرباء، وتحسين الخدمات التعليمية، فضلاً عن دعم قوات الأمن وتدريبها لضمان استقرار الجزيرة وحمايتها من أي تهديدات مستقبلية. وقد جاءت هذه الجهود من منطلق أخوي حقيقي وصادق يلمسه ابناء الجنوب في كل المحافظات في حياتهم اليومية.


إن الاحتفال بهذه الذكرى لا يكتمل إلا بتوجيه تحية وفاء لأبناء سقطرى الأبطال، الذين لم يترددوا في الدفاع عن أرضهم، وقدموا نموذجاً جنوبيا مشرفاً في الوطنية والانتماء، كما نحيي ابنائهم واخوانهم من أبطال القوات المسلحة الجنوبية، الذين وضعوا دماءهم درعاً منيعاً لحماية الارخبيل.


أن الاحتفاء بذكرى تحرير سقطرى يدعونا للتوقف للحظة تأمل: ماذا لو استمر الاحتلال الإخواني لسقطرى؟ كيف كانت ستكون حال الجزيرة؟.. الإجابة صادمة، فالجزيرة كانت ستتحول إلى نقطة تهريب لصالح قوى مشبوهة ومافيات الارهاب والتطرف ستتحول من قبلة للسياحة العالمية الى معسكر كبير للإرهاب، وكان سيتفكك بنسيجها الاجتماعي، وستُقتل فيها روح الجمال، وتُطعن في خاصرتها السياحية والبيئية.. كانت ستصبح مجرد محطة ضمن مشروع الفوضى الذي تقوده الجماعة، لكن الإرادة الجنوبية السقطرية قطعت الطريق على ذلك، واستعادت الجزيرة دورها التاريخي والحضاري.


اليوم، تتنفس سقطرى الحرية، وتستعيد عافيتها، وتفتح ذراعيها للعالم كوجهة سياحية فريدة، وكنموذج للاستقرار والتنمية في الجنوب. لقد عادت الجزيرة لأهلها، وعاد صوت أبنائها هو الصوت الأعلى في رسم ملامح مستقبلها. وهي تمضي اليوم في مسار بناء الدولة، بثقة راسخة، نحو غدٍ يليق بها وبأهلها وتاريخها.