رجل الدولة لأراضي الدولة

 

في زمن تتزاحم فيه التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تبرز شخصيات نضالية جنوبية استطاعت أن تجمع بين العمل الميداني والخبرة الأكاديمية، وبين النضال الوطني والكفاءة الإدارية. من بين هذه الشخصيات، يبرز اسم سالم ثابت العولقي، الرئيس الجديد للهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة، كأحد النماذج البارزة في العمل الوطني الجنوبي، والكادر المؤهل لإدارة الملفات المعقدة بروح نضالية وعقل مؤسسي كفو وشجاع .

 

تجذر جنوبي ووعي مبكر

وُلد العولقي في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، وهي منطقة لطالما كانت جذوة من جذوات للحراك الجنوبي ومصدرًا للكوادر الوطنية. انطلق من هذه البيئة ليرسم مسارًا حافلًا بالنشاط السياسي والمدني. بدأ وعيه الوطني يتبلور مبكرًا، وكان من المؤسسين لمنسقية طلاب جامعة عدن لتحرير واستقلال الجنوب، وهو ما يعكس ارتباطه المبكر بالقضية الجنوبية وإيمانه بضرورة التغيير من داخل المؤسسات التعليمية.


يحمل العولقي بكالوريوس في القانون وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة عدن، وهما تخصصان يكمّلان بعضهما في بناء شخصية قادرة على فهم أبعاد العمل الإداري والقانوني للدولة. هذا التأهيل الأكاديمي وضعه في موقع يسمح له بالتعامل مع الملفات المعقدة كملف الأراضي والعقارات، الذي يتطلب إلمامًا بالقانون ومعرفة بإدارة الموارد العامة.

ما يميز العولقي هو التوازن بين النضال السياسي والانخراط في العمل المؤسسي. فقد كان عضوًا بارزًا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، كما شارك في اللجنة التنسيقية للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية بشبوة. وتولى مهمة المتحدث الرسمي باسم مجلس المقاومة الجنوبية، ثم المجلس الانتقالي الجنوبي، ليكون صوتًا معبرًا عن تطلعات شعب الجنوب في مختلف المحافل.


خارج إطار السياسة، أسس العولقي وشارك في قيادة عدة مؤسسات مدنية مثل مركز عدن للبحوث والإحصاء ومؤسسة شبوة للتنمية وحقوق الإنسان، كما عمل مديرًا لبرامج في مؤسسة الشباب الديمقراطي، مما أتاح له خبرة في العمل التنموي وحقوق الإنسان، وهي أدوات أساسية لبناء دولة مدنية عادلة.


حضور دولي وشراكات حوارية


العولقي لم يكتفِ بالحضور المحلي، بل شارك في العديد من المنتديات الدولية، مثل "منتدى اليمن الدولي" في لاهاي، و"منتدى القيادات الشابة من الخليج واليمن" في إسبانيا والأردن، إضافة إلى ورش عمل حول التفاوض وحقوق الأسرى، وهو ما يعكس فهمه العميق لأهمية الانفتاح على العالم وبناء شراكات سياسية ومدنية أوسع.

إن تعيين العولقي رئيسًا للهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة يأتي في مرحلة دقيقة تتطلب شخصية تجمع بين النزاهة، والقدرة على مواجهة شبكات وغول الفساد ، والتمسك بحق شعب الجنوب في إدارة الأرض والموارد. وهو بلا شك من الكوادر التي يمكن أن تشكل نموذجا لإدارة جنوبية رشيدة تستند إلى التاريخ النضالي والكفاءة العلمية والخبرة العملية عوضا عن قوة الشخصية والتحفز لخوض معركة ضد لوبيات الفساد والنفوذ والتنفذ والتملك.

لدى سالم ثابت العولقي مسيرة عمل وادارة وقيادة استطاع من خلالها تقديم النموذج الامثل في النزاهة والنأي عن الذات ونكرانها والقدرة على عنونة نفسه باللاءات الثلاث/ لا غموض ولا مخاتلة ولا ثمن ان يقبض اذا تعلق الامر بالجنوب وحقوق شعبه.


إن سالم ثابت  العولقي يمثل جيلًا جديدًا من القادة الجنوبيين الذين لا يكتفون بالشعارات، بل يعملون على تحويل القضية الجنوبية إلى مشروع سياسي وإداري قابل للتحقق على أرض الواقع. فبين النضال الوطني بمختلف ساحاته وميادينه السلمية والعسكرية، ومهارة الخطاب، وكفاءة الإدارة والنزاهة والجدارة ، نجد في سيرته نموذجا للكوادر التي يعوّل عليها في بناء مستقبل الجنوب.