الذكرى الـ31 لغزو الجنوب.. من الألم إلى الأمل ومن الاحتلال إلى التحرير

كتب/ دهمس الدهمسي

 
في مثل هذا اليوم الأسود السابع والعشرين من أبريل قبل 31 عاماً، اجتاحت جحافل الاحتلال اليمني أرض الجنوب الطاهرة، في حرب ممنهجة استهدفت إسقاط دولة الجنوب وتدمير مؤسساتها ونهب مقدراتها، حرب مكتملة الأركان لم تكن عابرة بل كانت إبادة لشعب الجنوب، قتلاً وتنكيلاً وتشريدًا، تحت غطاء وحدة مشؤومة أدخل فيها شعب الجنوب قسراً عام 1990م.

تُعد هذه الذكرى الأليمة عبرة لمن لا يعتبر، وشاهدةً حية على الظلم والمعاناة وكل ما تعرض له الجنوبيين، ذكرى لا تموت ودرس لا ينسى لما جرى من انتهاكات وحشية ومجازر مروعة ارتكبتها قوى الاحتلال اليمني.

ولكن اليوم وبعد 31 عاماً من هذه الذكرى المشؤومة، لقد تغيرت المعادلة و أصبحنا أقوياء بقوة الحق لا فناء لا ثائراً… فجنوب اليوم ليس كجنوب الأمس. لقد نهض شعب الجنوب وقيادته من تحت الركام، وبتنا نمتلك قوةً رادعة وجيشاً وطنياً صلباً وهي القوات المسلحة الجنوبية الذي يحمي أبطالها وقادتها الأرض والعرض، ويقفون كالأسود صامدين وساهرين على حماية الأمن والاستقرار في عاصمتنا الحبيبة عدن وعلى امتداد ارض الجنوب الطاهرة، وفي كل الجبهات الحدودية دفاعاً عن السيادة والأرض الجنوبية والوطن والتصدي لكل من تسول له نفسه بالعبث أو لأي غزوا جديد.!

نعيش اليوم في الجنوب في أمن واستقرار وحرية وكرامة لامثيل لها، في حين أن أولئك الذين غزوا الجنوب في 1994م يعيشون واقع الذل والشتات، وعاصمتهم صنعاء باتت محتلة من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بينما الجنوب محرر وبأيدي أبنائه المخلصين، ومن المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً جسدٌ واحد وهدف واحد استعادة الدولة الجنوبية.

لقد أصبحت تطلعات الجنوبيين واقعاً ملموساً بعد كل من حروب ممنهجة، أصبح اليوم الحلم وتحقيق الهدف بالحرية والاستقلال واستعادة الحق كاملا أقرب من أي وقت مضى، تُحييه عزيمة وهمم لا تلين وإرادة لا تكسر.
فلنرفع رؤوسنا عالياً ونفتخر بكل ما تحقق لنا اليوم في الجنوب، وعلينا نعتبر من غزو جحافل الإرهاب الاحتلالية، ونتوحد أكثر فالاتحاد قوتنا ونصرنا.

ومع حلول هذه الذكرى المأساوية فأننا نُجدد فيها العهد لكافة شهداء الجنوب الأبرار ولكل الجرحى الأبطال بأن تضحياتهم لن تذهب هدرًا، والمضي على طريقهم خلف قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية الممثلة بالرئيس القائد المناضل عيدروس قاسم الزبيدي حتى استكمال التحرير كل شبر من أرض الجنوب واستعادة دولتنا المستقلة بحدودها المعروفة ما قبل عام1990م.

المجد للجنوب وشعبه، والرحمة والخلود لكل شهداء الجنوب الأبرار والنصر لقضيتنا العادلة .

#ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب