27 أبريل المشؤوم : ذكرى إعلان الحرب على الجنوب

كتب / عنتر الشعيبي

 

يحيي شعبنا الجنوبي اليوم الذكرى الـ 31 لإعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 من ميدان السبعين في صنعاء، وهو الإعلان الذي أطلقه الهالك علي عبدالله صالح بعد أربع سنوات من ما تسمى الوحدة اليمنية في مايو 1990.

هذا الإعلان مثّل انقلاباً على اتفاق الوحدة وأدى إلى اجتياح الجنوب في صيف 1994 من قبل قوات الاحتلال اليمني ، مدعومة بفتوى دينية من رجال الدين وبمشاركة إرهابيين ، خاصة المنتمين لجماعة الأخوان المسلمين، التي أباحت دماء الجنوبيين وأراضيهم وممتلكاتهم.

شهدت الحرب أبشع صور العدوان والإقصاء والتهميش بحق الجنوبيين، حيث تعرض شعبنا الجنوبي للقتل والتشريد وتدمير مؤسساتهم ونهب ثرواتهم. كما تم إثارة الفتن ودعم الإرهاب وممارسة القمع بحق الجنوبيين، خاصة بعد انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007.

ورغم سقوط نظام الهالك صالح عام 2011 والأحداث اللاحقة، بما في ذلك انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية عام 2015، فإن الحرب على الجنوب مستمرة بأشكال مختلفة حتى اليوم من قبل ما يُعرف بتحالف 7/7، على الرغم من انتصار المقاومة الجنوبية بدعم من التحالف العربي في يوليو 2015.


لقد كشف إعلان الحرب على الجنوب عن نوايا مبيتة لاستهداف الجنوب منذ ما قبل الوحدة، وتجلت هذه النوايا في عمليات إرهابية واغتيالات طالت كوادر جنوبية بارزة قبل الإعلان المشؤوم.

لم تفلح محاولات الحوار، بما في ذلك اتفاق عمّان، حيث تنصل الهالك صالح منها وأعلن الحرب، وبدأت قواته بمحاصرة وتدمير الوحدات العسكرية الجنوبية في الشمال.
كما هاجمت القوات اليمنية الوحدات الجنوبية المتمركزة في الجنوب، بهدف السيطرة على الطرق الرئيسية وعزل العاصمة عدن.

شارك رجال الدين والمتطرفون في الحرب عبر فتاوى أباحت دماء الجنوبيين، وكان لعبدالوهاب الديلمي وزير العدل آنذاك فتوى شهيرة في هذا السياق، رغم رفض علماء ومفكرين إسلاميين لها.
نتيجة للحرب، قُتل وشُرد عشرات الآلاف ودُمرت المؤسسات ونُهبت الممتلكات.

ورغم هذه المآسي، قاوم الجنوبيون الاحتلال عبر تنظيمات وحركات وطنية، وتوجت جهودهم بإعلان التصالح والتسامح الجنوبي عام 2006 وانطلاق الحراك الجنوبي عام 2007.

في كل عام، يجدد شعب الجنوب رفضه لإعلان 27 أبريل عبر فعاليات ومسيرات حاشدة في الداخل والخارج، مطالبين باستعادة دولتهم ومحاسبة المسؤولين عن الحرب.

ورغم سقوط نظام الهالك صالح، فإن الحرب مستمرة من قبل تحالف 7/7، وخاصة جماعة الأخوان المسلمين الذين يقاتلوا الجنوب من خلال التحالف الخفي مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

بعد مرور 31 عاماً على هذا الإعلان المشؤوم، لا تزال الحرب مستمرة على الجنوب بكل الوسائل، رغم إدراكهم بأن جنوب اليوم يختلف عن جنوب الأمس.