الذكرى العاشرة لتحرير عدن: ملحمة وطنية وتضحيات خالدة

الشيخ/ راجح سعيد باكريت

في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، سطر أبناء الجنوب ملحمة تاريخية تجسد فيها أسمى معاني التضحية والفداء، حيث تحررت عاصمة الجنوب عدن، من براثن القوى الظلامية، بعد معركة بطولية قدم فيها أبناء الجنوب كوكبة من الشهداء الأبرار الذين سطروا بدمائهم الطاهرة صفحة مشرقة في تاريخ الوطن.

لقد كان تحرير عدن محطة مفصلية في مسار المشروع العربي، حيث لم تكن هذه المعركة مجرد مواجهة عسكرية بل كانت انتصار للإرادة الوطنية الحرة، والتصدي لكل من يحاول النيل من الهوية الجنوبية والسيادة العربية، وكما كان لأبناء الجنوب دورهم الريادي في المعركة فإن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، سجل حضوراً مشرفاً بتقديم الشهداء الذين امتزجت دماؤهم بدماء الأبطال الجنوبيين على أرض المعركة، في صورة تجسد وحدة المصير والتضامن العربي في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.

إن هذه الذكرى العظيمة لا تمثل مجرد محطة احتفائية، بل هي درس للأجيال القادمة في معنى التضحية والإيثار من أجل الوطن، فمن ضحّى بحياته في سبيل حرية الجنوب، قدّم أعظم درس في الوطنية والكرامة، وأصبح رمزاً يُحتذى به في مسيرة بناء الدولة واستعادة الحقوق المشروعة.

وإذ نحيي اليوم أرواح شهداء الجنوب وشهداء التحالف العربي، فإننا نجدد العهد على المضي في مسيرة البناء والتحرير، مستلهمين من تضحياتهم قيم العزة والكرامة، ومؤكدين أن عدن ستظل عنواناً للصمود والنضال حتى تحقيق كامل تطلعات شعبها في الحرية والاستقرار.


* عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي