27 رمضان.. يوم النصر الجنوبي الاعظم
يمثل السابع والعشرون من رمضان إحدى أعظم ملاحم النصر والفداء في تاريخ الجنوب، إذ شهد هذا اليوم تحرير العاصمة عدن من ميليشيات الحوثي الإرهابية، بعد معارك شرسة خاضتها المقاومة الجنوبية.
كان هذا اليوم نقطة تحول كبرى، حيث لم يقتصر النصر على تحرير العاصمة عدن فحسب، بل امتد ليشمل باقي مدن ومناطق الجنوب التي كانت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية.
منذ بدء التدخل العسكري للتحالف العربي عام 2015، كانت العاصمة عدن تمثل هدفًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، كونها منفذًا بحريًا حيويًا، ورغم التحديات، وضعت القيادة العسكرية، بدعم من التحالف العربي، وعلى رأسه دولة الإمارات، خطة محكمة لتحرير المدينة، اعتمدت على عدة محاور رئيسية، أبرزها الهجوم من الجهتين الشمالية والجنوبية، مع إحكام السيطرة على جميع الطرق المؤدية إلى مواقع الحوثيين، ما أسهم في تحرير مطار عدن الدولي.
معركة 27 رمضان.. تنسيق عسكري وانتصار حاسم
شهد يوم 27 رمضان معركة غير تقليدية، لعب فيها الطيران الحربي للتحالف العربي دورًا محوريًا في تأمين الأجواء وتوجيه ضربات دقيقة لمواقع الميليشيات الحوثية. ونفذت المقاتلات سلسلة من الغارات الناجحة التي أسهمت في إضعاف دفاعات العدو، تزامنًا مع استمرار العمليات البرية للمقاومة الجنوبية، التي اجتاحت الأحياء والمرافق التي شهدت أعنف المواجهات.
كما تلقت القوات البرية دعمًا مباشرًا من وحدات المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الإماراتية ، التي نفذت تكتيكات عسكرية دقيقة، اعتمدت على الهجوم السريع والمباغت، إلى جانب استخدام الأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات والمدفعية، لضرب تحصينات الحوثيين.
وبحسب الخبراء العسكريين، فإن عملية تحرير عدن كانت نموذجًا للتنسيق العسكري المتكامل، حيث تكاملت الهجمات البرية مع الغطاء الجوي، ما أدى إلى تضييق الخناق على الميليشيات الحوثية ودحرها من المدينة.
عدن بعد التحرير.. استعادة الاستقرار وبداية التحولات الكبرى
لم يكن تحرير عدن مجرد نصر عسكري، بل كان بداية لتحولات استراتيجية على المستويين السياسي والاقتصادي، فقد أسهمت استعادة السيطرة على المدينة في إعادة الاستقرار، وتمكين الأجهزة الأمنية من إعادة تنظيم صفوفها وفرض سيطرتها الأمنية،على العاصمة عدن ما منح المواطنين شعورًا بالأمان بعد مرحلة من الفوضى والإرهاب.
كما أدى تحرير عدن إلى استئناف عمل المؤسسات الحكومية بعد انقطاع طويل، وشكّل ضربة قاصمة لمخططات الحوثيين في الجنوب، إذ تراجع نفوذهم بعد هزيمتهم في العديد من المناطق والمديريات، مما مهد الطريق أمام القوات الجنوبية لاستكمال عمليات تطهير بقية المدن.
ذكرى خالدة وإرث من الصمود
يظل يوم 27 رمضان محطة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث أثبت الجيش الجنوبي والمقاومة قدرتهما على الصمود والتضحية لاستعادة العاصمة عدن ومحافظات الجنوب وتحريرها من قبضة الاحتلال اليمني لقد كان هذا اليوم تجسيدًا لوحدة الصف الجنوبي وعزيمة الأبطال، الذين تمكنوا، بإيمانهم وشجاعتهم، من تغيير مجرى الحرب وإعادة الأمل في استعادة السلام والحرية.
إن 27 رمضان ليس مجرد ذكرى لمعركة انتهت بالنصر، بل هو رمز للصمود والتحدي في وجه الاحتلال والإرهاب، وسيظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرة كل جنوبي، شاهدًا على إرادة لا تلين وعزيمة لا تُكسر، مهما بلغت التحديات.