زار محافظات أبين ولحج والضالع أهمية الزيارات ورسائلها

تقرير ـ درع الجنوب

 

القائد الناجح هو الذي يستطيع أن يدير الداخل بكفاءة ويعزز مكانته في الخارج بذكاء.. هذا التوازن يكون أكثر أهمية لدى قائد يدير مرحلة انتقال شعبه من الثورة التحررية إلى دولة الاستقلال الوليدة من ذات الثورة، أو يجمع في قيادته بين استمرارية الثورة والبدء في بناء مؤسسات الدولة.

هناك، ومن الماضي، لنفس القيادة نماذج كثيرة، أما في حاضرنا، فلنا في الجنوب رئيسنا القائد عيدروس الزبيدي، وتحركاته على الصعيد الداخلي والخارجي نموذج يُحتذى به في إدارة المهام والمسؤوليات أينما كان مسرحها وزمانها، ومهما كانت التعقيدات والعوائق والتحديات.

على الجبهة الخارجية، أجرى الرئيس القائد سلسلة لقاءات مع الوفود الخارجية وممثلي ورؤساء الدول وصُنّاع القرار الدولي، مما عزز من مكانة الجنوب كطرف سياسي فاعل في المنطقة، وهو في المحصلة تعزيز لحضور قضية الجنوب، ورفع الغطاء الذي أحاطها، وجذب التفهم والتعاطي الإقليمي معها بوصفها قضية شعب ووطن.

انطلاقًا من هذه اللقاءات ومكتسباتها ونجاحاتها، عاد الرئيس القائد إلى الجبهة الداخلية مؤخرًا، ليستهل العودة بسلسلة لقاءات بقيادات المجلس الانتقالي، وتلا ذلك لقاء موسع بالقادة العسكريين والأمنيين، ولقاءات أخرى بوزراء ورؤساء المؤسسات الخدمية على المستوى التنفيذي المركزي والمحافظات، كما التقى بقيادة النقابات العمالية ، وتخلل ذلك لقاءات بممثلي البعثات الدبلوماسية، كبعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء فرنسا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية.

تتجلى السمات العملية للرئيس القائد عيدروس الزبيدي في الداخل والخارج، ووضع الإجراء العملي للملفات وفق استراتيجية الفعل قرين القول. فقد تركزت لقاءاته بقيادات المجلس الانتقالي وهيئة رئاسة المجلس على إجراءات استكمال الهيكلة وتطوير الأداء التنظيمي.

وفي ترؤسه اجتماعًا باللجنة المشرفة على فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي، ورؤساء الفرق من أعضاء هيئة رئاسة المجلس، وجه بمتابعة مخرجات اللقاءات وفق مصفوفة تنفيذية متكاملة تتضمن مخرجات التقارير التي رفعتها الفرق الميدانية، والتوصيات التي خرجت بها لقاءاتها، بالإضافة إلى إعداد برنامج عمل زمني يتضمن خطوات عملية لمعالجة القضايا التي تم رصدها، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجتها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، مؤكدًا أهمية مواصلة العمل الميداني والتواصل المباشر مع المواطنين لضمان تحقيق الاستجابة الفاعلة لاحتياجاتهم وتعزيز ثقتهم بدور المجلس الانتقالي الجنوبي في تمثيلهم والدفاع عن حقوقهم.

وقد استهلّ ذلك ببرنامج تنفيذي في زيارات ميدانية لمحافظات الجنوب، انطلاقًا من محافظة أبين، حيث عقد لقاءً موسعًا ضم قيادات السلطة المحلية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة.

*استهداف أبين هو استهداف للجنوب، واجتثاث الإرهاب معركة وطنية

تحتل محافظة أبين مرتبة الأولوية في اهتمام قيادتنا السياسية العليا، واحتلت أيضًا الأولوية في زيارات الرئيس القائد للمحافظات، فهي خاصرة الجنوب وقلبه النابض، وستبقى رمزًا للصمود والتحدي في وجه الإرهاب، وهذا التوصيف الدقيق والمنصف قاله الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في كلمته التي ألقاها أمام الحاضرين في اللقاء الموسع.

كانت كلمة الرئيس في اللقاء الموسع الذي ترأسه بمحافظة أبين خطابًا من القلب إلى القلب، ومثّلت في مجملها آلية عمل للنهوض بالمحافظة، حيث قال: "النهوض بأبين يتطلب جهودًا مخلصة وشاملة في جميع المجالات." "أبين أولوية في برامج الحكومة لتطبيع الأوضاع الخدمية والاقتصادية وإعادة الإعمار."

وأوضح الرئيس القائد أن محافظة أبين، التي تمتلك مقومات نهوضها، عانت كثيرًا، وأن موقعها الجغرافي كخاصرة للجنوب جعلها هدفًا للقوى المعادية والإرهابية على مدى العقود الماضية، وكان استهدافها بالإرهاب استهدافًا لكل الجنوب.

وقال الرئيس القائد إن محافظة أبين رمز الحرب على الإرهاب، وإن الوفاء لها يتمثل في مواصلة المعركة ضد الإرهاب المُصدَّر إليها، باعتبارها معركة وطنية لا هوادة فيها، وإن انتصاراتها تمثل في المحصلة إنجازات للحرب الدولية على الإرهاب، وتعزيزًا لأمن واستقرار المنطقة.

ومن محافظة أبين، أكد الرئيس القائد أن المليشيات الحوثية تعيش حالة هستيرية بعد التصنيف الأمريكي لها كمنظمة إرهابية أجنبية، وتحشيدها نحو الجبهات ليس إلا بحثًا عن مخرج من مأزقها، مشيرًا إلى أن خيار الحرب انتحار للحوثيين، وأن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس.

تأتي زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لمحافظة أبين ضمن برنامج زيارات من المتوقع أن تشمل كل محافظات الجنوب، كما تأتي عقب استكمال النزول الميداني لفرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي، التي ترأسها أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي بتكليف من الرئيس الزبيدي، وذلك لتلمس أوضاع المواطنين وتقييم الأوضاع. كذلك كانت زيارة سيادته لمحافظتي لحج والضالع.