في الذكرى الـ 57 لعيد الاستقلال.. انتصارات سياسية وعسكرية جديدة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي

درع الجنوب - تقرير / قائد منصور

 

تمر علينا اليوم الذكرى الـ 57 لعيد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، وهو اليوم الذي شهد تحرير جنوبنا الحبيب من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (الاستعمار البريطاني) بعد 129 عامًا من الاحتلال، يأتي هذا اليوم التاريخي الأغر في وقتٍ يشهد فيه الجنوب انتصارات سياسية وعسكرية جديدة، حيث حققت قواتنا المسلحة الجنوبية انتصارات كبيرة على المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا وتنظيم القاعدة الإرهابي، تزامنًا مع الانتصارات الدبلوماسية المهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي التي حققتها قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبي.

في 30 نوفمبر 1967م، حقق شعبنا الجنوبي حلمه في الحرية بعد عقود طويلة من الاستعمار البريطاني الذي بدأ في عام 1839م، حيث كانت عدن أول مدينة يتم احتلالها، قبل أن تمتد سيطرة بريطانيا إلى معظم مناطق الجنوب، شهدت تلك الفترة سلسلة من الانتفاضات الشعبية والمقاومة المستمرة ضد الاحتلال البريطاني، والتي تولدت منها ثورة 14 أكتوبر 1963م التي كانت البداية الفعلية لوضع حد للوجود الاستعماري في الجنوب.

وبفضل تضحيات شعبنا الجنوبي، سواء في ميادين القتال أو في الساحات السياسية، تم إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، بعد أن توحدت القوى الوطنية لتحرير الجنوب، وهي اللحظة التاريخية التي لا تزال تذكرها الأجيال الجنوبية بفخر واعتزاز كبيرين.


*الانتصارات العسكرية لقواتنا المسلحة الجنوبية*

اليوم، يواجه الجنوب تحديات جديدة تتمثل في العدوان الحوثي المدعوم من إيران، فضلاً عن التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش"، ولكن، قواتنا المسلحة الجنوبية، التي وُلِدت من رحم المقاومة الجنوبية، أثبتت قوتها وقدرتها على التصدي للأخطار والتحديات، وتواصل تحقيق الانتصارات في مختلف الجبهات.

ففي السنوات الأخيرة، تمكنت قواتنا المسلحة الجنوبية من تحقيق سلسلة من الانتصارات العظيمة ضد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، التي تسعى لفرض سيطرتها على أراضي الجنوب. ولعبت قواتنا الجنوبية دورًا محوريًا في تحرير العديد من المناطق، من أبرزها تحرير محافظة شبوة في 2022م، واستعادة العديد من المناطق الاستراتيجية في حضرموت وأبين ولحج.

على الجبهة الأمنية، واصلت قواتنا الجنوبية تعزيز الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب ومنها العاصمة عدن، مما جعل الجنوب نقطة ارتكاز للأمن في مواجهة التهديدات الإرهابية، وقد أثبتت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الجنوبية أنها تتمتع بكفاءة عالية وقدرة على الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية.

*الانتصارات الدبلوماسية المهمة*

على الصعيد السياسي، تحقق القيادة الجنوبية تحت رئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي خطوات مهمة على المستوى الدولي، فقد نجحت القيادة السياسية في إيصال صوت القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية، حيث عملت على تحشيد الدعم العربي والدولي لقضية شعب الجنوب، كخطوة متقدمة للدفع بالمجتمع الدولي للاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

وقد قامت القيادة الجنوبية بتوطيد العلاقات مع العديد من الدول العربية والدول الغربية، كما لعبت دورًا فاعلًا في تحريك ملف قضية شعب الجنوب في محافل الأمم المتحدة، ومن أبرز الإنجازات السياسية للقيادة الجنوبية هو التأكيد على وحدة الصف الجنوبي في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب الذي أصبح يمثل إرادته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.

*الجنوب.. من الاستقلال إلى السيادة*

إن الذكرى الـ 57 للاستقلال تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يشهد الجنوب حركة تغيير كبيرة على المستويين العسكري والسياسي، ففيما كان الجنوب في عام 1967 يسعى لتحقيق الاستقلال من الاستعمار البريطاني، ها هو اليوم يتطلع إلى تحقيق سيادة كاملة على أرضه واستكمال مشروع بناء دولة الجنوب.

تُجسد هذه الانتصارات العسكرية والسياسية رؤية القيادة الجنوبية، التي تعكس التزامًا ثابتًا بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم، ومع استمرار النضال العسكري في جبهات القتال ضد المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، لا يزال شعب الجنوب على العهد في مسيرته نحو تحقيق الاستقلال الكامل، وتحقيق تطلعاته في بناء دولته الفيدرالية كاملة السيادة.

الخاتمة: 
تمر الذكرى الـ 57 لعيد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، والشعب الجنوبي يواصل نضاله في سبيل تحقيق سيادته الكاملة، اليوم وبعد سنوات من الكفاح ضد الاحتلال، يثبت الجنوبيون مرة أخرى قدرتهم على مواجهة التحديات ومواصلة السير نحو المستقبل بثقة وعزيمة لنيل الاستقلال الثاني من الاستعمار اليمني تحت قيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وقواتنا المسلحة الجنوبية، حيث أصبح الجنوب نموذجًا في الصمود العسكري والسياسي، ولن يتوقف شعب الجنوب عن السعي لتحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.

عاشت الذكرى الخالدة لعيد الاستقلال 30 نوفمبر 1967م، وعاشت قواتنا المسلحة الجنوبية سياج الوطن المنيع.