من دروس الإستقلال الأول : السيطرة على الارض والإلتفاف حول القيادة

 


السيطرة على الأرض هي لغة القوة التي تُترجم إلى مكتسبات سياسية ودبلوماسية، مما يجعلها عنصرا حاسمًا في كسب المعركة او إدارة نتائجها ومكتسباتها  ، لأنها تؤدي  إلى فرض الأمر الواقع .
بمعنى اوضح تمثل أحد المفاتيح الأساسية لضمان السيطرة على طاولة المفاوضات ، ومن خلال تجارب الثورات التحرر الوطني منها ثورتنا التحررية الاولى التي انطلقت من جبال ردفان الشماء في ال 14 من اكتوبر 1963م وتكللت بالاستقلال المجيد من الاستعمار البريطاني في ال 30 من نوفمبر 1967م ، نجد ان ثوار ثورة اكتوبر قبل ان يخوضوا بقيادة الرئيس قحطان الشعبي  اي مفاوضات سياسية مع السلطات الاستعمارية البربطانية ، ضمنوا ومن خلال الكفاح المسلح المنظم ، إضافة الى العمل الجماهيري ، تحقيق انتصارات حاسمة ، اضعفت سلطات الاستعمار وافقدتها ادواتها ووسائلها ، كان الانتصار الاول والاهم  السيطرة على معظم مدن ومناطق الجنوب منها العاصمة عدن، وكسب موقف الجيش الاتحادي ، الذي اعتقدت السلطات البريطانية  انه سيقف حجر عثرة دون تحقيق كامل اهداف ثورة اكتوبر وتحديدا الاستقلال الكامل ، وكان هذا الموقف هو عامل الحسم لإنتصار ثورة اكتوبر ، ليس فقط في السيطرة العسكرية وانتزاع ما كانت تعول عليه السياسة الاستعمارية، بل وفي  صون مكتسبات الثورة وتأمين لحظة الاستقلال .

من معادلة القوة والسيطرة على الارض وإلتفاف الشعب  ، حدد قائد ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة قحطان محمد الشعبي- ، ورئيس الوفد المفاوض، في مؤتمر صحفي، موقف المتفاوض الجنوبي ، بأنّه يهدف إلى:

- تحقيق الاستقلال الفوري، وانتقال السيادة إلى الحكومة الجنوبية الوطنية، والتأكيد على وحدة أراضي الجنوب، بما في ذلك كل الجزر.

- رفض الاتفاقيات العسكرية بما في ذلك الدفاعية، على أن تقوم بريطانيا بتسليم ممتلكات الجيش البريطاني في الجنوب إلى حكومة الثورة. 

- رفض الأحلاف السياسية، ورفض الانضمام إلى الكومنولث، ومقاومة أية قيود سياسية، وطلب إنهاء كل معاهدات واتفاقيات بريطانيا السابقة مع السلاطين والاتحاد.

هذه الدروس والعبر والتجارب التي نستعيدها من ثورة اكتوبر المجيدة والاستقلال الوطني الجنوبي الاول من الاستعمار البريطاني تقتضي منا الاخذ بها وإستلهامها في ثورتنا التحررية الثانية من احتلال ارهابي همجي ، لا سيما في الجوانب المتعلقة بوحدة الصف والإلتفاف حول قواتنا المسلحة الجنوبية وقيادتنا السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي إستطاع ان يعزز من جبهتنا السياسية والدبلوماسية وإيصال قضيتنا الوطنية الجنوبية الى اكبر واهم المحافل الدولية وإكسابها حضورا كببرا في الفكر والوعي السياسي العالمي، وفي كل المجالات والأروقة السياسية والحقوقية والقانونية الدولية ، الامر الذي ترتب عنه تفاقم  هستيريا الاعداء، وإتساع نوبات صرعهم وجنونهم الدعائي المغرض بمختلف اشكاله وادواته على امل اعاقة مسار التحرير والاستقلال الثاني لوطننا الجنوب .