هم الإرهاب والغدر الجبان شيمتهم

درع الجنوب - تقرير خاص

 

العملية الغادرة الجبانة التي استهدفت أبطال قوات الواجب السعودية في التحالف العربي إثر هجوم نفذه جندي ينتمي لمحافظة عمران اليمنية، داخل مقر المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون حضرموت وأسفرت عن استشهاد ضباط سعوديين.

تذكرنا بالعملية الغادرة التي استهدفت أبطال القوات الإماراتية بمعسكر صافر صبيحة 4 سبتمبر 2015م بعد تسريب مليشيات الإخوان إحداثيات المعسكر لمليشيات الحوثي، تذكرنا بعمليات غدر وخيانة إخوانية حوثية تتابعت في استهدافها التحرك الإماراتي السعودي المشترك في ميادين الانتصارات منذ انطلاق عاصفة الحزم. أما استهداف الجنوب وقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي في حرب مفتوحة متعددة الجبهات فهو استهداف للحليف الصادق للتحالف العربي.

هذه الجريمة الجبانة وما سبقها من جرائم غدر وإرهاب منظم أوضحت كامل الصورة عن أهداف «غدر 4 سبتمبر» 2015م الذي أسفر عن استشهاد 45 جندياً إماراتياً و10 جنود سعوديين و5 جنود بحرينيين، في واحدة من أقذر عمليات تحالف الغدر والخيانة والإرهاب الذي ابتلي به اليمن منذ عقود وتأذى به الشقيق والصديق. أما الجنوب وطناً وشعباً وهوية فكان أول أهداف هذا الثالوث الإرهابي الغادر والمسعور، وأكثر الدول والشعوب بالمنطقة والعالم تجربة في مواجهته ومجابهته وإدراكاً بمخططات الأهداف والغايات التي يسعى إلى تحقيقها هذا الثالوث، ولو في سياق تلبية حاجته المشتركة في الاستهلاك الدعائي الإعلامي وإعادة تغذية لغة التشفي بكل قول حقير وجبان بالغ الخسة والنذالة، كالتي تدافعت على مدى سنوات وما زالت في حسابات ومواقع وقنوات الإعلام الحوثي والإخواني والقاعدي والداعشي ليلة أمس وما زالت. جميعها تعاطت مع هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ضابطان من أبطال القوات السعودية وجرحى آخرون انطلاقاً من تحالف إيدلوجي متطرف قديم متجدد مرتبط بمشاريع معادية لدول الخليج ودول التحالف العربي بشكل عام وشركائه كالجنوب وقواته المسلحة. تعاملت مع ذات الجريمة البشعة على أنها نصر وانتقام للأمة، وليس جريمة إرهابية غادرة استهدفت أبطال الأمة الذين أبوا إلا أن يؤدوا واجباتهم القتالية ضد أعداء الدين والوطن والأمة أدوات المشروع الإيراني الخبيث، ونالوا شرف هذا الواجب وانتصاراته ومفاخره حيث الشريك الجنوبي مقاومة وقوات مسلحة، الذي بادلهم الوفاء بالوفاء والفداء بالفداء وتنافسوا معاً في ماراثون القتال وصناعة البطولات، جاعلاً من هذه الشراكة المصيرية نهجاً وموقفاً وثباتاً ومسؤولية وطنية وقومية، مخلداً إياها ومحطاتها وأبطالها وملاحمها وتجاربها ودروسها في ضميره وتاريخه وأجياله، وعلوماً ومواداً ملهمة تدرس في مدارسه القتالية وملاحم في متاحفه.

هذه الجريمة الغادرة المؤسفة، وكما أشار الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في تعزيته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو محمد بن سلمان، تستهدف الغايات والقيم النبيلة للتحالف العربي الذي جاء لإعادة الأمن والاستقرار لبلادنا، "مؤكداً موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، ومجلس القيادة الرئاسي الثابت إلى جانب المملكة ودول التحالف العربي في مواجهة الإرهاب والتصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة".

الجريمة لم تكن الأولى ولا الثانية التي يكررها حلف الغدر والخيانة والإرهاب في محاولة لإفشال أهداف التحالف العربي، بل سبقها تسليم مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت لتنظيم القاعدة الإرهابي في 2 أبريل 2015م بعد أسابيع من انطلاق عاصفة الحزم، قبل أن تتمكن قوات النخبة الحضرمية وبدعم وإسناد من القوات الإماراتية من تحريرها وتطهيرها في 24 أبريل 2016م، في عملية وملحمة بطولية مثلت في انتصارها وأهميتها وأبعادها واحدة من أقوى التجارب الناجحة للشراكة في الحرب على الإرهاب. التي تتطلب اليوم وللضرورة القصوى واستجابة لمطالب أبناء شعبنا في حضرموت، إخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت التي أثبتت المعطيات ووقائع الأحداث ومنذ وقت مبكر وبما لا يدع مجالاً للشك أو التلكؤ، أنها محور ارتكاز ثلاثي الإخوان والحوثي والقاعدة وغطائه الذي أسدل وباتت مفاعيله ومهدداته ومخاطره مكشوفة للقاصي والداني وقد عبرت عنه طوال السنوات التي مضت شرايين إمدادات المليشيات الحوثية من السلاح والأموال والوقود، وعشرات الكوادر من أبناء حضرموت الذين اغتالتهم يد الإرهاب الذي تنشط عناصره في إطار ذات المنطقة العسكرية وفي معسكراتها توفر له المأوى الآمن منذ سنوات بل عقود خلت.