في ذكرى تأسيسه.. جيش الجنوب تاريخ من الملاحم والبطولات

خطاب ناصر - درع الجنوب

 

التاريخ العسكري في الجنوب ضارب في القِدم، حيث ظهر أول جيشٍ نظامي في الأرض التي تشكل الجنوب المعاصر قبل الميلاد وبعده ، واختلفت الجيوش هذه باختلاف الحضارة الجنوبية التي نمت فيها وفي كنفها ، بدءً من جيوش الممالك كمملة كندة وحمير وأوسان وقتبان ، ومرورا بجيوش تشكلت بعد الميلاد وتتابعت حتى عصرنا الحديث التي تشمل جيوش سلطنات وإمارات الجنوب العربي والجيش الذي تشكل عقب الاستقلال الأول في ال 30 من نوفمبر 1967م  ، وجميعها خاضت حروب دفاع وطني عن وطننا الجنوب من قبل غزاة والمحتلين وصنعت أمجادا وبطولات ، كما يصنع أبطال قواتنا المسلحة المعاصرة الباسلة اليوم في الجبهات الحدودية ومسرح الحرب على الإرهاب .

في ال 30 من نوفمبر 1967م بدأ التاريخ الحديث للجنوب العربي بإعلان استقلال الجنوب وقيام دولته المستقلة وعاصمتها عدن
ورثت الدولة الجنوبية الحديثة مؤسسة جيش محترف أشرفت على إعداده وتدريبه جيدًا السلطة الاستعمارية البريطانية التي حكمت الجنوب منذ 1839 وحتى 1967م وانحاز هذا الجيش إلى صف الشعب الجنوبي وثورته ضد المستعمر البريطاني. كما ظل كذلك منحازًا لصف الشعب الجنوبي في كل المراحل

وتمكنت الدولة الجنوبية من بناء "جيش وطني احترافي بمساعدة الاتحاد السوفيتي حتى صار ضمن أقوى جيوش  المنطقة، وخاض حروب دفاعية أبرزها حربي 1972 و1979م مع جيش الجمهورية العربية اليمنية وخرج من هذه الحروب منتصرا
 استقلال " الجنوب العربي " تحت اسم " ج ي ج ش " في 30 نوفمبر 1967م وبالتحديد في الأعوام 68-1969م تم دمج جيش البادية الحضرمي مع جيش الاتحاد النظامي وقد شكل هذا الدمج النواة الأولى للجيش الوطني لدولة الجنوب المستقلة. 
في عام 1970م ، تم تأسيس أول كلية عسكرية على أنقاض مركز التدريب في عدن الصغرى بين الجبلين "صلاح الدين " حاليا
وفي 1 سبتمبر من عام 1971م تم تخرج أول دفعة من الكلية العسكرية واعتبر ذالك اليوم حدث تاريخي مهم في تطور القوات المسلحة لــ" ج ي ج ش " ، وأصبح يحتفل به كعيد للقوات المسلحة للجنوب
وفي الأعوام من 69-1972م توجهت دولة الجنوب إلى استكمال بناء القوات المسلحة الوطنية وبعثت للدراسة في الخارج في أكاديميات وكليات ومعاهد الاتحاد السوفيتي والبلدان الشقيقة والصديقة الأخرى آلاف الكوادر من أبناء الجنوب. 
* حماية وتأمين الملاحة الدولية .

ظل الجنوب بموقعه وجيشه لاعبا محوريا في تدعيم عناصر الاستقرار الإقليمي وفي حماية وتأمين الملاحة والتجارة الدولية حتى في أوج اشتداد الصراع والتنافس الدولي على مصادر الطاقة والممرات والمضائق التجارية حيث كانت الممرات التجارية في المياه الإقليمية والدولية في بحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية للدولة ، ولم تشهد أي حادثة قرصنة طيلة وجود جيش الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" ولهذا السبب  وغيره كان الجنوب ومازال هدفاً للتظيمات الإرهابية التي وظفتها القوى اليمنية كوسيلة غزو واحتلال.

* مواقف خارجية مشرفة للجنوب وجيشه الباسل

-وقوف دولة الجنوب إلى جانب الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادة المناضل " ياسر عرفات "
- كان الجنوب عضواً في ما عرف سابقا بجبهة الصمود والتصدي ضد مشروع كامب ديفيد إلى جانب ليبيا والجزائر والعراق وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية
-كان للجيش الجنوبي موقفاً عربياً مشرفاً أثناء الحرب التي خاضتها مصر العربية وهذا الموقف ساعد كثيرا إلى حد ما في تحقيق انتصار أكتوبر عام 1973م على إسرائيل ، وهو إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الدولية لمدة 20 يوماً
- بعثت جيش الجنوب لواءً متكاملاً من جيشها إلى لبيبا للمساهمة في الدفاع عن أراضي وشعب ليبيا عام 1978موعام 1982م
- وقفت دولة الجنوب ، إلى جانب دولة الكويت أثناء الغزو العراقي لها ، وخرجت المسيرات في عدن رافضة لاحتلال الكويت معبرا عن موقف شعب الجنوب ودولته الرافض للغزو على عكس الجمهورية العربية التي خرجت مسيرات في شوارعها تؤيد الغزو وتدعو الجيش العراقي لغزو ما تبقى من دول الخليج وكانت شعاراتها نفس الشعارات المعادية التي ترفعها المليشيات الحوثية ضد دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات . 
- شاركت دولة الجنوب - جمهورية اليمن الديمقراطية - بقوات من جيشها في عدد من البلدان للدفاع عن الامة العربية ، أبرزها إرسالها مقاتلين جنوبيين إلى لبنان عام 1982م ، لصد الهجوم الاسرائيلي