الأكاديمية العسكرية العليا والبناء النوعي لقواتنا المسلحة

درع الجنوب - تقرير خاص

 

تتصدر عملية البناء والتحديث النوعي والعلمي لقواتنا المسلحة الجنوبية، أعلى مراتب الاهتمام لدى قيادتنا العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي, رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي, القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، الذي يحرص دوما على رعاية منتسبيها وتوفير كافة استحقاقاتهم المهنية، والقتالية والمادية انطلاقا من قناعته الراسخة بأن استعادة وبناء الدولة الجنوبية تشترط موجبات البناء والتحديث النوعي للمؤسسة الدفاعية والأمنية الجنوبية واعدادها المهني القتالي والمعنوي النوعي ورفع مستوى الجاهزية القتالية العملياتية التدريبية والمعنوية.

ففي منتصف ديسمبر الماضي، افتتح الرئيس القائد مبنى الأكاديمية العسكرية العُليا في العاصمة عدن، بمعية وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، إيذانا بتدشين سير العملية التعليمية فيها، وتمثل الاكاديمية أحد أكبر وأعلى الصروح لتأهيل القادة، الذين وحسب حديث الرئيس القائد يوم افتتاحها ”يقع على عاتقهم بناء وتطوير القوات المُسلحة بصنوفها الثلاثة البرية، والبحرية، والجوية، على المستويات التكتيكية، والاستراتيجية، والتعبوية.

إكتسب حدث الافتتاح للاكاديمية بالعاصمة عدن في حينه أهمية سياسية وعسكرية بالغة ونقطة تحول مهمة وخطوة أخرى نوعية  لبناء وتأهيل القادة على أسس علمية وطنية وحديثة،لا سيما وأن هذه الأكاديمية هي أعلى منشأة تعليمية عسكرية عليا وتتكون عادة من: كلية القيادة والأركان وكلية الحرب العليا و كلية الدفاع الوطني إضافة إلى مركز الدراسات الاستراتيجية.

وتمنح كليتا الحرب العليا والدفاع الوطني للخريجين زمالة الكلية وزمالة كلية الدفاع الوطني حيث تعادل الدكتوراه في بعض الدول باعتبارها المستوى الأعلى للتعليم العسكري والسياسي الاستراتيجي.. وغالبا ما يلتحق بها بعض خريجي كلية الحرب العليا.

ولأن لكل جهد ثمار، ووراء كل إنجاز وطني كبير في أهميته وأثره وأبعاده، قائد عظيم يخرج طموحات شعبه من أكمام وأغلال المستحيل، إلى رحاب الممكن، من خلال ترجمتها عمليا على أرض الواقع والوجود، فقد شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي أمس الأحد، بمقر وزارة الدفاع بالعاصمة عدن، حفل تخرج عدد من الدفعات بالأكاديمية العسكرية العُليا وتحديدا، الدفعات السابعة حرب عُليا، والسادسة دفاع وطني، والسادسة قيادة وأركان.

كان حفل التخرج يوما مشهودا، و حدثا غير عادي، ولا نبالغ أن قلنا أنه يمثل أحد أهم الإنجازات ذات الصلة باستعادة مؤسسات الدولة التي تكتسب الرمزية السيادية.

ولنا أن نتذكر أن قوى الاحتلال و منذ 1994م قد ألغت ودمرت كل مؤسسات التأهيل العسكري بالعاصمة عدن، منها مدرسة القادة والأركان وتحويلها إلى ما أسمته بمعهد الثلايا في إطار سياسات نظام الاحتلال للقضاء على مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية، ومن ناحية أخرى ظلت المليشيات الحوثية الإرهابية ومنذ 2015م تحتكرون السيطرة على المؤسسات المركزية الهامة بما فيها الأكاديمية العسكرية العليا، بسبب التراخي والتخاذل الذي مارسته الشرعية السابقة من نقل أو إعادة بناء هذه المؤسسات في العاصمة عدن.

في الحفل، الذي حضره وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وعدد من الوزراء، والقيادات العسكرية والأمنية، ألقى الرئيس القائد  كلمة هنأ في مستهلها الضباط الخريجين، مشيدا بالجهود التي بذلوها خلال مدة التحاقهم بالأكاديمية، وصولا إلى هذا اليوم المشهود.. وقال مخاطبا الخريجين: "إن تخرجكم اليوم من هذا الصرح الأكاديمي العسكري، يثبت بأن قواتنا المسلحة قوية ومستمرة في العطاء في مختلف الميادين".

وأضاف قائلا :"أمامكم مهام ميدانية جسيمة، وإننا على ثقة بأنكم ستكونون عند مستوى الثقة والمسؤولية في تطبيق كل المعارف التي تلقيتموها، في الميادين والجبهات، والرفع من قدرات زملائكم من منتسبي المؤسسة العسكرية".

وكان لسيادة الرئيس الزُبيدي، الفضل أيضا، في إعادة تأهيل وافتتاح عددا من المنشآت التعليمية العسكرية التي باشر البعض مهامها منذ عامين وتخرج منها المئات من منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبية ولعل من أبرزها معهد تأهيل القادة والأركان.. ويجري برعايته، استكمال ما تبقى منها.

وخلاصة القول، يرى الرئيس القائد، بل ويحرص على بناء ووجود مؤسسة دفاعية وأمنية حديثة تتحلى بأعلى درجات العلم العسكري والضبط والربط الواعي اللذان يشكلان أهم عناصر الإعداد القتالي والجاهزية القتالية العالية.. مؤسسة وطنية دفاعية وأمنية رائدة جديرة بأداء مهامها وواجباتها الدفاعية والأمنية والتصدي الحازم في الجبهات الحدودية ومكافحة الإرهاب وتكون رافدا قوميا لمنظمومة الدفاع والأمن الإقليمي وجزء لا يتجزأ منها.