على الأرض .. يد على الزناد واخرى ممدودة للسلام

من ينظر إلى تاريخ إطاور ثورتنا التحررية الجنوبية، في ميادين الكفاح السلمي والعسكري وعلى طول ربع قرن ونيف ، والى ما تحقق على الأرض من مكتسبات على كافة الاصعدة العسكرية والامنية والسياسية وفي التلاحم الصلب بين شعبنا وقيادته العليا ، لن يمعن النظر طويلا حتى يدرك يقينا ألا احد يستطيع ان يقفز على قضيتنا و اهداف ثورتنا التحررية، او يمس بثوابت شعبنا ويهدد مصالحه ومكتسباته، لأننا ومنذ أول قطرة دم انهمرت في ساحات وميادين ثورتنا كنا واضحين في الهدف، الاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية، ولأننا أصبحنا على قدر كاف لتحقيق هذا الهدف وكل الخيارات متاحة.   الجنوب ومنذ احتلاله صيف 1994 وهو ينشد السلام، سلام ينهي الاحتلال ومخلفاته و أدواته كالإرهاب على وجه الخصوص، ويقر بحق شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990، وهذا ما أكدت عليه قيادتنا العليا للاشقاء والاصدقاء كموقف ثابت، لأن السلام المنقوص والمشوه بتصاميم وصيغ الارضاء للحوثي وتحت اي ذريعة ومصوغ ، عواقبه وخيمة و سيقفز بالبلد والمنطقة نحو هاوية مجهولة المصير والى دوامة جديدة من الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة ، وعلاوة على ذلك فإن الحوثي وفي حال حصل من خلال مفاوضات السلام على ما لم يستطيع الحصول عليه بالحرب والنار طيلة تسع سنوات، سيوسع لهاثه نحو اطماع واهداف عابرة لحدود اليمن ودون الشك صوب من فتح له أذرع الغبطة بدافع مقاربة جهود السلام.   سيخوض الجنوب أي مفاوضات لتحقيق تطلعات شعبه وتحقيق أهداف ثورته التحررية وعلى رأسها استعادة دولته، ولا قلق او لبس وإرتياب يمكن أن يتسلل من خلاله وسواس الأعداء، فالجنوب بقيادة مجلسه الانتقالي وقواته المسلحة ولحمة جبهته الداخلية ، قويا في كل ميادين المجابهة ، في جبهات القتال وعلى طاولات التفاوض، ولولم يكن كذلك ، ما كانت قيادته العليا مدعوة الى المفاوضات، ولما كنا اليوم في اروقة صناعة القرار الاقليمي والدولي نتحدث بشجاعة وثقة مطلقة عن خطوطنا الحمراء وثوابتها وفي طليعتها حق شعبنا في تقرير مصيره واستعادة دولته .   الجنوب شعبا وقوات مسلحة على الارض وبالتالي هو صاحب كلمة الفصل والقرار ، ولن تفرض عليه اي حلول لا تأخذ بالاعتبار خياراته السياسية وتضحياته الجسيمة في سبيل التحرر والاستقلال.   لدى الجنوب قيادة إستطاعت في جولات العمل الدبلوماسي شرقا وغربا ، تصويب الرؤى الدولية حول طبيعة الصراع والعناصر الموضوعية لاحلال السلام ومستقبل المنطقة والجنوب كدولة ، وواصلت ذات القيادة وبدأب يسابق الزمن ، في تأليب موقف دولي داعم للجنوب وقضيته وحق شهبه في تقرير مصيره ، ولم يكن ذلك بالسهل لا في إختراق اسوار بناها وشيدها نظام صنعاء لعزل الجنوب وقضيته عن العالم ومراكز القرار الدولي ، لولا ان قيادتنا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي كانت امينة على المسؤولية التي حملتها على عاتقها في قيادة خيارات ونضالات شعبنا الجنوبي واثبتت قدرتها وفي وقت وجيز ، على حشد الطاقات وإحداث تفهما اقليمي ودولي .   هذه المكاسب اليوم تؤتي ثمارها ، وقد رأينا سلسلة من اللقاءات التي اجراها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، خلال اليومين الماضيين مع سفراء الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما التي تطلع بلعب دور في انجاح العملية السياسية واحلال السلام ، وبكل التأكيد ، كان موقف الرئيس القائد واضح وصريح، بأن السلام لن يتحقق دون حل قضية شعب الجنوب حلا عادلا، بما يلبي تطلعات واهداف شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته .