عملية "ميزان العدل" الضرورة والنجاحات وكفاءة التنفيذ
درع الجنوب
كان أبناء حضرموت منذُ ماقبل عصور التاريخ الحديث كما هم عليه اليوم ، بُنات دولة وحضارة ورجال حكم وإدارة وعلم وثقافة توارثوها وطوروها عبر الأجيال وحين اجبرتهم ظروف الحياة على الهجرة نقلوا معهم علومهم وتجاربهم وتراثهم الثقافي والاخلاقي إلى شتى اصقاع الأرض ، وحيث استقروا وعاشوا، غرسوا هذه البذور الحضارية في اوساط مجتمعاتهم الجديدة واسهموا في ازدهارها وتقدمها ونهضتها الحضارية ، وامام هذا كله ، نرى اليوم من يحاول عبثاً، ان يدفع نحو حضرموت مشاريع معادية وهدامة ومخططات تستهدف منجز الإستقرار و مقومات الأمن والسكينة العامة لحضرموت وحاضرتها المكلا ، عبر عناصر خارجة عن النظام والقانون ومطلوبين أمنياً صدرت بحقهم احكام قضائية .
هناك الكثير من شعوب العالم، لازالت بل وستظل، تدين لأبناء حضرموت في كل ما وصلت إليه ، من تطور ونهوض ، على سبيل المثال اندنوسيا وسنغفورة وماليزيا وبعض المناطق من الفلبين والهند شرقاً وتنزانيا وجنوب افريقيا وفي مصر والمغرب العربي،.
اما من إستنزفوا وتملكوا وتقاسموا ثروة حضرموت النفطية والمعدنية على مدى ربع قرن ونيف ، هم من يحاولون بدأب حاقد ضرب نسيجها الإجتماعي ومكتسبات الأمن والإستقرار الذي تشهده مدن ومناطق الساحل ، هؤلاء غزاة ، وبالتالي لا ينتظر منهم ان يشكروا حضرموت على ما نهبوه ويغادروها بما حملوا وتكسبوا من ثراء، ثمة قلق ورعب ينتابهم ، من إنجازات وقوة وصلابة أجهزتها العسكرية والأمنية وفي طليعتها قوات النخبة الحضرمية.
من خلال متابعتنا لتناولات إعلامهم الإخوانية والحوثية ، لعملية "ميزان العدل" ضد المطلوبين أمنيًا والخارجين عن القانون والذين صدرت بحقهم احكامًا قضائية لما قاموا به من اعمال شغب وتقطعات وخروج عن القانون وإقلاقٍ وهلع للمواطنين، تتكشف حقيقة مفادها ان كل ما يمس أمن وإسقرار حضرموت الساحل او يشكل تهديداً للسكينة العامة ، يلقى إسناداً اعلامياً مظللاً للحقيقة ويحاول بطريقة فاشلة ، إدانة القانون وجهات الإنفاذ وجعل الجريمة حق والحق جريمة.
غير انها حضرموت ، موطن الحضارات وموئل الإدراك والنباهة والإبتكار والإستشعار المبكر لما من شأنه ان يهدد مقومات الوجود والإرث الرائد ، قد خبرت وعن تجربة إحباط مثل هكذا مهددات ، وما عملية "ميزان العدل" التي نفذتها القوات الأمنية والعسكرية اليوم في احياء مدينة المكلا، ومازالت مستمرة حسب بيان اللجنة الأمنية بالمحافظة حتى تحقيق كامل اهدافها ، إلا دليل قاطع بأن لحضرموت وحاضرتها المكلا ، قوتها الأمنية والدفاعية القادرة وبجدارة صون ما تحقق للمحافظة من منجزات ، جعلت منها نموذجًا في الأمن والإستقرار .
خلال ساعات من إنطلاق العملية اثبتت القوات الأمنية والعسكرية المشاركة كفاءتها واحترافيتها في إنجاز المهام وإجتراح الإنجازات ، وهي بذلك قد وصلت رسالة لمن يتربصون بأمن واستقرار حضرموت والجنوب بشكل عام ، مفادها ان لشعبنا قوات مسلحة أمنية وعسكرية كفيلة بإحباط كل مخطط خبيث اياً كانت ادواته ووسائلة .
إجمالاً : تُستهدف حضرموت ونخبتها وقيادتها، لأنها كانت وستظل قاطرة الجنوب ومحرك وقائد ثورته التحررية منذ انطلاق شرارتها الأولى وحتى تحقيق كامل أهدافها وعلى رأسها إستعادة دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة كاملة السيادة.