من وحي جملة قالها الدكتور صالح محسن من داخل مبنى الأمم المتحدة

  "بعد أن كنا نتظاهر أمام  الأمم المتحدة عبر جاليتنا الجنوبية ، ها نحن اليوم نتحدث من داخلها عن قضية الجنوب " هكذا  إختزل رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي د صالح محسن الحاج ، الإجابة على - أين كنا وأين أصبحنا ؟ - وهو إستفهام، سار بتلقائية على اللسن الكثير من شعب الجنوب ،  وهم يرون رئيسهم وقائد ثورتهم في مقر الأمم المتحدة وفي محفل دولي يضم زعماء وكبار رجالات دول العالم .   أين كنا وأين أصبحنا ؟ إستفهام الرضا بما تحقق من إنجازات في سياق ثورتنا التحررية الجنوبية ؛ بل هو إستفهام مركب من جزئين ، تتضافر عوامل الإجابة عليه من ماض كثير الخطوب والتضحيات والملاحم الكفاحية، مزدان بالمفاخر والأمجاد ، ومن حاضر يطل على المستقبل من ذات الدرب ونحو الهدف ذاته ، إستعادة دولة الجنوب الحديثة الفيدرالية كاملة السيادة .   أين كنا وأين أصبحنا؟ ، مصطلح جنوبي ، يعبر عن عظمة الإنتقال الفارق ، ويقترن حضوره ووقع اثره وتأثيره في كل المراحل والمنعطفات التي مرت بها ثورتنا الجنوبية التحررية ، بعهد الرجال للرجال .   ففي حين كان - عهد الرجال للرجال-  الذي اطلقه الرئيس القائد من قمم الجبال قبل ربع قرن ونيف من اليوم الذي يدلف فيه الرئيس القائد مقر الامم المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع زعماء وملوك العالم وكبار صانعي القرار الدولي ، فإن - أين كنا وأين أصبحنا - كان ومازال إمضاء شعب الجنوب على ما يشبه شهادة إعتزاز وفخر بقيادته وتضحيات قواته المسلحة والأمن الجنوبي .   عندما احتل الجنوب في صيف 1994م مورست كل اساليب القهر لشعب الجنوب، وتجريده من كل وسائل المقاومة والرفض، وعندما بادر الرعيل الأول للمقاومة المسلحة بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي ، وسمع شعب الجنوب الطلقة الأولى لكفاحهم التحرري تضرب في ثكنات ومعسكرات الإحتلال، شعروا بالفرق وكانت رائحة البارود نسيم حرية ، قالوها فعلا - أين كنا وأين أصبحنا - في المقابل ظل عهد الرجال للرجال يجترح المستحيل وفاء للعهد.   عقب اندلاع الثورة الجنوبية التحررية - الحراك الجنوبي السلمي - في 7/ 7/ 2007م وعمت فعالياته الثورية كل الجنوب ، توسعت فضاءات حرية شعب الجنوب وشبت إرادته الطوق كاسرة كل أسوار الترهيب والإرهاب ، وامام مشهد ثوري تحرري كهذا تعلوه راية الجنوب في مختلف الساحات والميادين ، إستنطق ذات الواقع الحر الأبي جملة الإمضاء المفاخر بما اُنجز وتحقق - أين كنا وأين أصبحنا ؟   عندما طبخت قوى صنعاء مؤامراتها على الجنوب فيما سميت بثورة التغيير بالشمال وما تلاها من صراع بين قطبي النظام اليمني ، وانعكاس مخاطره ومهدداته على الجنوب وثورته، طالع شعب الجنوب رئيسهم القائد ، وقتذاك وهو يعد العدة للمواجهة والتصدي من خلال قوات المقاومة الجنوبية التي أسسها وانشأ لها معسكرات وميادين تدريب في معظم محافظات الجنوب ، تنفس الجنوبيون الصعداء،  تذكروا - عهد الرجال للرجال - وقالوها دون شك - أين كنا وأين أصبحنا-   أثناء إجتياح المليشيات الحوثية وقوات عفاش للجنوب في 2015 م كان ابطال المقاومة الجنوبية لها بالمرصاد بدعم من دول التحالف العربي ، عاش كل أبناء الجنوب وقتها عهد الرجال للرجال بانصع صورة واعظم تجسيد عملي على أرض الواقع ، اندحرت المليشيات الحوثية ، وعمت راية الجنوب في كل المدن منها العاصمة عدن وعلى مباني مؤسسات الدولة منها الأمنية والعسكرية التي كانت وعلى مدى عقود ثلاثة معسكرات لقوات الإحتلال وسجون تعذيب وإخفاء لشعب الجنوب وثواره ، وأمام تحول ومتغير فارق كهذا ، قلناها بفرح غامر وثقة بالمستقبل - أين كنا وأين أصبحنا-   بعدها صار قائد ثورتنا ومقاومتنا الجنوبية الباسلة عيدروس الزبيدي محافظًا للعاصمة عدن وشلال علي شائع مديراً لأمنها ، أصبح قادتنا الملاحقين طيلة ربع قرن والمحكوم عليهم بالإعدام من قبل نظام الإحتلال قادة قواتنا العسكرية والأمنية الجنوبية ، وقلناها - أين كنا وأين أصبحنا؟   وبعد ذلك مر الجنوب بمأزق ثورته القديم المتجدد ، وهو إيجاد كيان حامل لقضية ، اشتغلت قوى الإحتلال اليمني على تفريخ الكيانات الجنوبية وسخرت امكانياتها لتلغيم طريق الوصول الى كيان سياسي جامع لشعب الجنوب وحامل لقضيته ، تاه الكثير في هذا المعمعان ، وفي 4 من مايو 2017 جاء إعلان عدن التاريخي وتليت نصوصه في مليونية جنوبية حاشدة ومليونيات اخرى في كل مدن الجنوب، فوض بها شعب الجنوب  المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قيادة الثورة الجنوبية التحررية حتى تحقيق الإستقلال الكامل للجنوب واستعادة دولته .. قلنا يومها - أين كنا وأين أصبحنا-   فقال أعداء الجنوب  " ولد ميتاً " وهو الحي الشامخ الحاضر على طول خارطة الجنوب الجغرافية والإجتماعية ، عابراً منطلقاً بالجنوب قضية وثورة وهدف الى كل المحافل الإقليمية والدولية ، ومن هناك من مقر الأمم المتحدة نطالعه بفخر وإعتزاز وبكل تأكيد ، نقولها - أين كنا وأين أصبحنا - فيما هم أعداء الجنوب من قوى الإحتلال اليمني لا يستطيعون إستفهام أنفسهم أين كانوا وكيف أصبحوا !