الرئيس الزُبيدي يوجّه كلمة مهمة لشعبنا الجنوبي في الداخل والخارج بمناسبة العيد الـ59 لثورة 14 أكتوبر المجيدة

  وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة مهمة إلى شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، بمناسبة العيد الـ59 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة. في ما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد بن عبدالله، وآله وصحبه وسلم يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم في داخل الوطن وخارجه بمشاعر الفخر والاعتزاز، يسرني أن أتوجه إليكم بالتحية الصادقة، والتهاني الحارة، بمناسبة العيد الـ٥٩ لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي انطلقت شرارتها الأولى المباركة من قمم ردفان الأبية الشامخة، عام 1963م، لتعلن للعالم رغبة شعبنا المغوار للخلاص، وتوقه لنيل حريته وكرامته، ورفضه للاحتلال، وما ارتبط به من صنوف القمع والإذلال. إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، وبمحدودية الامكانيات المتوفرة لقادتها ومناضليها، كانت إيذاناً وفاتحة لإنهاء الاحتلال البريطاني، الذي جثم على أرضنا لما يربو عن قرن وربع من الزمان، وتُوّجت -بعد أربع سنوات من النضال والتضحية- بتحقيق الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م، وقيام الدولة الجنوبية الفتيّة، معلنًا للعالم أجمع بناء دولة جنوبية مستقلة نالت عضوية كاملة في الأمم المتحدة وكافة الهيئات الإقليمية والدولية. لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ثورة عظيمة بأهدافها وتضحيات أبطالها، من رجال ونساء على السواء، في ريف الجنوب وحضره، ثورة استطاعت أن تصنع نصرًا كان يبدو للعالم مستحيلا، بفعل فارق القدرات مع الاحتلال في العدة والعتاد، وأن تؤسس لقيام دولة مستقلة انتصرت لتطلعات المواطن الجنوبي البسيط، وكرّست قدراتها وإمكانياتها المتواضعة ليعيش بحرية وكرامة.   يا أحرار وحرائر شعبنا إن مما يؤسف له أن هذه الثورة وما أسست له من دولة تشبّع قادتها بالقيم الوطنية، والثقافة القومية العروبية، كانت عرضة للمؤامرات والاختراق، ولذلك غُدر بها، باسم الوحدة، وتعرضت لانتكاسة حقيقية تسببت في الإضرار بمنجزاتها، وتعرض شعبنا لأسوأ صنوف القهر والقمع والتهميش، التي جعلت الحاجة مُلحة لاستعادة واستلهام قيم وروح ثورة أكتوبر التحررية لاستعادة الحرية المنهوبة، والحقوق المصادرة، ولذلك هاهم أبناء وأحفاد أبطال أكتوبر 1963م، يخوضون اليوم ثورة متجددة أعادت لشعبنا حريته، وما زالت تخط طريقها بقوة وثبات وإصرار نحو استكمال أهداف هذه الثورة٠، حين تتوج باستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، على حدود 21 مايو 1990م من المهرة إلى باب المندب، دولة يسود فيها الأمن والاستقرار، وينعم بخيرها كل أبناء الجنوب، نشيد بنيانها معًا، مستشعرين معاناة شعبنا على مر العقود الماضية، ماضون صوب المستقبل بخطى ثابتة نستلهم العظات والعبر من عثرات الماضي وإخفاقاته وتجارب الحاضر ومعاناته، موقنون إن النصر صبر ساعة.   يا أبناء شعبنا العظيم إن شعبنا الجنوبي وقواته المسلحة الباسلة وبدعم سخي غير محدود من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لا تزال تخوض اليوم حربًا مفتوحة مع قوى وتنظيمات إرهابية ذات مطامع متطرفة في أرضنا، تستهدف مصالح شعبنا، فها هي ميليشيات الحوثيين تواصل اعتداءاتها على كافة المحاور وفي مختلف الجبهات، وعلى الجانب الآخر تصعد التنظيمات الإرهابية من عملياتها الغادرة في مناطق عدة، مما استوجب على أبطالنا الميامين الرد بقوة وحزم في مختلف الجبهات ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وكذا ضد العناصر الإرهابية المُتطرفة من تنظيمات القاعدة وداعش وأنصار الشريعة، وهي حرب لن تتوقف إلا باستئصال شأفة هذه التنظيمات، ووقف اعتداءاتها على أرضنا واستهداف مصالح شعبنا وحقه في الحياة الكريمة والعيش الآمن على أرضه بسلام. إن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي، واضح وجلي من السلام ووقف الحرب التي أطلقتها ميليشيات الحوثيين، وهو موقف يستند إلى الرغبة الحقيقية في السلام العادل والرافض لفكرة الهيمنة والاستعلاء والإضرار بمصالح ومكتسبات شعبنا. كما أن معركتنا ضد الإرهاب ومموليه وداعميه مستمرة وقد حققت عمليتا سهام الشرق، وسهام الجنوب إنجازات مهمة في تطهير وتأمين محافظتي أبين، وشبوة، ونتطلع لتطهير وادي حضرموت والمهرة، آملين في هذا السياق سرعة إعادة تموضع القوات العسكرية في هاتين المحافظتين في جبهات التصدي لعدوان مليشيات الحوثيين، وفقًا لمقتضيات ومضامين اتفاق الرياض وتسليم أمن المحافظتين وإدارتها لأبنائها. تُدرك قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إن استعادة وبناء دولة الجنوب القوية والعادلة مرتبط بشكل أساسي بتعزيز وتقوية النسيج الداخلي، ولذلك حرصنا وبقوة على تحقيق التقارب الجنوبي من خلال إطلاق الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، وحققنا نجاحات كبيرة وملموسة في هذا الشأن، وما زالت أيادينا وستظل ممدودة للجميع دون استثناء للالتقاء والتقارب دون سقف، ودون شروط باستثناء سقف الجنوب وشرط الحفاظ على مصالح وتطلعات شعبه. أيها المناضلون الأحرار إننا وكما نخوض معركة عسكرية بمواجهة عدوان مليشيات الحوثيين والقوى المتخادمة معها، وضد قوى الإرهاب والتطرف نخوض كذلك معركة سياسية ودبلوماسية انتصارًا لقضية شعبنا، وفي هذا الاتجاه فإن تواصلنا مع الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ولقاءاتنا مع ممثلي المجتمع الدولي مستمرة ولم تتوقف، وفي كل هذه اللقاءات وآخرها ما عقدناه في زيارتنا للعاصمة السعودية الرياض، أكدنا للعالم موقفنا الداعم لجهود إحلال السلام ووقف الحرب وفق عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة، وتضمن للجنوب حضورًا وتمثيلًا عادلًا، ووضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب في مفاوضات وقف الحرب ترجمة لما أقرته وتوافقت عليه كافة القوى السياسية في مشاورات الرياض برعاية كريمة من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مُذكرين بأن أي محاولة للقفز على قضية شعب الجنوب، أو تغييب حضوره لن تنتج حلاً ولن تُوجد سلاما، فالحل في الجنوب والسلام جنوبي، والجنوب أولًا وقبل كل شيء. يا أبطال قواتنا المسلحة الميامين نُحييكم تحية خاصة تليق ببطولاتكم ومآثركم التي تجترحونها كل يوم وتصنعون من خلالها مجدًا عظيمًا، ونصراً خالدًا لوطنكم وشعبكم الذي يبادلكم الوفاء بالوفاء، وأنتم تذودون عن حِمى الأرض الجنوبية من الغزاة، وتطهرونها من شرور الإرهاب، فهنيئا لكم هذا المجد وهذه المكانة التي وصلتم لها، رغم ما تتكبدونه من معاناة وتتعرضون له من مؤامرات واستهداف لم يتوقف، ونعاهدكم إننا معكم وبكم سنصنع الغد المنشود ونتجاوز كل الصعاب، فهذا قدرنا، وهذه رسالتنا وواجبنا نحو أمتنا وشعبنا. أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا.. حرائر وماجدات الجنوب لا يفوتنا ونحن نحتفل بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر أن نتوجه بالتحية لكن، على ماضربتن من مثل في الشجاعة والتضحية، وتقدم صفوف النضال على مدى 59 عاماً، كانت فيها المرأة الجنوبية، أماً، ومناضلة، وشهيدة، وجريحة، ومعتقلة، وقيادية، ساهمت في الثورة والتنمية ومازالت تلعب ذات الدور العظيم، ونؤكد لها إننا في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي راهنا، وما زلنا نراهن على دور المرأة الجنوبية في صناعة الأمجاد، وبناء لبنات المستقبل، موقنين إنها إحدى ركائز النصر وأدوات البناء والنهوض. أيها الشباب الجنوبي الفتي لقد كنتم فخر الوطن ومصدر عزته، وها أنتم اليوم تقودون انتصاراته وتحملون على عاتقكم الدفاع عن تطلعاته، فكونوا كما عهدكم وطنكم وتسلحوا بأدوات النصر والبناء من علم، ومعرفة، واستقامة، فالوطن يعقد عليكم آماله، وأنتم أهل لحمل المسؤولية في حاضر الجنوب ومستقبله. رحم الله شهداء الوطن الجنوبي الأبطال، منذ ثورته الأولى وحتى اليوم، وعهدا لدمائهم ولتضحياتهم بأننا على دربهم ماضون، حتى النصر، وتحقيق كامل أهداف وتطلعات شعبنا في استعادة وبناء دولته المنشودة الضامنة والحافظة لحقوق الجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، الرئيس عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي رئيس المجلس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي