القوات المسلحة الجنوبية بجبهة كرش... عيد وصمود
درع الجنوب - أصيل محمد
للعيد بين أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية في جبهات القتال طقوس وأفراح ومشاعر أكثر قدسية لا يمكن أن توصف أو أن تلخص بمحتوى بسيط يتم تداوله على صفحات التواصل ليردده البعض على الألسن لأيام ومن ثم يذهب أدراج النسيان ويمحى من ذاكرة التاريخ، فعلى العكس من ذلك ستجد هنالك متاريس منيعة تشم من لظاها المستعر نسيم الحرية وترسم من فوهات نيران بنادقها لوحة فنية عنوانها الصمود والاستبسال والتضحية والشموخ، وفي باطنها ترسم ملامح وطن من المهرة حتى باب المندب.
تماما كما هو الحال لدى أبطالنا الميامين في جبهة كرش – الشريجة الذين يجسدون فرحتهم بقدوم عيد الأضحى المبارك بطريقتهم الخاصة من على متارسهم وخنادقهم بمعنويات فولاذية، وعقيدة وطنية لا تنكسر، مرابطين على امتداد مواقع الشرف والبطولة ويبادلون القيادة السياسية والعسكرية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي تهانيهم ومباركاتهم بحلول عيد الأضحى المبارك، ويباركون الإنجازات والانتصارات الكبيرة على الصعيد السياسي والدبلوماسي نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
صمود وجاهزية عالية
ليس عند الأزمات وحسب تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقين، أو في تلك الحالة فقط تكشف معادن الرجال، حين يفضي كل رجل إلى معدنه الخالص، بل حتى في الأعياد والأفراح أيضا كما هو الحال مع أبطال جبهة كرش الذين يسطرون بصمودهم وثباتهم الأسطوري أروع الملاحم البطولية، لسان حالهم صبيحة يوم عيدهم يقول: " لن ندرك مرتبة الإباء حتى نقول: لا...لجميع الإغراءات، فالرأس المرفوعة بشمم تتطلب نفساً عالية الإباء".
ما أن هلت أيام عيد الأضحى المبارك حتى استقبلها المرابطون بكل بسالة و صمود وجاهزية قتالية عالية، مؤثرين بقاءهم في ميادين القتال، ومعتبرين ذلك شرفا ورفعة لهم رغم حاجتهم لمشاركة أهاليهم فرحة العيد، مؤكدين بأن الأولوية تتمثل في حراسة مقدرات النصر والمحافظة عليها ومدركين خطورة المرحلة..الأمر الذي يزيدهم عزيمة وإصرارا، ويدفعهم إلى التشبث بالصبر المتجذر في نفوسهم، لتبقى تلك العزيمة وذلك الإصرار ذخرهم الذي لا ينضب، والشجاعة صفة تلازمهم في كل مراحلهم البطولية، وليس الشجاعة في نظر الابطال فضيلة من الفضائل التي يمتلكونها بل هي الشكل الذي ترتديه كل فضيلة عندما يتعرضون للامتحان.
محاولات العدو البائسة...وجسارة الموقف
رغم اعتراف العدو بضعفه ودونيته أمام ثبات الأبطال الميامين، إلا أن محاولاته لخرق الهدنة المزعومة، وحالات التسلل لا تزال مستمرة بمختلف الطرق والوسائل مستخدمًا شتى أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إلا أن كل تلك الخروقات البائسة تبوء بالفشل الذريع، ويكون لها انعكاسات مرتدة ووخيمة تسطرها القوات المسلحة الجنوبية المرابطة على امتداد الخطوط الأمامية، ومواقع التماس بالجبهة ملحق بالمليشيات خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
العيد و سر ثبات الأبطال المتزايد
يكمن السر في ثبات وصمود أبطال الجبهة في معرفتهم بمدى أهمية موقعها الاستراتيجي، الذي يعتبر بمثابة بوابة الدخول إلى العاصمة الجنوبية عدن، ليس هذا وحسب بل يستمدون ذلك الثبات من وفائهم لدماء الشهداء الزكية التي ارتوت بها ساحات البطولة والفداء كخير دليل وشاهد على عظم تضحياتهم البطولية والفدائية.
لقد كان هذا الشعور الأبي محور حديثنا مع أحد قادة المواقع الأمامية في قطاع الشريجة المساعد عبدالله سالم، الذي ما إن بادرته بسؤال سر هذا الثبات والصمود، ليردف قائلا: "نحن هنا وفاءً منا لمن سبقونا بالشهادة وارتوت هذه الأرض بدمائهم الزكية والطاهرة، وإننا لا نعول على المغريات التي قد تطغى على هذا الوفاء مادمنا نذود هنا عما أحرزوه من نصر في تحرير الأرض التي نحن الان عليها" ،
وقال : "إنه لشرف مروم بالنسبة لنا أن نجسد أعيادنا بالصمود والوفاء للأرض والعرض و لدماء الشهداء الأبطال، مضيفا: "إن هذه العزيمة الفولاذية والمعنويات العالية التي يتمتع بها أبطال القوات المسلحة الجنوبية المرابطين في مواقعهم خلال أيام العيد لا تعني لهم البؤس والحزن بقدر ما تعني لهم الفرح والسعادة والسرور ..فهمهم الوحيد هو أن يبقى الوطن حرا أبيا يعيش تحت رايته ابناءه أحرارا شامخين دون ذل أو هوان".
قائد قطاع الشريجة: للجنوب قوات رادعة
من جانبه، أوضح المقدم علي عبد الحبيب قائد قطاع الشريجة عن معنويات الأبطال المرابطين في الجبهة ومدى جهوزيتهم العالية واستعدادهم القتالي الكامل, بصورة دائمة وكذا في استقبالهم لعيد الأضحى المبارك، حيث قال:" إن نجاحات أبطال قواتنا المسلحة والأمن الجنوبية بمختلف الجبهات ومن بينها جبهة كرش وتمكنه من الاحتفاظ بالنصر الذي توج به خلال هذه السنوات الماضية أظهرت من خلالها أن للجنوب مؤسسة عسكرية كبيرة قادرة على ردع كل محاولات المساس بالمكتسبات والانجازات والانتصارات التي نستلهمها مع كل مناسبة عيدية وذكرى وطنية، كما أضاف: "إن صمود القوات المسلحة الجنوبية ونجاحاتها هي الضمان الرئيس والقوة الكافية لتحصين قضية شعب الجنوب من أي محاولة لعرقلة مسيرتها".
قائد جبهة كرش: وفاء لدماء الشهداء
بدوره قائد جبهة كرش العقيد علي كحلان هنأ الأبطال بحلول عيد الأضحى المبارك وثمن ثباتهم واستبسالهم وصمودهم الأسطوري بقضاء أيام العيد في الجبهة الذي ينبع من وفائهم لدماء الشهداء من رفاقهم، وحرصهم المتين الحفاظ على النصر الذي أحرزوه والمواصلة في ذات السبيل، للحفاظ على الأرض والعرض.
وأضاف : "إن المجريات الأخيرة على الساحة الميدانية في المناطق العسكرية الأخرى لم تزد من أبطالنا إلا عزيمة وإصرارا وأنهم على أتم الجهوزية العالية لدحر ومواجهة المليشيات الكهنوتية الغازية، وأن الأبطال لن يدخروا جهدا في سبيل ذلك".
وقال كحلان : "إن أبطالنا الميامين في جبهة كرش برهنوا بمعية القوات المسلحة الجنوبية في مختلف المواقع والجبهات أنهم على أهبة الاستعداد لإجهاض أي محاولات تستهدف الجنوب, عبر نجاحات ميدانية طوال الأيام والسنوات الماضية سواء عبر المواجهة المباشرة مع المليشيات الحوثية والتصدي لها، أو ضبط الخلايا الإرهابية التي تحاول التوغل في الجنوب.
وفي ذات السياق، وجه العقيد كحلان رسالة للأعداء المتربصين : "بأن أبطالنا كل يوم في ثبات متجدد، وعزيمة لا تقارن، وأن لديهم من الشجاعة ما يكفيهم للحفاظ على السياج الجنوبي المنيع".
ما الذي نستنتجه من هذا الثبات...
إن ثبات أبطالنا المرابطين في الجبهة وكذا رسائلهم المتضمنة تهاني ومباركات للقيادة السياسية والعسكرية وكافة شعب الجنوب، يؤكد بأن ثقة الوطن والشعب بقواته المسلحة الجنوبية ومؤسساته الأمنية وبصمودها التاريخي التليد وأدوارها الحاسمة في الانتصار لقضاياه المصيرية لازالت كما هي لم تتأثر بالتغيرات والاختلالات الاستثنائية العابرة وأن رهان شعبنا اليوم كما كان بالأمس معقودا على هذه المؤسسة العسكرية الجنوبية في الانتصار لخياراته وتطلعاته المشروعة.