عن صناع عيد الأعياد
يخبرنا التاريخ ان البطولات الاسمى تلك التضحية التي تبدا بنكران الذات واستحضار الوطن و تتوج بالفداء ، لتُخلد في الزمن كملاحم اسطورية متفردة ودروس وعبر ومفاخر وامجاد . تقف عند عظمتها الاجيال ، هذه البطولات لها ميادنيها وساحاتها ومسابقاتها في مرثون الفداء ولا يقوى على خوض غمارها الابطال استثنائيين ومن النوع الخاص من الذين يجود عطاؤهم حد الدماء وتسير بهم البطولة شامخين حد الاستشهاد .
هؤلاء هم ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية الذين يسطرون في يوم عيد اعظم آيات الثبات والصمود ويصيغون بدمائهم في خنادقهم ورباطهم بثغور الجبهات امجد الملاحم واكثرها نبلا وشرفا وعزا .
بأرواح تملؤها المعنويات العالية، وبعزيمة تنحني لها الجبال وبقلوب جسورة ونفوس مفعمة بالأمل والثقة بالنصر ، يعيشون حياة أخرى، هي اقرب الى حياة الاسود في انسجامهم وتعاضدهم وصبرهم وجلدهم وقوتهم ومهابتهم وبطشهم بالاعداء وفي تعاونهم وتشاركهم حراسة اسوار عرينهم الجنوب.
في ثغور الجبهات وخنادقها ، وتحت حر الشمس وبين الطلق وشواض النار لا يهابون الخطوب، وكباقي البشر قد يجوعون ويعطشون ويحنون الى أهاليهم في ليلة عيد ، لكن لا احد منهم يفكر بإجازة عيد، فقط هاتفهم المحمول هو وسيلتهم الوحيدة لتواصلهم مع اطفالهم وامهاتهم واقاربهم .
هم هنا .. رائحة عيدهم بارود وجديد ثيابهم زي عسكري قديم متجدد بالانتصارت، زينتهم هندام عسكري دائم يُتوج هاماتهم بشعار وطنهم الجنوب، وافراحهم متوفرة في النصر او الشهادة .
يدركون انهم عماد دولة الجنوب وسلاحها وقوتها الكامنة وان مكانهم الطبيعي هي ساحات الوغى وجبهاتها ، ويدركون ايضا انه وكلما إشتدت الصعاب وتفاقمت الاخطار إزدادت حاجة الوطن و الشعب لهم وبذات الثبات، وكبُرت مسؤولياتهم وعظُم دورهم في السير بشعبهم نحو نور شمس الحرية والتحرير والى عيد الاعياد، يوم انجاز الخلاص الكامل من مليشيات الاحتلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة .
حفظكم الله ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية وسدد على طريق النصر خطاكم .. وكل عام وانتم بخير
الرحمة والغفران والفردوس الأعلى من الجنة لشهدائنا الأبرار الذين قضوا دفاعاً عن وطننا الجنوب وكرامتنا وعزتنا، وان يمنّ على جرحانا المغاوير بالشفاء العاجل، ولأسرانا الأبطال بالحرية والسلامة.