قبل وبعد 7 يوليو .. كيف كانوا وكيف كنا
على اللوحة السريالية الدامية القائمة على وحدة الناهب والمنهوب والسالب والمسلوب، الوحدة الميتة بمقتلها وفي قتلنا الدائم على مذبحها ، نجد انفسنا احياء وبكامل قوتنا، مستحضرين كيف كنا وكيف كانوا ..
- قبل 7 / 7 / 1994م كانت منظومة الاحتلال بصنعاء تنتظر موسم الزكاة لتحصل على ميزانيات تشغيلية لاحزابها
- قبل 7 / 7 / 1994م لم يكن لنظام صنعاء حقلا نفطيا يمنحها التأهل الى الدول المنتجة للنفط وبعد ذلك اليوم الاسود اصبح لكل مركز نفوذ سياسي او قبلي او ديني او عسكري يمني حقول نفط في الجنوب .
- قبل 7 / 7 / 1994م اقتصر الدعم المادي للعناصر التكفيرية والارهابية التي جرى تفويجها من افغانستان على التبرعات التي تجمعها جماعة الاخوان المسلمين وبعد هذا اليوم المشؤوم اصبحت تمتلك مؤسسات استثمارية وتجارية استولت عليها في الجنوب .
- قبل 7 / 7 / 1994م كانت وحدة قياس الملكية للارض بين رؤوس حاشد وبكيل " القصبة " نظرا لضيق حيز المساحات الزراعية او العمرانية، وبعد هذا اليوم اللئيم اصبح لزعماء حاشد وبكيل وضباطها املاك عقارية وزراعية في الجنوب تقاس مساحتها بالهكتار .
- قبل 7 / 7 / 1994م كان التباهي العمراني بين نافذي نظام الاحتلال بصنعاء يقتصر على بناء " طيرمانة " وبعد ذلك اليوم الاسود انتقل التنافس الى تملك مباني حكومية ووزارات واندية ومدن سكنية في الجنوب وفي العاصمة عدن وحضرموت على وجه الخصوص .
- قبل 7 / 7 / 1994م كانت كل مباني سفارات وقنصليات نظام الاحتلال مستأجرة وبعد هذا اليوم المشؤوم تملكت صنعاء كل مباني سفارات وقنصليات دولة الجنوب .
- قبل 7 / 7 / 1994م كان راس مال الاخواني حميد الاحمر " صندقة " يبيع فيها الجعالة للجهال حسب قوله وبعد 7 / 7 / 1994م اصبح راس مال حميد شركات نفطية وعقارية وسمكية في الجنوب واسهم في البورصة العالمية وثم شركة اتصالات .
- قبل 7 / 7 / 1994م كان عبدالمجيد الزنداني يمتلك محلا تجاريا وسط صنعاء يبيع فيه اولاده السمك المسلوق بالزيت وبعد 7 / 7 / 1994م اصبح الزنداني مالك الشركة الوطنية للاسماك بعدن .
- قبل 7 / 7 / 1994م كان الاخواني علي محسن الاحمر يدير عدة شبكات تهريب القات الى المملكة العربية السعودية وبعد هذا اليوم الاسود اصبح الاحمر مالك اسطول النقل البحري الجنوبي ومالك آبار نفطية بالجنوب .
- قبل 7 / 7 / 1994م كان علي عفاش وفي كل ثلاثة اعوام يعيد تقسيم تباب النهدين وعصر وصرف ومذبح بين الدائرة المحيطة به وبعد 7 / 7 / 1994م ملكهم قصور عدن وفنادق وزارة السياحة الجنوبية ، فندق عدن لمحمد صالح الاحمر والمنطقة الحرة لميناء عدن ل عبدالله الاحمر وقصر معاشيق ل علي محسن الاحمر .
- قبل 7 / 7 / 1994م كانت رحلات السفر من مطار صنعاء الى الخارج اسبوعية وبعد نهب واغتنام اسطول شركة اليمدا الجنوبية ونهب مقدرات واملاك مطار عدن انتقل مطار صنعاء الى حركة ملاحية غير مسبوقة .
- لماذا اختار الجنوبيون هذا اليوم تاريخا لانطلاق ثورتهم
- قبل 7/7/1994م لم تكن عدن ومدن الجنوب تعرف شيئا اسمه انقطاع الكهرباء وحينما كانت المؤسسة تضطر للقطع لإصلاحات فنية أو ما شابهها كانت تعلن عن ذلك قبل ساعات عبر الإذاعة والتلفيزيون ليتمكن المستخدمون من حماية أجهزتهم وصيانتها واتخاذ احتياطاتهم لتفادي أضرار الانقطاع، اليوم صار مجيئ التيار الكهربائي هو الاستثناء والانقطاع لساعات متطاولة هو القاعدة وصار المواطنون يحتفون بوصول التيار الكهربائي لساعات معدودة في اليوم الواحد.
- قبل 7/7 كان أهالي عدن ومدن الجنوب يشربون الماء من الحنفية التي لم تكن تنقطع قط، لأن مياه الاستهلاك المنزلي كانت تتعرض للتعقيم قبل وصولها إلى المستهلك، اليوم صار وصول الماء إلى منازل عدن يمثل عيدا يحتفى به، ويتفرغ الأهالي من قبل أيام لملء الأوعية والخزانات لأنهم لو لم يفعلوا لماتوا عطشا ناهيك عن كميات التلوث التي تتعرض لها المياه ةانعدام الأمان الصحي للمستهلكين.
- قبل 7/7 كان المريض يذهب إلى المستشفى ليتلقى العلاج فيجري الكشوفات والأشعة والفحوص ويحصل على الوصفة مجانا، وقد يرقد في المستشفى فيجري العمليات المعقدة ويتعافى دون أن يدفع فلسا واحدا لقاء المقابلات والكشف والأدوية والعمليات والسرير والغذا، اليوم صار عليه إذا ما آلمته سنه أو أصابته حكة أو خدش في الجلد أن يهيئ عشرات الآلاف لدفع تكلفة محاولات العلاج، من مقابلة الطبيب حتى أسعار الضمادات والحقن والأدوية والمحاقن والتجاليل والأشعة أما إذا اضطر للنوم في المستشفى فعليه أن يهيئ مئات الآلاف أجرة السرير والغذاء والدواء وأجرة كل استشارة أو زيارة يقوم بها الطبيب وقد يعود إلى منزله سالما وقد يموت جراء خطأ طبي دون أن يستطيع أحد محاسبة المخطئ او مساءلته نظرا لتحول مهنة الطب النبيلة إلى تجارة لا تختلف عن تجارة المعلبات والأحذية والقات والتبغ.
- قبل 7/7 كانت الطالبة أو الطالب يذهب إلى المدرسة من الصف الأول الابتدائي حتى الجامعة دون أن يدفع ريالا واحدا، وإذا ما اضطر الانتقال إلى خارج محافظته كان من حقه أن يسكن في القسم الداخلي فيحصل على الغذا والسكن والآثاث وفوقها فلوس جيب وكلفة السفر في العطل المختلفة، كل ذلك مجانا، وكان الطالب يتخرج من الثانوية فقط وهو قادر على تولي المهمات التنفيذية والتعليمية وسواها، وبعد 7/7 صار على كل من يريد تعليم ابنه في الابتدائة أو الثانوية أن يستعد بعشرات الآلاف للسنة الواحدة أما إذا أراد إيصاله إلى الجامعة فما عليه إلا أن يبيع منزله أو بعض ما يملك لتمكين ابنه أو ابنته من الدراسة، وقد يتخرخ الطالب أو الطالبه من الجامعة وهو بحاجة إلى محو أميته لأنه يكون قد فاز بالغش والاحتيال.
- قبل 7/7 كان الطالب ينهي الجامعة أو الثانوية فيحصل على فرصة العمل خلال شهرين أو ثلاثة ولا يلبث أن تفتح أمامه أبواب الارتقاء والتأهيل المهني والعملي ويصبح قادرا على تدبير أمور حياته من الزواج إلى الحصول على السكن إلى تعليم الأولاد وغير ذلك، وبعد 7/7 صار الطالب يتخرج من الجامعة ويحصل على الماجستير والدكتوراه (إذا ما تيسر له ذلك) وبعدها عليه أن ينتظر سنوات وسنوات ليجد فرصة عمل، وقد لا يجدها قبل أن يبلغ الخمسين، وحينها تكون فرصة تكوين نفسه وبناء أسرته والحصول على منزل قد فاتت، ولم يبق عليه إلا انتظار التقاعد قبل أن يفكر في العيش حياة طبيعية كسائر البشر.
- قبل 7/7 كان المواطن يترك أوراقه في المؤسسة الحكومية الإدارية أو الأمنية أو القضائية ليعود بعد أيام وكل معملاته جاهزة، وبهد 7/7 صار على كل من لديه معاملة (ولو تافهة) أن يهيئ نفسه بعشرات الآلاف وربما مئات الآلاف مكافآت ورشاوي للموظفين الذين يتابع معهم معاملته، وقد تمضي أشهر وسنين وهو لم يكمل المعاملة إذا كان "حق الحمر والسليط" أقل من المطلوب.
- قبل 7/7 كلن تعاطي واستخدام الألعاب النارية فقط يمثل إزعاجا للمواطنين ولا يتم تداولها إلا بتصريح يقتضي شروط معينة وصارمة للأمان وعدم إزعاج الناس، اليوم وبعد 7 يوليو صار استخدام الكلاشنيكوف والآر بي جي أمرا مألوفا وأصبح إطلاق النار وممارسة القتل وسط المدينة نهارا جهار من المظاهر الاعتيادية، ولم نسمع عن ضبط قاتل واحد من قبل أجهزة الأمن التي صار عددها أكثر من أصابع اليدين والرجلين معا، ولكن بلا فعل يذكر سوى إيذاء المواطنين وإزعاج أمنهم.