7/ 7 اليوم الأسود في ذاكرة الجنوبيين
تقرير - درع الجنوب
في مثل هذا اليوم السابع من يوليو 1994م ، الذكرى ال29 لإحتلال دولة الجنوب المستقلة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) من قبل قوات نظام الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وحلفائه من مليشيات حزب الإصلاح اليمني الفرع المحلي لجماعة الإخوان في اليمن ومعهم عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة القادمين من أفغانستان باجتياح واحتلال أرض الجنوب وعاصمته عدن ، معززين بفتاوى دينية و تكفير الجنوبيين واستحلال قتلهم ، حيث فرضوا بقوة السلاح إحتلال أرض الجنوب ، وهو الإحتلال الأسوء في تاريخ الوطن الجنوبي و المنطقة برمتها ، والتي أصبحت اليوم الذكرى المشؤمة ويتذكرها أبناء الجنوب عامة من قادة وسياسيين ونشطاء وصحفيين وجميع شرائح المجتمع الجنوبي .
حيث تحل علينا اليوم ذكرى احتلال الجنوب في الـ7 من يوليو 1994م بعد مضي تسعة وعشرين عام على ذلك اليوم الأسود الذي يصعب على الجنوبيين نسيانه ،وهو التاريخ الذي صنعتها مليشيات التكفير الإرهابية بقيادة الإخواني علي محسن الأحمر وعلي عفاش ، ولا تزال المأساة قائمة يدفع الجنوبيين ثمنها حتى اليوم.
بداية المؤامرة على الجنوب
منذ عام 1990م الى العام 1994م خصوصاً بعد موافقة قيادة دولة الجنوب ممثلة بالرئيس علي سالم البيض على طلب الرئيس اليمني عفاش بنقل خمسة الوية جنوبية الى الشمال وهي من أكبر الألوية في القوات المسلحة الجنوبية منها اللواء الثالث مدرع الى محافظة عمران ولواء باصهيب الى محافظة ذمار بالإضافة الى اللواء الرابع مدفعية الذي انتقل الى مدينة يريم.
بالمقابل عمل عفاش بنية المخادع الماكر حيث ارسل لواء الكبسي الشمالي إلى ردفان لغرض قطع الخط العام بين لحج والضالع ولواء العمالقة الشمالي الى ابين وهذا اللواء تحول الى فيلق مكون من عدة الوية ويزيد قوامه عن 15 الف عسكري معزز بالمليشيات والعناصر الإرهابية لتكون هذه القوة حاجزا بين الامداد الجنوبي الى عدن بالإضافة الى نقل لواء عسكري الى العاصمة عدن.
حيث بدأ نظام الجمهورية العربية اليمنية بقيادة عفاش وحلفائه من حزب الإخوان المسلمين ممارسة حملة اغتيالات طالت القيادات العسكرية الجنوبية البارزة في صنعاء واستهداف منازلهم بالأسلحة الثقيلة وادت الى استشهاد اكثر من 150 من القيادات العسكرية الجنوبية في صنعاء وهو الأمر الذي أدى إلى إشتداد الخلافات بين قيادة الدولتين دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) ودولة الشمال (الجمهورية العربية اليمنية).
وفي 24 فبراير عام 1994م تم توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الاردنية عَمّان بين الرئيس علي سالم البيض والرئيس اليمني عفاش وبعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق بأيام قليلة عاد نظام الجمهورية العربية بممارسة الإغتيالات والتصفيات للقيادات الجنوبية في صنعاء والتنصل عن تطبيق وتنفيذ بنود وثيقة العهد والاتفاق وحينها اشتدت رقعة الخلافات بين قيادة الدولتين و اعلن الرئيس اليمني عفاش في 27 إبريل 1994م الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية.
عقب إعلان الحرب على الجنوب سارع عفاش وحلفائه بمحاصرت وشن حرب بخطة مدروسة على الألوية الجنوبية المرابطة في محافظات الجمهورية العربية اليمنية عمران وذمار وإب ابتداءً من اللواء الجنوبي الثالث مدرع في محافظة عمران حيث تم محاصرت اللواء من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع ولواء بقيادة مهدي مقولة وآخر بقيادة القشيبي معززين بمليشيات قبلية شمالية من حاشد والعصيمات ورغم الحصار الجائر إلا أن قيادة اللواء الثالث مدرع التابع للقوات الجنوبية استبسلت ودكت معاقل العدو واستمر القتال لساعات رغم انقطاع الإمداد للواء نتيجة البيئة المعادية للجنوبيين المحيطة بمقر اللواء وبذلك فقد الجنوب خيرة الرجال من قواته المسلحة.
وفي محافظة ذمار اليمنية حاصرت الوية عسكرية شمالية مدججة بجميع انواع الإسلحة الثقيلة معززة بمليشيات إرهابية ومجاميع قبلية غاشمة بقيادة يحيى الراعي وعبدالحكيم الصفواني ويحيى العنسي وعبدالله القوسي مقر لواء باصهيب العسكري الذي يعد من أهم الألوية الجنوبية حيث رفضت القيادات الشمالية إنسحاب اللواء الجنوبي و حمل معداته ورجاله والعودة الى الجنوب حيث تم مهاجمة اللواء من جميع الأتجاهات وتم صد الهجوم الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الشمالية المهاحمة للواء باصهيب واستشهاد عدد من أبطال اللواء واستمر القتال لعدة ايام حيث ارسل عفاش لواء عسكري تم سحبه من الحديدة وعدد من الكتائب الإضافية للقضاء على قوات لواء باصهيب التابع للجنوب بعد فرض حصاراً عسكرياً من جميع الإتجاهات بحشود قبلية وجهادية يتجاوز عددهم 7000 الف مقاتل وتم الاجهاز على اللواء وقتل كثير من جنود وضباط جنوبيون" ونهب معدات المعسكر وقتل الأسرى الجنوبيين.
كما واصلت القوات الشمالية والى جانبها جموع حاشدة من القبائل ومليشيات حزب الإصلاح اليمني ومعهم المجاهدين العرب من الأفغان (تنظيم القاعدة) الحرب الظالمة على الجنوب والتي استمرت 73 يوماً عاش فيها أبناء الجنوب تحت نيران المدافع وقصف الطائرات التابعة لنظام صنعاء (الجمهورية العربية اليمنية) وصفت بالحرب القذرة استخدمت فيها كل الوسائل والأساليب الوحشية والفتاوى الدينية التضليلية والتحريضية على قتل ابناء الجنوب ، وجندوا لها كل قوى الارهاب ، وممارسة حرباً عبثية و شعواء على الجنوب ارضاً وانساناً، ولم تسلم من تلك الحرب دور العبادة ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات والمصافي وتدمير كافة مؤسسات ومرافق دولة الجنوب وارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية بحق ابناء الجنوب متجاوزين كافة المواثيق والأعراف الدولية وقراري مجلس الأمن الدولي رقمي (924) (931) الصادرة في حرب 1994م بخصوص الجنوب الذي طالب عدم فرض الوحدة بقوة السلاح بالإضافة الى مواقف دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ودولة مصر العربية المتحدة الرافضة للحرب على الجنوب وطالبت قوات الجمهورية العربية اليمنية بالإنسحاب من الجنوب وعدم فرض الوحدة بالقوة.
ذكرى اجتياح الجنوب 7 يوليو اليوم المشؤم
الـ 7 من يوليو 1994م اليوم الأسود في الذاكرة الوطنية الجنوبية (في حياة كل جنوبي) انه ذكرى اجتياح الجنوب بالحرب الظالمة التي شنت عليه من قبل قوات ومليشيات الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الهالك عفاش والإرهابي علي محسن وكافة قوى التطرف والإرهاب في الشمال والذي تم فيها اجتياح الجنوب وقتل وجرح عشرات الآلاف من أبناء الجنوب وتهجير المواطنين من منازلهم .
ولذلك لم تنتهي الحرب عند هذا التاريخ فحسب بل كان يوم 7 يوليو المشؤم هو بداية دخول الجنوب أسوأ مرحلة في تاريخه المعاصر ،الذي توالت فيه أعمال الانتهاكات والتعسف والسجون التي طالت الجنوبيين في كل مكان ، وحينها شعر جميع الجنوبيون بالضيم والحرمان من حقوقهم المدنية والسياسية، وتم التعامل مع الجنوب بقوة السلاح و بطريقة الإحتلال الهمجي الغاشم و باعترافاتهم الرسمية.
هذه الحرب كانت قد اسقطت مشروعية الوحدة وقتلها في مهدها من قبل نظام صنعاء ، بعد اجتياح أرض دولة الجنوب بقوة السلاح من قبل جيوش اليمن الشمالية وحليفتها القاعدة الإرهابية والقبائل الهمجية ، ومن ذلك اليوم احتل الجنوب وبدأت عمليات الإرهاب والإغتيالات والقتل للجنوبيين والسلب والنهب والتدمير الممنهج لكل مقومات الدولة الجنوبية.
7/7 عام 2007م ذكرى إنطلاق الحراك الجنوبي
في مثل هذا اليوم 7/7 من عام 2007م ، حول الجنوبيين ذكرى هذا اليوم الأسود لتكون انطلاق الحراك الجنوبي من ساحة العروض بمدينة خور مكسر بالعاصمة عدن والمطالبة بفك الارتباط من دولة الاحتلال الشمالي(الجمهورية العربية اليمنية) حيث شهدت محافظات ومدن الجنوب مهرجانات ومسيرات سلمية تطالب بتحرير واستقلال دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن.
واثبت التاريخ من نضال شعبنا الجنوبي السلمي إن قوى الظلم والاستبداد البغيظ بكل جبروتها لم ولن تستطع كسر إرادة هذا الشعب العظيم الذي ناضل ويناضل دفاعاً عن سيادته وهويته وحريته وكرامته متحدياً كل اصناف الظلم والتعسف والقهر واﻹقصاء الذي تعرض ويتعرض لها ابناء الجنوب مقدماً التضحيات الجسام وقوافل من الشهداء الابرار والجرحى والمعتقلين والمشردين وتحمل ولازال يتحمل شتى صنوف الايذاء والحرمان والعذاب فى حياته اليومية بصورة منهجية متعمدة.
وبالرغم من كل ذلك الظلم والإستبداد الذي تعرض لها شعب الجنوب وقيادته السياسية والعسكرية فقد نجح بتنظيم عشرات المليونيات الجماهيرية السلمية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب والتي اذهلت المراقب المحلي والاقليمي والدولي بسلميتها و تنظيمها وكثافة المشاركة الشعبية فيها من جميع المحافظات بكل أطيافها السياسية والاجتماعية راسمة فى كل مرة لوحة شعبية أكثر اصراراً وتمسكاً بعدالة قضيته وثقتة بالله بنصرها واستعدادها لتقديم المزيد من التضحيات على طريق النصر المبين للجنوب واستعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن بمشيئة الله.