وقفات مع صراع القوات الجنوبية مع الإرهاب...تضحيات وبطولات
درع الجنوب - رياض منصور
بدأت معاناة محافظة أبين مع الإرهاب منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وبالتحديد منذ العام 1992 م حين قدمت عناصر من أبناء أبين تربت على يد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهؤلاء استقدموا معهم الكثير ممن كانوا يعرفوا بالمجاهدين العرب في أفغانستان.
وأسندت مهمة استقبال هؤلاء في أبين إلى الشيخ عبدالمجيد الزنداني زعيم المجاهدين وفتح معسكرات لهم في جبال ووديان محافظة أبين ووفرت لهم الوظائف العسكرية والرتب الرفيعة في الجيش اليمني.
وعرف أبين النشاط الإرهابي او العمليات الإرهابية عبر عمليات الإغتيال التي كالت عددا من رموز الحزب الاشتراكي اليمني ومنها على سبيل المثال المحاولة الفاشلة لاغتيال القيادي الكبير الأستاذ صالح عباد مقبل ، وكذا عمليات اغتيال ضباط البحث الجنائي وغيرهم من القيادات الأمنية في محافظة أبين .
ومع بدء الأزمة بين الشمال والجنوب إبان حرب صيف 94 م ازداد نشاط الإرهاب في أبين وبدأ الإرهابيون يهاجمون السجون في محافظة أبين لاطلاق سراح العناصر الإرهابية التي ألقي القبض عليها أثناء محاولتها تنفيذ عمليات اغتيال، ومنها الهجوم على سجن البحرين المركزي بجعار والذي كان يحتجز فيه أكثر من 15 عنصر من العناصر الإرهابية ومقر الأمن السياسي .
ثم في العام 2010 م عانت محافظة أبين أشد المعاناة من الإرهاب الذي احتل المحافظة ونزح المواطنون إلى محافظة عدن في أول وأسوى موجة نزوح عرفتها أبين خاصة والجنوب عامة حيث أصبحت زنجبار عاصمة المحافظة خالية تماما من المواطنين وأصبحت مدينة أشباح .
وقام تنظيم القاعدة أثناء احتلاله لمحافظة أبين بقتل الكثيرين من أبناء المحافظة وأخفى قسرا الكثير والذي لم يعرف مصيرهم حتى ساعة كتابة هذا التقرير، وعذب الكثير من أبناء المحافظة.
ورأت أبين النور والأمن والاستقرار في عام 2017 م بعد ان قامت قوات الحوام الأمني بتحرير المحافظة من العمل ر الإرهابية وتنظيم القاعدة .
ورغم تحرير الحزام الأمني لمحافظة أبين إلى أن الإرهاب لم يتوقف في استهداف أفراد الحزام الأمني ، بالعمليات الانتحارية والاغتيالات والاستهداف بالمدافع الصاروخية، والهجوم على النقاط الأمنية والاختطاف.
واستغل الارهابيون السلاسل الجبلية الحدودية بين الشمال والجنوب في تنفيذ عملياتهم ضد أفراد الحزام ، حيث أصبحت المحافظات الشمالية هي مؤخرة للإرهاب في التدريب وتوفير المواد المتفجرة والتزود بالسلاح والعتاد.
حيث بلغ عدد العمليات الارهابية التي نفذت ضد القوات المسلحة الجنوبية في عام 2019 م على سبيل المثال أربع وعشرون عملية إرهابية 24 عملية .
ونفذت قوات الحزام الأمني وقوات مكافحة الإرهاب عددا من الحملات العسكرية لملاحقة عناصر الإرهاب وتنظيم القاعدة في مدن ومديريات ووديان وجبال المحافظة خاصة المنطقة الوسطى واستطاعت تجفيف الكثير من معسكرات الإرهاب وقتل الكثير من قيادات التنظيم الإرهابية.
والحملات التي نفذها الحزام ضد الجماعات الارهابية بأبين، كانت في ١٣سبتمبر ٢٠١٧ وأكتوبر ٢٠١٧ ومارس ٢٠١٨ وأغسطس 2019م .
وتأتي الحملة الأمنية التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في وادي سلا الجهة الشرقية لمركز المحافظة ووادي بغاثة وتمحن ومريب وثعلان وعذيبة، هي مواصلة لتلك الحملات السابقة والتي حققت نجاحا كبيرا على الإرهاب.