بينما أنت تقتل نفسك بالمخدرات هنالك بطل يصنع مجداً في الجبهات
يخوض الجنوب حروبا متعددة، إنتصر بإصطفاف جبهته المجتمعية والشعبية خلف قواته المسلحة في الحرب العسكرية القتالية، وانتصر بوعيه المجتمعي على الحرب الاعلامية والاقتصادية ، لكن ثمة حرب ثالثة هي الاخطر عليه كونها تستهدف خيرة شرائحه الاجتماعية وهم الشباب ، سلاح هذه الحرب " حبة .. حقنة .. موت " سلاح قاتل سفاح هو فقط في ايدي اعداء الجنوب.. إنه سلاح المخدرات، تمثل الاسرة خط التصدي الاول لهذا الخطر، وبمعنى ادق ان يكون الامن والمجتمع جبهة واحدة وعلى قدر التحدي والمسؤولية وحجم الخطر .
لدى شعب الجنوب تجربة غنية في إبتكار اشكال وطرق المقاومة والتصدي لكافة الحروب التي تشن ضده ، غير ان حرب المخدرات تطلب مواجهة واسعة وشاملة ، لا احد معفي عن خوض غمارها داخل الاسرة والوسط الاجتماعي في مهام الشرطية وفي مسرح فرق التحري الامنية والمجتمعية، في كل مكان ثمة مهمة ومهام
لدى اب الاسرة طريقة تحري واستكشاف مبكر لمعرفة المسافة التي تفصل بين مستقبل ابنه والمخدرات ، يمكن قياسها من خلال التعرف العميق عليها من سلوك من يجالس ويصاحب .
لدى شباب الجنوب القدرة الكافية لإثبات جدارتهم في إكساب شعبهم نصرا جديدا، كالذي حققوه في دحر المليشيات الحوثية الى خارج حدود الجنوب ، وتطهير ارض الجنوب من العناصر الارهابية ، ربما توقفت هذه الجدارة عند الشباب الذين وقعوا ضحايا هذه الحرب - حرب المخدرات - هم ايضا بإمكانهم النجاة منها من خلال الاستماع الى نداء الضمير ، والابتعاد التام عن اولئك الاشرار الذين وجدت المخدرات طريقها اليهم ، وابلاغ الاجهزة الامنية عنهم ، وتكريس هذه التجربة في توعية الاخرين على خطورة المخدرات وكيف تنحدر بمتعاطيها الى دون مستوى الانسان ، كيف تحوله الى وحش سنهش في اسرته ومجتمعه .
وطالما وان حرب المخدرات موجهة ضد شعب الجنوب من قبل اطراف معروفة بحقدها على الجنوب ، فإن إيقاض ضمير هذه الاطراف مستحيل كإستحالة توبة إبليس ، الممكن فقط ان يقف كل شاب بعقل بطولي ويسأل نفسه .. لماذ ارضى بقتل نفسي بالمخدرات وهنالك بطل يصنع مجدا في الجبهات !
ثم يتولى إشاعة هذه الفكر الواعي والبطولي على زملا له وقعوا في الادمان على المخدرات يطرح عليهم ذات العبارة " بينما انت تقتل نفسك بالمخدرات هنالك بطل يصنع مجدا في الجبهات"