في الـ7 من أبريل نيسان الماضي ، أصدر الرئيس هادي، قراراً بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر، اعقبه اصدار قرار بنقل ، صلاحياته الى مجلس رئاسي ، ومنذ لحظتها وضع المراقبون معادلة لقراءة هذا التحول من منظور الحرب على التنظيمات الإرهابية التي اخترقت مؤسسات وأجهزة الدولة من خلال سيطرة جناحها السياسي حزب الإصلاح الإخواني وإستئثار جنرال الجماعة علي محسن الأحمر على القرار العسكري والأمني .
إذ يرى المراقبون ان انعكاسات هذا تحول في مسار الحرب على الإرهاب وتنظيماته وامداداته الفكرية والمادية يمكن فهمها من خطوة اقالة علي محسن الاحمر المرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنظيم القاعدة منذ اجياله الاولى التي تشكلت على يدية مطلع تسعينات القرن الماضي حين استغل منصبه العسكري وانتمائه الايدلوجي لجماعة الإخوان المسلمين لتجنيد العناصر الجهادية للقتال في أفغانستان، واعادتهم لاحقاً كجناح عسكري لفرع التنظيم الاخواني في اليمن ومن خلالهم وضع البذرة الأولى لتنظيم القاعدة الإرهابي في شبه الجزيرة العربية عقب تنفيذهم مع جيش صنعاء غزو الجنوب واحتلاله في صيف ١٩٩٤ م .
- صعوبة المرحلة على تنظيم القاعدة
وبنى المراقبون فرضيات وتوقعات عن مرحلة صعبة وهي بداية النهاية لتنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب لا سيما وان التحولات المحورية التي كانت برعاية الرياض المتمثلة باخراج وإزاحة الجنرال الإخواني الأحمر من أعلى هرم السلطة وتشكيل مجلس رئاسي يمثل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي أبرز أعضاءه ، تعني تجريد تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة التي جرى تصديرها وزرعها في الجنوب من الرعاية التي كانت تتلقاها من منظومة صنعاء عبر النفوذ الإخواني ومن الجنرال الأحمر ، ووضعها في العراء المكشوف امام القوات المسلحة الجنوبية التي أصبح قائدها الأعلى نائباً لمجلس القيادة الرئاسي .
التنظيمات الإرهابية وعلى راسها تنظيم القاعدة كانت تمثل جيشاً رديفاً لما يسمى بالجيش الوطني الاخواني في مناطق الجنوب التي مازالت تحت سيطرته ، كأجزاء من محافظة أبين ووادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة ، وقد استطاع علي محسن الأحمر ادارة المزاوجة بين مصالح هذا الجيش ومصالح تنظيم القاعدة الإرهابي وتكوين تحالفاً عائلياً بين الأصل وفرعه، اذ لعب ما يسمى بالجيش الوطني دور حائط الصد عن عناصر ومعسكرات تنظيم القاعدة من أثر العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية بدعم من التحالف العربي ضد تنظيم القاعدة الإرهابي التي عاودت عناصره انتشارها في خارطة إنتشار ذات الجيش في أبين ووادي حضرموت .
وفي ذات السياق يضع سياسيون اشتراطات جوهرية لجدوى استفادة معركة اجتثاث الارهاب من مكتسبات الانتقال السياسي ومجلسه الرئاسي ، ولعل ابرز هذه الشروط، سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وخاصة شقه العسكري الذي وبموجب نصوصه سيفقد تنظيم القاعدة حافظة وجوده وانتشاره حيث وان الإتفاق ينص على خروج كل وحدات ومليشيات الإخوان من نطاق انتشار التنظيم في كل من حضرموت الوادي والمهرة ومديريات في أبين .
- التفرغ لقيادة تحالف القاعدة والإخوان
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة الجنوبية الحرب على الإرهاب والتصدي لمختلف اشكاله والاطراف الضالعة في تصديره الى الجنوب سواء على صعيد المواجهة المباشرة مع عناصره وخلاياه في كل من أبين وشبوة او على صعيد محاولات إختراقه الأمني من خلال خلايا يتم اعدادها وتجهيزها في معسكرات جيش الإخوان ، لم يبدا المجلس الرئاسي إتخاذ إجراءات عملية في تنفيذ اتفاق الرياض وفكفكة التحالف القائم بين ما يسمى بالجيش الوطني وتنظيم القاعدة الإرهابي .
وكانت قرار إعفاء الأحمر قد قوبل بردة فعل هستيرية من قبل تنظيم القاعدة وذلك بعودة انتشاره ونشاطه وتنفيذ عمليات تقطع واختطاف لمواطنين وضباط جنونبيين وطواقم الامم المتحدة في مناطق الجنوب التي مازالت ترزح تحت سيطرة جيش ومليشيات الإخوان في وادي وصحراء حضرموت ومديريات المنطقة الوسطى بأبين، كما وتوعد التنظيم بشن حرب على قوات الحزام الأمني بلودر ومودية بالتزامن مع اقتحام مليشيات وجيش الإخوان مديرية أحور الساحلية .
ويبدو وبما لا يدع مجالا للشك ان ازاحة الأحمر من منصبه ليس بالامر المجدي اذا لم تشمل تلك الازاحة حل كل التشكيلات العسكرية الإخوانية التي تمكنه من اللعب بورقة الارهاب في الجنوب وتعطيل عملية الانتقال السياسي .
وقد كان إخراج الأحمر متأخرًا بشكل كبير، وكان من المنطقي أن يُستبدل بجنرال اثبت قدرته على قيادة معركة دولية ضد الإرهاب الذي زرعه الأحمر وغذاه طيلة عقود ثلاثة ، غير ان ابقاء الأحمر بذات النفوذ والسلطة والسيطرة والتحكم بالتشكيلات العسكرية الإخوانية لا يقلل من خطره بقدر ما يفتح له المجال ليمارس لعبة الموت بحرية .
- قناة المانية تؤكد المؤكد
ظل الإخواني محسن الأحمر محط انظار الرقابة الدولية كمصدر خطر لكن حزب جماعة الإخوان ومنظومة صنعاء برمتها جعلت من شخصه أمراً سيادياّ يمنياً ، فعلاقته محسن بالتنظيمات المتطرفة كتنظيم القاعدة قديمة منذ الثمانينات حسب تقارير المخابرات الأمريكية، التي أوضحت أنّ أسامة بن لادن قدّم لعلي محسن الأحمر 20 مليون دولار أثناء زيارة الأخير لأفغانستان، لمساعدته في توطين المقاتلين الأفغان العرب في اليمن، بصفته قائداً عسكرياً رفيع المستوى في الجيش اليمني
ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في 2018، في أحد تقاريره أنّ الرئاسة اليمنية التي يمثلها الرئيس الكبير في السن هادي، باتت مخترقة من القاعدة التي يشجعها ويدعمها نائب الرئيس علي محسن الأحمر (7) . وهو ما يشي عن دوره الخطير على المستوى السياسي حال توليه الرئاسة بعد هادي تحت أي ظرف، أو نظير دوره العسكري على المستوى الميداني عبر أدواته وعلاقاته بالمتطرفين على الأرض.
ووصفت صحيفة "ليبراسون " الفرنسية الاحمر ب ( بابا الارهاب)
ومؤخرا نشرت قناة DW الالمانية صورا قالت انها تجمع علي محسن الأحمر والمقدشي بزعيم لتنظيم القاعدة وتؤكد القناة انضمام اعضاء حزب الإصلاح الاخواني للتنظيم القاعدة الإرهابي
واظهرت القناة علي محسن الأحمر ووزير الدفاع محمد المقدشي وهما في زيارة ميدانية والى جانبهم الارهابي خالد العرادة الذي وضعته الخارجية الامريكية عام ٢٠١٧ م في قائمة المطلوبين رسميا من زعماء القاعدة وقالت ان العرادة في ذلك الوقت كان يشرف على احد معسكرات القاعدة بمحافظة مارب ويمدها بالسلاح والمقاتلين ، وتضيف القناة " لكن هذه اللقطة تظهره على مقربة من ضباط من الجيش اليمني وان الذي يتلقى التحية من علي محسن الأحمر - -كمايظهر في الفيديو - هو وزير الدفاع ( المقدشي ) إنه يقف على بعد امتار من زعيم القاعدة والذي يلقي الخطاب هو علي محسن الأحمر .
وقالت القناة "ان علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة ليس بالشيئ الجديد ، كانت المديرية الفرنسية للامن القومي قد اشتبهت بعلي محسن الأحمر قبل سنة من احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث كان عقيدا وقتها في الجيش اليمني ومقرب من الشيخ الزنداني المقرب من اسامة من لادن والاسلاميين الذين كان يمولهم "