تقرير - فارس الحسام
تكتسب محافظة شبوة أهمية استراتيجية كبيرة، يتمثل بموقعها الجيوسياسي وثقلها القبلي في المنطقة، علاوة على موقعها ضمن الهلال النفطي والأرض الغنية بالثروات الطبيعية في باطنها، ثم أنها تربط عدد من المحافظات الهامة ببعضها فمنها التي تقع ضمن خارطة الجنوب ومنها التي تجاورها من محافظات الشمال، حيث تحدها حضرموت من الشرق، ومأرب اليمنية من الشمال، وأبين والبيضاء من الغرب، وتحيط بها صحراء رملة السبعتين من الجهة الشمالية الشرقية، والصحراء الساحلية على طول بحر العرب في الجنوب، وتمتلك شبوة شريط ساحلي يمتد لنحو 300 كيلومتر، وفيها ميناء بلحاف الذي يضم مشروع بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
لم يلقي الأعداء الخارجيين وأذرعهم المحلية بثقلهم في شبوة إعتباطاً أو عناداً أو مغامرة غير محسوبة نتائجها، بل سال لأجلها لعاب الطامعين وأذنابهم، واستطاعوا لعقود مضت زرع الثأرات والإقتتال الداخلي بين قبائل شبوة التي عُرِفت بثقلها وحضورها القوي على مر التاريخ، فتمكنوا من إضعافها ليخلوا لهم البر والبحر والجو فيها وينفردوا بها دون أبنائها وينقضوا على ثرواتها الهائلة.
الأهمية العسكرية لشبوة تتمثل في أن السيطرة الكاملة عليها وتأمينها تعني تحرير وتأمين ما بعدها في أكثر من مسار استراتيجي، فتحرير شبوة لا يتوقف على خارطة جغرافية تمتد على مساحة تصل إلى (47،728 كم²-18,428 ميل مربع)، بل يمهد لما بعدها من المحافظات التي سقطت تحت سيطرة ذراع إيران الحوثية.
هذه المعركة الاستراتيجية جاءت لتصحيح مسار الحرب ضد مليشيات إيران الإرهابية متعددة الأذرع في المنطقة بعد أن انحرفت عن مسارها الصحيح لسنوات، وهذه المعركة ولأهميتها الكبيرة لن تجد من ينتصر فيها ويحقق مكاسب عسكرية حقيقية على الميدان كما هي عليه «قوات ألوية العمالقة الجنوبية» التي يقودها العميد/ عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي.
وإذا ما وضعنا ميزاناً عسكرياً للمعركة الكبرى ضد مليشيات إيران وأطماعها في اليمن، فإن ألوية العمالقة الجنوبية هي الأكثر قدرة وكفاءة واحترافية قتالية وحنكة عسكرية في ترجيح كفة الميزان لصالح الوطن ضد الغزاة الطامعين بأرضنا.
التاريخ العسكري لألوية العمالقة الجنوبية يكاد يكون فريداً من نوعه حافل بالإنتصارات خالٍ من الخسائر منذ تأسيسها وحتى اليوم، فبها ستُبتر ذراع إيران وهي من ستنهي أطماع توسع الإمبراطورية الفارسية المزعومة، وهي من ستعيد الحق لأهله، وهي من ستُفشِل مشروع إيران السياسي الذي اتخذت اليمن ملفاً منه.
المرحلة القادمة ستكون مفصلية في مسار الحرب ليس ضد مليشيات إيران الحوثية فحسب، بل حتى على الإرهاب بكافة أوجهه وصوره، وتطهير الجنوب من دنس تلك المشاريع المتطرفة التي لا تمُت للدين الإسلامي الحنيف ولا للوطن بِصِلةٍ.