كيف إستثمر الحوثيون عقود من تحريض انظمة صنعاء على دول الجوار
تقرير - درع الجنوب
لعبت قوى صنعاء وعلى راسها جماعة الاخوان على حقن النشء وعامة الناس في الشمال بالعداء لدول الخليج ، فقد ذكر المُعارض السعودي د. محمد المسعري أنّ إخوان اليمن يرون: "أنّ السعودية عدوٌّ للإسلام والمسلمين، وبعضهم يُصرِّح بتكفير قادتها"! وأضاف أنّه التقى المراقب العام للإخوان المسلمين في اليمن ياسين عبد العزيز، وصرّح له بنحو من هذا الكلام، وأنّ السعودية عدوة، ولكنّ المرحلة تتطلب عدم الصدام.
كان نظام علي عبدالله صالح وحزبه اكثر انسجاما مع جماعة الاخوان في ملف ابتزاز المملكة العربية السعودية وغزو الجنوب ونهب ثروته وتدمير بنيته التحتية وتوطين العناصر الإرهابية والمتطرفة في أراضيه، وربما كانت الفترة التي أعقبت غزو الجنوب اكثر إفصاحا على ذلك الانسجام، إذ عمد صالح عفاش على إرضاء جماعة الاخوان في خطاباته ومحاضراته التحريضية ضد دول الخليج ، ففي محاضرة له بمعسكر لقوات الجيش والمجاهدين المتطرفين يظهر صالح عفاش وهو منتشيا بالنصر في فيديو متلفز يتم تداوله حتى اليوم.
قال فيه وهو يتحدث الى الجنود " كوننا نواجه تحدي سافر لا من عصابة الردة والانفصال ولكن نواجه أعداء الوحدة أعداء اليمن العدو التاريخي النظام السعودي الرجعي المتخلف ، هزمتم فهد ونظام فهد وهزمتم امير الكويت وهزمتم الشيخ زايد".
موقف العداء واستمرارية التحريض ضد المملكة ودول الخليج من قبل قوى صنعاء قديم متجدد ومستمر، علي محسن الأحمر وفي حديث له مصور لضباط الفرقة الأولى مدرع قال " السعودية من اول يوم من قيام الثورة اليمنية وهي ضد الثورة آوت الملكيين والسلاطين ورجعت تحارب الثورة... إنما في حقيقة الامر سيظلون يحاربوننا، يحاربوننا اقتصاديا ويحاربوننا سياسيا ويحاربوننا عسكريا.. هم ضد الجمهورية اليمنية، ولذا لما توحد اليمن كان دائما يدفعوا الشمال ضد الجنوب دائما، تصبح مش دولة قبائل متناحرة، فعلى العموم يكنون في قلوبهم حقد ، يكنون حقد على اليمنيين خاصة الان، عاد لما كنا مسطرين كان الحقد اقل، لكن اما الان فهو حقد فعلا ، بمعنى الكلمة، لكن دفين تحت اهلا بك طال عمرك ، طال عمرك، انا اخوك وانت اخي والبلاد واحدة والأرض واحدة والحق واحد وكله واحد ويفعل بك.. ويعطيك من راس اللسان حلاوة ويراوغ عنك كما تراوغ الثعلب، ما بش عندهم صدق ، ما بش عندهم صدق ، بس ما هم خائفين في تعاملهم ، كلامهم رطب وفعلهم خبيث ، نحن أيضا لا بد ما نأخذ اساليبهم وندق بنفس المستوى".
صفق الحاضرون من الضباط بحرارة ثم استأنف الأحمر حديثه العدائي للمملكة العربية السعودية بقوله: " وخلفية خلافنا مع المملكة العربية السعودية خلاف قديم ، محاربتهم للثورة ومحاربتهم للوحدة محاربتهم للاقتصاد محاربتهم لكل مقومات الدولة في الجمهورية اليمنية، يعني فالحرب قديمة والخلاف قديم ".
يتطابق خطاب الحوثيين القافز بعدائه للمملكة فوق حقائق التاريخ والجغرافيا مع جوهر ومفردات العداء الذي تكنه جماعة الاخوان في اليمن للمملكة ويتجلى ذلك بما تسرب الى شبكة الأنترنت من فيديوهات لقادة عسكريين وسياسيين يمنيين وعلى راسهم جنرال اخوان اليمن علي محسن الأحمر الذي قال في ذات المحاضرة التي القاها امام كبار ضباط الجيش اليمني : "الملكيين بعد نهاية الملكية سلموا المناطق بجوار نجران بالكامل للسعوديين ، سلمتها كلها الخضراء والصليب وخباش الى البقع كل هذا تسلم ، في الأخير بعد الدفاع عن الثورة اليمنية وانهزام الملكيين سلمت الأرض كلها للسعودية، على اثرها طبعا تسلم السعوديين الى الشرورة، بعدها دخلوا الشرورة كان الاخوان السلاطين، السلاطين كانوا موجودين هناك كجيش انقاذ فلما انتهوا تمكنت السعودية من البقاء في الارض علاوة على مرتزقة الحدود ، الذي هم قريب من الحدود، يقلك يالله قرشين وما يهمش ارض لا بلاد خالص، يستلم جنسيه ويستلم حاجات ويستلم كذا ويسلم الأرض" .
ورث الحوثيون نتائج عقود من التحريض العدائي اليمني على المملكة العربية السعودية التي قدمت للشعب في الجمهورية العربية من الدعم مالم تقدمه حكوماته مجتمعة وهذا ليس من قبيل المبالغة ، بل حقيقة لها شواهدها على الأرض وحياة الناس .
كانت المملكة في استراتيجيتها لدعم البنى التحتية ومقومات الدولة للشمال تهدف الى خدمة الناس ونقل الدولة اليمنية من هيكل القبيلة والطائفية الى شخصية الدولة بشكلها الحديث ، في المقابل تناوبت نخب صنعاء في كل أجزاء نظام الحكم الديني والقلبي والعسكري والطائفي الى شيطنة المملكة واستمرارية اللا دولة وجعل اليمن اشبه بعبوة ناسفة مهددة لأمن واستقرار دول الجوار ، هذه النخب جعلت السلاح على اختلاف اعيرته امر مشاع للقبيلة والسلطة وعامة المجتمع ، وكرسوا فكرة المواطنة المسلحة والمتناحرة ، واعتقدوا ان ذلك انجع الطرق لإبقاء اليمن مصدر تهديد للمملكة العربية السعودية وابتزازها.
وإذا نظرنا الى خطاب الحوثي الذي بدا منذ اطواره الأولى يهدد ويتوعد امن دول الجوار وعلى راسها المملكة العربية السعودية ويمنطق -ان الشعب اليمني مسلح - ، نجد ان هذا الخطاب الاخرق امتداد لخطاب منظومة صنعاء وانظمتها، وهذا ما تطرق له الجنرال الأحمر في ذات الفيديو الذي قال فيه عن المملكة ودول الخليج ما يقوله الحوثي اليوم ، أي انهم يستقوون بإسرائيل وامريكا " عندنا اكبر العبر قوة الخليج المال لا قيمة له لا قيمة له ، لما دخل العراق يا إسرائيل يا أمريكا جو انقذونا ما نستطيع ننقذ انفسنا، سار المال سار البترول وما رفعوش كرامة لأنفسهم لكنه راكن على الحماية من الامريكان".
إن هذا الفيديو
https://youtu.be/HGtwvXkUsDM يختصر مهمة البحث عن منطلقات تأثر المواطن في الشمال بخطاب الحوثي حد القناعة والايمان به كمسلمات دينية ووطنية ، والحقيقة ان الحوثي الذي دمر اليمن واهان كرامة وعزة شعبه وجرده من هويته وعقيدته ما كان له ان يحول ضحاياه الى مناصرين له ضد من جاء لنصرتهم ونجدتهم لولا ان قوى صنعاء كجماعة الاخوان ونظام عفاش قد شيدت على مدى عقود في المخيلة المجتمعية اليمنية قلاع من الوهم و مفاهيم ومبررات العداء لدول الخليج والشك والارتياب من كل ما هو عربي وان اليمني في حالة حرب مع عمقه وهويته العربية وان العروبة ومشروعها النهضوي الذي تقوده السعودية عدوان على اليمن ولا احد شجاع كاليمني في مواجهة ذلك .
ومن باب الاستشهاد وقبل ان يظهر الحوثي كمشروع طائفي إيراني نجد ان الجنرال الأحمر وحزبه أسس لذات الوهم حيث يقول " احنا حقيقة بالمحيط ما بش واحد يستطيع يتحاكى فيه الا اليمنيين فقط، في الربع الخالي احنا نقول الربع الخالي لنا جزء منه ، الربع الخالي يحسبوا منه الأرض ويحسبوا منه الجبل ويحسبوا منه الخراير ويحسبوا منه سينر ويحسبوا منه خروق بن .. ويحسبوا منه أيضا ضحية .. هذه محسبوبة من الربع الخالي ، الشرورة هي قوة من الربع الخالي ... المفروض ان الامارات وعمان والمطلين على الربع الخالي ان يكونوا بنفس الكلمة التي احنا نطرحها لكن للأسف ان الامارات تحت وطأة السعودية وعمان لا تستطيع الكلام".