دراسة بحثية تستعرض دور الإمارات في مكافحة الإرهاب الدولي
إستعرضت ورقة بحثية صادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للاعلام والدراسات دور "أبوظبي" في مكافحة الإرهاب الدولي وفق استراتيجية تشريعية وفكرية وإعلامية وعسكرية واكدت الورقة إلى إن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت منذ بداية نهضتها في ترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي سواء داخل بنية تركيبتها والمحيط العربي والعالم ومع ظهور وتفشي ظاهرة الإرهاب في العالم كانت الامارات من أول أوائل الدول التي ابدت قلقها الدائم والعميق من ازدياد اعمال الإرهاب التي تهدد ارواح بشرية بريئة عديدة أو تعرض حرياتهم للخطر وأن القيادة السياسية لدولة الامارات فتحث الدول العربية على تكريس عنايتها على ايجاد الاسباب التي تؤدي الى العنف والعدوان وقدمت عدد من الجهود التي تكبح ظاهرة الارهاب بعدد من الطرق وأبرز تلك الجهود تلخصت في الاتي: مكافحة الارهاب تشريعا/ مكافحة الإرهاب فكريا وثقافيا /مكافحة الارهاب إعلاميا واجتماعيا/ مكافحة الارهاب أمنيا وعسكريا:
واحتوت الدراسة ثلاثة محاور ، مفهوم الإرهاب في التشريعات الدولية ، فيما كان المحور الثاني " الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب دولياً" وكان المحور الثالث حول استراتيجية الإمارات العربية المتحدة لمكافحة الارهاب إقليميا " درع الجنوب " ينشر هذا المحور كما جاء في الدراسة
استراتيجية الإمارات العربية المتحدة لمكافحة الإرهاب إقليميا
إن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت منذ بدايتها نهضتها في ترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي سواء داخل بنية تركيبتها والمحيط العربي والعالم ومع تفاشي ظاهرة الإرهاب في العالم كانت من أول أوائل الدول التي ابدت قلقها الدائم والعميق من ازدياد اعمال الإرهاب التي تهدد ارواح بشرية بريئة عديدة او تعرض حرياتهم للخطر وان الجمعية العامة تحث الدول على تكريس عنايتها على ايجاد الاسباب التي تؤدي الى العنف والعدوان وقدمت عدد من الجهود التي تكبح ظاهرة الإرهاب بعدد من الطرق نحو:
-مكافحة الإرهاب تشريعا
-مكافحة الارهاب فكريا وثقافيا -مكافحة الإرهاب إعلاميا واجتماعيا -مكافحة الإرهاب أمنيا وعسكريا:
1 مكافحة الارهاب في المجال التشريعي والقانوني تعتبر الإمارات الإرهاب والتطرف تهديدا لأمن واستقرار محيطها الإقليمي والدولي وليس فقط تهديدا داخليا. وتشجب بأشد العبارات الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وتجدد التزامها على الدوام ليس بمواجهة والتصدي للإرهاب فحسب، بل بمحاربة الأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف الذي تمارسه الجماعات المتطرفة. فالإرهاب خطر يستهدف استقرار الإمارات وأمن مواطنيها والمقيمين فيها ويهدد نظامهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. الحرب على الإرهاب ليست حرباً عسكرية فقط، لأن الإرهاب ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، تستلزم استراتيجيات جديدة ، ولهذا فإن الجهود المبذولة لتحدي التطرف والإرهاب تعتمد علي نثر بذور الوسطية والتسامح والاعتدال. وتشارك الإمارات بالقمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب في 9 سبتمبر2021 لمناقشة كيفية معالجة حقوق ضحايا الإرهاب واحتياجاتهم، وكيف يمكن للبرلمانيين المساعدة في إعادة إدماج الضحايا، ومناقشةً دور البرلمانات في منع التطرف وخطاب الكراهية.
لقد أسهمت دولة الإمارات بإصدار قوانين وتشريعات لتجريم أي عناصر ترتبط بالتنظيمات الإرهابية ومن هذه القوانين:
- مرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية العلوم
- القانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية: حدد القانون الغرض الإرهابي بأنه اتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب فعل أو الامتناع عن فعل بشكل غير قانوني، وذلك بقصد إحداث نتيجة إرهابية مباشرة أو غير مباشرة أو علم الجاني بأن من شأن الفعل أو الامتناع عن الفعل، تحقيق نتيجة إرهابية.
- إصدار قائمة محلية بالكيانات الإرهابية وجاء ذلك تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2014 بشأن مكافحة الإرهاب.
- مرسوم بقانون اتحادي رقم (2) لسنة 2015 في شأن مكافحة التمييز والكراهية: يتعرض كل من يخالف القانون ويقوم بالتميز بين أفراد أو جماعات لعقوبات تشمل الغرامة والسجن أو إحداهما.
- المرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2018 في شأن مواجهة جرائم غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، ولائحته التنفيذية.
- قررت الإمارات في فبراير 2021 إنشاء “المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، للإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وحققت الإمارات إنجازا كبيرا في تسجيل البيانات المتعلقة بـ ”المستفيد الحقيقي”، في أغسطس 2021 وهو الشخص الذي يمتلك أو يتحكّم في الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال امتلاكه أكثر من (25 % ) من حقوق ملكية الشركة وامتلاك( 25% )أو أكثر من صلاحيات التصويت للشركة. ويتم ذلك تحت إشراف الأجهزة الأمنية والشرطة. وأعلنت ”صفية الصافي” مديرة إدارة غسل الأموال بوزارة الاقتصاد الإماراتية أن (88%) من الشركات سجلت معلومات المستفيد الحقيقي الخاصة بها في قاعدة بيانات موحدة تشرف عليها وزارة الاقتصاد.." ([5])
- المعهد الدولي للتسامح : يهدف المعهد الدولي للتسامح الذي أطلقته دولة الإمارات – حكومة دبي بموجب القانون المحلي رقم 9 لسنة 2017 إلى بث روح التسامح في المجتمع، وتعزيز مكانة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً كنموذج في التسامح، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة. ويتضمن قانون إنشاء المعهد الدولي للتسامح إطلاق جائزة تسمى "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح" يتم من خلالها تكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في ترسيخ قيم التسامح على المستويين الوطني والدولي، وتشجيع الحوار بين الأديان وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين تسامح وسلام.
- مركز "هداية "لمكافحة التطرف العنيف
- مركز صواب
- تجلت جهود الإمارات في محاربة الإرهاب عالميا وتمثل في المواقف والتشريعات والقوانيين التي تتواكب مع التشريعات الدولية لمكافحة الإرهاب ومنها (مجلس الأمن الدولي، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والاتفاقية الإقليمية للدول العربية في مكافحة الإرهاب.
- ان الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة نفذت بطريقة صحيحة ابتدأ من التشريع لمكافحة الارهاب قانونيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا واعلاميا وأمنيا وعسكريا، وهذه الاستراتيجية تحققت خلال الـ5 السنوات الماضية.
- رغم القدرة العسكرية للقوات المسلحة الإماراتية، الا ان ابوظبي تبرز بشكل أكثر العمل الإنساني والتوعوي للحد من توسع خطر الإرهاب.
- ساهمت الامارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في توجيه ضربات قوية لتنظيم القاعدة خاصة في محافظة البيضاء اليمنية، التي تعد الوكر الأبرز للتنظيم المتطرف في اليمن والذي يحظى بحماية من الحوثيين الموالين لإيران، على اعتبار وجود مصالح مشتركة بعد ان تقاطعت مصالح تلك التنظيمات مع الحوثيين في العداء للجنوب ولدول التحالف العربي.
- توصي الورقة البحثية بالعمل على سن تشريع يحظر ويجرم العمل الحزبي الذي يجعل من الدين الإسلامي وسيلة للوصول إلى السلطة، عبر انهار من الدماء.
- توصي الورقة البحثية بضرورة استكمال استراتيجية الامارات تجاه الإرهاب، خاصة تلك الدول المتضررة من الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، والعمل على تشكيل تحالف إقليمي ودولي لمواجهة التطرف وتجفيف منابع الإرهاب، من خلال وقف أي تمويل يصل المنظمات التي ثبت تورطها في تمويل أنشطة إرهابية.
- تعزيز الموقف الإقليمي من الدول الداعم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، والتي عملت خلال السنوات الماضية على تمويل أنشطة إرهابية، ومنها تلك الدول التي تم مقاطعتها خلال الأعوام الخمسة الماضية.
- وضع استراتيجية ترتكز على وضع قوانيين وعقوبات تجرم الدعوة إلى العنف والإرهاب لفرض مشاريع سياسية، او البحث عن مصالح خاصة بأفراد او جماعات، من خلال العنف والتطرف والحديث باسم الدين الإسلامي نيابة عن الشعوب العربية المسلمة.
- تجريم وحظر أي جماعة تسعى الى تقديم الدين الإسلامي على انه دين عنف وقتل وسفك دماء، والعمل على تقديم رسالة الإسلام الحقيقية، التي تحض على السلام والتعايش.
- وضع استراتيجية عامة تركز على عدم المساس للأفكار والعقيدة الإسلامية كشريعة الصارمة ..