الإعلام العسكري الجنوبي والطموحات
تقرير / درع الجنوب
أصبح الاعلام؛ قوة مؤثرة في صنع القرار وتحريك الرأي العام، بعد التطور التقني الملحوظ، وسرعة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح العالم قرية صغيرة في فضاء الانترنت؛ والاعلام كمنظومة متكاملة وأحد القوى المؤثرة على مستوى الدول، فأن الاعلام العسكري (الحربي) يأتي في المقدمة وركيزة أساسية ضمن فروع الاعلام المتخصص في دول العالم؛ حيث يعد الاعلام العسكري هو مرآة يرى فيها المواطن قواته العسكرية والأمنية، ويقف على الدور الذي تؤديه في حفظ مصالح الوطن وأمنه والدفاع عنه.
فالأعلام العسكري في الجنوب هو لسان حال القوات المسلحة الجنوبية، ويعبر عن السياسة العسكرية للقوات الجنوبية بما يعزز الانتماء والولاء للوطن الجنوبي، ورفع الروح المعنوية لدى القوات المسلحة وكافة شرائح الشعب، ودوره في مجابهة الدعايات والشائعات المعادية والمناهضة للكيان السياسي للجنوب ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية والأمنية.
دور الإعلام العسكري
للإعلام العسكري دور عظيم يقوم به على مستوى وحدات وقطاعات وألوية القوات المسلحة الجنوبية، ويؤكد من خلاله على الانتماء الوطني للجنوب، ودور القوات المسلحة في الدفاع عن مكتسبات ومقدرات الدولة الجنوبية؛ فالإعلام العسكري ومن خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة، يستطيع أن يسهم في إعداد خطط الدفاع للقوات المسلحة، والتأكيد على أهمية بناء قوات قادرة على مواجهة التحديات و التهديدات المختلفة، وإبراز قدراتها وكفاءتها القتالية؛ حتى تتعرف جماهير الشعب على عظمة قواتهم المسلحة.
الإعلام العسكري من خلال التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي
يحقق الإعلام العسكري وظائفه من خلال برامج التلفزيون وتطبيقات مناصات التواصل الاجتماعي، وانتشاره بصورة أوسع من أي وسائل إعلام أخرى، وتلك الأهداف مخططة لتساير ركب الإعلام الحربي بمضمونه الواسع والذي تخططه الأجهزة العسكرية المسؤولة داخل القوات المسلحة بكل دولة، وتضع هذه الأجهزة عند التخطيط لبرامجها في التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي العديد من المحددات التي تساير التقدم الكبير على المستوى الإعلامي، من خلال مخاطبة الرأي العام في الجنوب وإقناعه بدور قواته المسلحة على مر التاريخ، وربط أواصر الانتماء بين الجيش والشعب؛ والتعريف بدور القوات المسلحة الجنوبية ورسالتها في السلم والحرب، وإذا كانت مهامها في الحروب معروفة، فإن واجباتها في السلم، هي اقسى وأشد، وتتركز على الاستعداد للحرب الذي يكون غير معلوم للمقاتلين.
الاعلام العسكري (الحربي) في زمن السلم والحرب
دور الإعلام العسكري الجنوبي لا يقتصر على زمن الحرب، بل يمتد دوره إلى زمن السلم كذلك، ففي زمن الحرب وعند اندلاع المعارك ينقل الاعلام الحربي بالصوت والصورة كل ما يدور في مجال الصراع سواء في ساحة القتال أو على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيؤدي ذلك إلى تنشيط أجهزة الإعلام الحربي بمختلف التشكيلات العسكرية الجنوبية من أجل تأدية دورها.
وأما وقت السلم فيقوم الاعلام الحربي أو العسكري بالإعداد الفكري وغرس روح التضحية والبذل والعطاء والتهيئة النفسية والمعنوية؛ إلى جانب الإعداد السياسي من خلال التعريف بأهداف الحرب إذا ما اندلعت، وشرح أبعاد قضية الجنوب ، والتأكيد على القدرات القتالية للقوات المسلحة الجنوبية من حيث "التسليح، والتدريب، والكفاءة " وبما يزرع الثقة في نفوس عامة الشعب في الجنوب ؛ إلى جانب تعزيز الثقة المتبادلة بين الشعب في الجنوب وقواته المسلحة، وتذكير المواطنين بالأمجاد التاريخية للجيش الجنوبي، ودوره القوي والحاسم في التصدي للقوى المعادية والاطماع الخارجية.
ومن خلال استطلاعنا الذي شمل نخبة من القيادات العسكرية الجنوبية، استخلصنا منهم أهمية الاعلام العسكري ودورة في الدفاع وحماية مقدرات الوطن ومصالح الشعب:
وأكد نائب رئيس لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية العميد سالم سعيد بادحيدوح المرشدي على أهمية الاعلام العسكري في القوات المسلحة، كونه يرفع الجانب المعنوي للمقاتل الجنوبي ويحفزه على تنفيذ المهام المناطة به بتفاني وإخلاص، مشيرا على وجوب توحيد الاعلام العسكري للقوات المسلحة الجنوبية بمركز اعلامي واحد يرتبط مباشرة بالقائد الأعلى للقوات المسلحة ويخضع لتوجيهات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية ، ويضم أشخاص مؤهلين ومتخصصين بالأعلام العسكري، لسحب البساط من تحت الإعلاميين الغير منطويين تحت اطار المركز الإعلامي، والذين يقدمون خدمة مجانية للعدو سوى بقصد او بدون قصد من خلال نشر صور وفيديوهات تحركات القوات الجنوبية وكشف مواقع تمركزها.
وبخصوص المطابخ الاعلامية للعدو ونشرهم للشائعات؛ قال رئيس اللجنة الأمنية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت العقيد اسكندر صالح الطفي إن عملية التصدي للشائعات الصادرة عن العدو، مقارنة بما يمتلكه من آلة اعلامية ضخمة، تكمن في توحيد الاجهزة الاعلامية للقوات العسكرية والأمنية الجنوبية تحت قيادة المركز الاعلامي للقوات المسلحة الجنوبية، حتى تستطيع مجابهة الحرب النفسية للعدو والتي من شأنها التأثير على الروح المعنوية وأداء القوات المسلحة والمواطنين بشكل عام اذا ما تحققت عملية توحيد الخطاب الاعلامي العسكري في الجنوب.
وأشار عضو اللجنة الأمنية العليا بالعاصمة عدن العميد محمود آدم محمود على تعدد مهام الاعلام العسكري تبعاً للهدف المراد تحقيقه، وتشمل المهام دعوة المواطنين لإتباع أساليب الدفاع المدني أثناء الغارات، مع توعية الشعب باحتمالات مواجهة نقص بعض السلع، وارتفاع أسعار البعض الآخر منها، والعمل على ترشيد الاستهلاك، ورفع الروح المعنوية طوال فترة الحرب، وتحصين الشعب ضد الإشاعات المغرضة، مع الإسهام في شن الحرب النفسية ضد العدو، وحظر نشر أي معلومات عسكرية إلا من مصادرها المُعترف بها من الأجهزة العسكرية المختصة، وعدم التصريح بنشرها، وذلك تحقيقاً لمقتضيات الأمن القومي الجنوبي.
ونوه رئيس عمليات اللواء الثامن صاعقة العقيد أحمد عوض دحه المحوري على دور الاعلام العسكري الجنوبي في رفع المعنوية القتالية للمقاتلين ومحاربة الشائعات التي يبثها اعلام العدو بهدف زعزعة الثقة لدى المقاتلين وعامة الشعب ورصد الحقيقة التي توثق حجم الانتصارات التي تحققها قواتنا الجنوبية، والاسهام في توعية الافراد المقاتلين وزرع في نفوسهم الروح الوطنية والانتماء والاخلاص للوطن الجنوبي وحثهم على الفداء والاستبسال في الذود عنه وحمايته.
وقال مدير الإدارة الجماهيرية للمجلس الانتقالي بمديرية لودر العقيد أحمد حسين حيمد ابونادر: إن ما يميز الإعلام العسكري بكافة وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة هي الموضوعية، ودقة المعلومات، والسرعة في إيصال المعلومة، والمرونة، والتكامل، والتطور، والتنوع؛ حيث ينبغي وضع استراتيجية تجعل من الاعلام العسكري الجنوبي قادراً على الابداع والعطاء، ويضمن له القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر التي يمكن أن تواجه الجنوب في المستقبل، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية الجنوبية وعدم إدماجها في تيار الفكر والثقافة الأجنبية.
بدوره دعا مساعد مدير عام شرطة محافظة أرخبيل سقطرى المقدم زايد سالم محمد الى توحيد الخطاب الاعلامي العسكري، تحت إطار مركز اعلامي عسكري واحد يقود هذه الانشطة الاعلامية ويوحدها ويخضع لقيادة وتوجيهات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية؛ مشيرا على دور المركز في رفع المعنويات وزرع العقيدة العسكرية الراسخة لدى المقاتلين وتوثيق الانجازات التي تتحقق، وترسيخ مبادئ الضبط والربط العسكري، وبدونه لا يمكن مجابهة العدو والحرب النفسية التي يبثها للنيل من عزيمة المقاتلين.