نحن أحفاد من قهروا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس
تحل علينا اليوم ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، هذه الثورة العظيمة التي فجّرها أبناء الجنوب الأحرار ضد أعتى قوة استعمارية عرفها التاريخ الحديث، فسطّرت صفحاتٍ ناصعة من المجد والعزة والبطولة.. إنها الثورة التي كانت ميلادًا لروح جديدة في جسد الأمة، وروحًا متقدة ألهمت أجيالًا من بعد أجيال في درب الحرية والانعتاق والسيادة الوطنية الجنوبية.
لقد جاءت ثورة أكتوبر لتجسد إرادة شعبٍ أبيّ رفض الذل والخنوع، فواجه بارادة صلبة آلة الاستعمار البريطاني، متحديًا القهر والظلم، مؤمنًا بحقه في الحياة والكرامة والاستقلال والسيادة. واليوم، ونحن نحتفل بذكراها العظيمة، نستحضر تضحيات أبطالها وشهدائها الذين سقوا بدمائهم الطاهرة تراب الجنوب، فأنبتت أرضنا حريةً وكرامةً وإباءً.
إن أكتوبر المجيد ليس مجرد ذكرى في التقويم، بل هو مسار نضال و حالة وعي متجذرة في وجدان شعب الجنوب، يستمد منها أبطاله في القوات المسلحة الجنوبية اليوم روح الإقدام والتحدي والصمود في وجه قوى الغزو والإرهاب، التي تحاول عبثًا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
ولمن تسوّل له نفسه العبث بإرادة هذا الشعب نقولها بوضوح: نحن أحفاد من قهروا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ولن يرهبنا اليوم من هو أضعف وأوهن من جيوشها وأساطيلها. لقد علّمتنا ثورة أكتوبر أن الإرادة الحرة لا تُكسر، وأن الشعوب التي تصنع ثوراتها لا تهزم.
وفي ظل قيادتنا الوطنية الحكيمة ممثلةً بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، قائد الثورة التحررية الجنوبية الثانية، فإننا على العهد نسير في خطى أبطال ثورة أكتوبر حتى تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة دولة الجنوب كاملة السياد.
إننا نحتفل اليوم بـ الجنوب الحر، جنوب العزة والكرامة والمجد، جنوب الماضي الحي والمستقبل الواعد. نحتفل ونحن أكثر يقينًا وقوة أن مسيرة النضال ماضية بثبات نحو النصر، لأننا نؤمن بأن الشعوب الحية لا تموت، والثورات الأصيلة لا تخبو، بل تزداد توهجًا في وجه التحديات.
المجد والخلود لشهداء ثورة أكتوبر المجيدة..
التحية والإكبار لأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية..
والنصر حتمًا لشعب الجنوب وقضيته العادلة..
*اركان قوات الحزام الأمني،
قائد قوات الحزام بالعاصمة عدن