يعتبر الاعلام العسكري والحربي أساسا للتفوق والنصر في شتى المعارك، وهو إعلام لنقل ونشر الحقيقة لكنه في نفس الوقت أداة سحرية رهيبة قادرة على تحويل الأبيض إلى الأسود وتحريك الجبال لحسم المعارك، وكسر المفاهيم التقليدية للتدفق الحر للمعلومات.
في هذا النوع من الاعلام انتصرت جيوش وهزمت أخرى، ولنا ان نتذكر كيف استخدم الجيش الأمريكي سلاح الامريكان في حرب العراق واجتياح العاصمة بغداد ولن نذهب بعيدا فلنا في "غزوة خيبر" التي شنتها المليشيات الاخوانية وعناصرها الإرهابية على ابين والعاصمة عدن خير دليل على حتمية استعدادنا لمواجهة الدعاية الإعلامية التي تصنع من الكذب الزائف نصرا يستهدف معنوية الحاضنة الشعبية ويؤثر ايما تأثير في سير مسرح العمليات العسكرية.
ومثلما يسهم الاعلام العسكري في اعداد الفرد العسكري للقتال فله أيضا اسهام بارز في اعداد الشعب للحرب من خلال التعريف بأهداف الحرب المصيرية وما ينوي العدو فعله بالوطن والمواطن وكشف مخططاته الدعائية ودحضها وافشالها في مهدها وهذا لن يأتي الا من خلال منظومة إعلامية عسكرية امنية واحدة موحدة ذات جاهزية بشرية ومادية وفنية.
لنا امل كبير وثقة مطلقة بأن المركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية على قدر الرهان وبمستوى التحدي في تقديم محتوى اعلامي نوعي ومتخصص لكافة اشكال وفروع الاعلام العسكري والأمني والحربي، وقد جاءت توجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بإنشاء المركز في إطار استراتيجية تنظيم وتطوير القوات المسلحة الجنوبية وتعزيزا لمفهوم الامن الإعلامي الوطني الشامل من خلال اعلام عسكري رديف قادر على ترجمة الرؤى والتطلعات وبما يواكب التحديث والتجديد في أدوات الاعلام ووسائله والتطورات التقنية التي يشهدها العالم.
لقد مر اعلامنا العسكري والأمني بمراحل شابها الكثير من الاختلالات سيما تعدد مصادره وعدم التقيد بالشروط الموضوعية والمهنية لأكثر أنواع الاعلام حساسية سواء في النشر او في محتواه، ولعلنا قد عشنا تلك الفترة ولاحظنا إثر اختلالاتها في مواطن الجند المقاتلين وعلى الصعيد المجتمعي العام.
وعندما نقول اختلالات فإننا لا ننسف جهود جبارة بذلها زملائنا في الاعلام العسكري والأمني والحربي، بل على سبيل السرد الموضوعي لأهمية المركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية في تجاوز تلك الأخطاء التي حدثت هنا وهناك بطرق غير مقصودة، اذ ان المركز ومن خلال اداراته منها الموقع الإلكتروني "درع الجنوب" سيكون البوتقة التي تتوحد فيه كافة مصادر الاعلام العسكري والأمني الجنوبي، عوضا عن كونه لسان حال قواتنا المسلحة الجنوبية والامن وهذا الإنجاز انتظرناه كثيرا وها هو يرى النور.
نافع بن كليب
اعلامي
