لحظة فاصلة تتطلب وعياً موحداً ومسؤولية شاملة
.
الاجتماع الذي ترأسه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، اليوم في العاصمة عدن ، لهيئة الأركان وعدد من دوائر وزارة الدفاع ، لم يكن اجتماعاً عادياً في ظرف عابر ، بل محطة فارقة تؤشر إلى إدراك عميق بطبيعة المرحلة وتعقيداتها العسكرية والسياسية ، وضرورة الارتقاء بالأداء الوطني إلى مستوى التحدي والمصير .
لقد حملت كلمة الرئيس الزُبيدي رسائل واضحة وحازمة ، تتجاوز حدود التحفيز المعنوي نحو ترسيخ منهجية استراتيجية شاملة ، تنطلق من أن معركة اليوم مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، لم تعد معركة حدود أو مواقع فحسب ، بل معركة مصير مشترك ، وكرامة وطنية ، وسيادة إقليمية .
في هذا السياق ، برزت عدة مرتكزات عسكرية وسياسية من شأنها إعادة ضبط بوصلة الأداء العسكري:
1. تكريس العمل الجماعي والتخطيط المشترك بين القيادات كشرط لازم للنصر .
2. أهمية الجاهزية والانضباط القتالي في جبهات التماس ، وفق ما ورد في إحاطة رئيس هيئة الأركان .
3. مواصلة برامج التدريب والتأهيل العسكري النوعي ، بما يواكب تطورات الميدان ومتطلباته .
4. إعادة تعريف العدو بوضوح سياسي وعقائدي ، في ظل التهديد الوجودي لمليشيا الحوثي كذراع إيراني في المنطقة .
إن هذا الاجتماع وما صدر عنه من مواقف وتوجيهات ، يمثل استدعاءً واعياً للمسؤولية الوطنية الكاملة ، ويضع الجميع ، دون استثناء ، أمام اختبار حقيقي لمدى الالتزام، والانضباط ، والقدرة على ترجمة الشعارات إلى نتائج على الأرض .
إننا اليوم ، كما قال الرئيس الزُبيدي ، أمام لحظة فاصلة ، ومَن لا يستشعر خطورتها بوعي وطني صادق ، قد يجد نفسه خارج معادلة النصر القادمة ، والتي لا تنتظر المترددين ولا المتخاذلين .
...... .