إشادات واسعة بالنجاحات الدبلوماسية للجالية الجنوبية وبعثة الانتقالي في واشنطن
شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من 16 إلى 18 يونيو الجاري حراكًا دبلوماسيًا وشعبيًا لافتًا لأبناء الجالية الجنوبية وقيادة بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي، شكّل اضافة هامة في مسيرة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته كاملة السيادة لا سيما في المعترك الدولي.
ففي ظل التحديات المتعاظمة التي يواجه الجنوب وشعبه ، برزت هذه التحركات كرافعة سياسية وإعلامية تربط تطلعات الداخل بنبض أبناء الجنوب في الخارج، مسلطة الضوء على عدالة قضية الجنوب الوطنية التحررية ومشروعية مطالبها.
ارتكزت هذه التحركات على برنامج مكثف ومخطط بعناية، هدفه الأساسي إيصال صوت الجنوب إلى دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، من خلال عقد سلسلة لقاءات هامة في مبنى الكونغرس والإدارة الأمريكية.. وتم خلال هذه اللقاءات عرض حجم المعاناة الإنسانية التي يكابدها شعب الجنوب، وتسليط الضوء على الأوضاع الكارثية التي فرضتها الحروب والصراعات الموجهة ضد الجنوب في مختلف الجوانب منها المعيشية، إلى جانب التأكيد على الدور الجوهري الذي تؤديه قواتنا المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب وصون الأمن والاستقرار في المنطقة.
ما ميز هذه الجهود أنها لم تكتفِ بسرد المآسي، بل تجاوزت ذلك نحو التأكيد على أهمية إنهاء الحرب، وتحقيق السلام العادل الذي لا يكون إلا من خلال استعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، استنادًا إلى إرادة شعب يتوق للحرية والكرامة والاستقلال والعيش الآمن.
وقد نجحت هذه التحركات – بقيادة متكاملة بين الجالية الجنوبية وبعثة المجلس الانتقالي في واشنطن في تحويل الحضور الجنوبي في الخارج إلى صوت مؤثر وفاعل داخل مراكز القرار الأمريكية.
لقد أثبتت هذه الجهود أن مطلب استعادة دولة جنوب ليس مجرد شعار سياسي، بل حق وهدف مصيري ووجودي و رؤية وطنية متكاملة لمستقبل يضمن العدالة، ويكفل الحقوق لكافة ابناء شعب الجنوب.. وهي في جوهرها تجسيد حيّ لشعب يؤمن أن مصيره ينبغي أن يُصاغ بيده وباستعادة دولته كاملة السيادة.
في ضوء ذلك، يمكن القول إن هذه التحركات الدبلوماسية والشعبية قد أعادت رسم خريطة الحضور الجنوبي على الساحة الدولية، وكرّست حقيقة أن قضية الجنوب هي قضية وطنية تحررية وإقليمية ودولية، تستحق الدعم والاهتمام. ومع تصاعد وتيرة هذه التحركات واتساع نطاقها، فإنها ومع تحركات الداخل تمهد الطريق نحو تحقيق الحلم الجنوبي باستعادة دولته كاملة السيادة، لتكون نموذجًا رائدًا في الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وفي النهاية، فإن تماسك الجاليات الجنوبية وقياداتها، ووقوفها صفًا واحدًا مع صمود شعب الجنوب وبسالة قواته المسلحة ، يظل مصدر الشرعية الأول لإيصال صوت الجنوب إلى العالم، وتحقيق تطلعاته نحو تقرير مصيره واستعادة وبناء دولته كاملة السيادة.