لا يصنعون النصر فقط بل يصونون الحق ويحرسون الحقيقة


ليس في الوجود ما هو أصدق وأبلغ من لغة الميدان، بها نواجه وهي حجتنا وقوتنا ومصدر انتصارنا.. تلك التي ينطق بها كل جندي مرابط، وكل مقاتل يواجه شواض النار بهامة وشموخ مفعم بالإيمان والانتماء والفداء.. هي اللغة التي لا ينطلي عليها زيف الاعداء بل تدحضه وتصيبه بمقتل، هي الحق و الحقيقة المجردة التي نراها في عيون رجال قواتنا المسلحة الامن الجنوبي، وهم يسطرون لشعبهم ووطنهم الجنوب كل يوم صفحات ناصعة في سفر المجد والتضحية.

كل مترس وكل خندق، كل خط تماس في الجبهات الحدودية ، كل دورية أمنية في الشوارع وخطوط السير، كل وقفة شجاعة وثابة في وجه الإرهاب والجريمة، هي حروف حية في نصّ الجنوب الوطن المفدى.. هناك، حيث لا مجال ولا مكان للإعلام المعادي ودعايته المغرضة، تتجلى معاني حصانة ومناعة الوعي والجاهزية، واليقظة، والقوة، والبسالة، والتفاني، والولاء، وتُكتب بالأفعال لا بالأقوال.

إنها لغة الجنوب وشعبه التي لا تقرأ بالحروف، بل تُفهم بالدماء التي تسيل، وبالعرق الذي يُسكب، وبالسهر الذي لا يعرف الراحة والوعي الكامل والبطولة المتكاملة.. هي لغة النضال والوطنية الصادقة، التي لا تتأثر بالعاطفة ولا تفتر تحت ضغط الشائعات ولا تتأثر بأكاذيب الإعلام المعادي.. إنها صوت الجنوب العميق العالي، الذي يصمّ آذان المرجفين، ويُخرس دعاة الفرقة، ويُلجم أبواق التضليل.

في لحظات كهذه ، حين تعصف الإشاعات وتتكالب الحملات المغرضة المعادية ، نلجأ إلى هذه اللغة النقية، لغة الشرف والواجب، فنصغي لها ونتسلح بقوتها وبلاغتها هي البوصلة التي لا تخطئ، والراية التي لا تنكّس، والعهد الذي لا يُنكث.

لقد غدت تضحيات وانتصارات وانجازات أبطال قواتنا المسلحة مدرسة يومية، نتعلم منها معاني الفداء والإيثار، والإدراك والوعي، والتماسك والتلاحم، والصبر والثبات، والانتصار على الذات.. هم من علمونا أن الوطن الجنوب ليس شعاراً يُردد، بل مسؤولية تُحمل، وراية ترفع ودم يُبذل وارواح تفتدي، وموقف ومبدأ ثابت لا يتزعزع.

علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نصون هذه اللغة العظيمة من التشويش، وأن نحمل رايتها في وجه كل من يسعى لتزييف الحقيقة أو النيل من تلاحم واصطفاف شعبنا و عزيمة ابطال قواته المسلحة والأمن الجنوبي.. فهذه اللغة ليست لسان فئة، بل هي صوت وهوية كل جنوبي حر، لكل من آمن أن الكرامة تُنتزع، وأن الأمن يُحمى، وأن امن وعزة وكرامة شعبنا وسيادة وطننا الجنوب هي مبتدأ ومنتهى حياتنا.

فلتكن أصوات الجبهات ونيرانها، وخطوات الجنود نحو التضحية والفداء، وصيحات النصر، هي أناشيدنا أحاديثنا اليومية سردنا حين نكتب ونروي ونحاجج.
ولنمضِ بهذه اللغة الصادقة خلف قيادتنا العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية.