الذكرى الـ31 لفك الإرتباط.. عهد يتجدد ونضال مستمر حتى استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة

كتب - أبو مرسال الدهمسي

 

يومٌ مجيد من أيام الجنوب الخالدة نستقبل فيه الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م، تلك اللحظة المفصلية التي عبّرت بوضوح عن إرادة شعب الجنوب العظيم، التواق للحرية والاستقلال، الرافض للظلم والتبعية، الساعي لاستعادة دولته وهويته الجنوبية وكرامته.

إنها ذكرى عظيمة، ارتوت فيها أرض الجنوب بدماء الشهداء الطاهرة، وامتزج فيها الألم بالأمل، والنضال بالصمود، لتُرسّخ مرحلة جديدة من الوعي والتمسك بالحق الجنوبي المشروع في استعادة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة بحدودها ما قبل العام 1990م.

في هذه الذكرى الغالية، نقف إجلالاً لصمود أبطال الجنوب في وجه آلة القمع والتنكيل وحروب الاحتلال اليمني، الذي لا تزال أدواته الظالمة تشنّ حرباً شاملة وممنهجة، لم تقتصر على السلاح وعسكرياً فقط، بل امتدت لتشمل الحصار والتجويع والتهميش والخذلان السياسي والاقتصادي والنفسي، في محاولة يائسة لتركيع شعب الجنوب وإخضاعه لوحدة فُرضت عليه بالقوة والحرب العبثية واحتلال أرضنا وتدمير دولتنا،

أننا اليوم في ذكرى فك الإرتباط كما كنا بالأمس، نُجدد العهد ونؤكد أن هذه التضحيات الجسيمة التي قُدمت وتُقدّم يومياً ليست عبثاً، بل هي عقيدة وإيمان لا يتزحزح بقضية وطن وهويه وشعب عادله وهي بوصلة نضالنا، ودافعنا الأول والأخير للمضي في درب الحرية، حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، مهما تعاظمت التحديات، ومهما حاولت قوى الإحتلال اليمني بكل شقيها وتشغيل أدواتها الرخيصة في شق الصف الجنوبي وبثّ الفتنة وإشعال الصراعات ستفشل حتماً.

نقولها اليوم في هذه الذكرى الـ31 لفك الارتباط: صفا واحدا كلنا أبناء الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب لا تراجع، لا انكسار، لا استسلام، وبكل وضوح، وليسمع أعداء الجنوب وخصوم القضية من يحاولوا تركيع شعبنا أو أضعاف إرادته الجنوبية وفرض مشاريع  لا تلبي طموحاته وأهدافه الراسخة.. لا سلام بدون الجنوب، وإن كل قطرة دم نزفت على تراب الجنوب، وكل معاناة تحمّلها شعبنا، هي وقود لاستعادة الحق، وهي صخرة تتحطم عليها مشاريع الاحتلال وأدواته.

سنستعيد ما تبقى من أرض الجنوب الطاهر، وسنبني دولتنا الحرة، رغم كل الظلم والجراح، والمؤامرات الداخلية والخارجية، رغم كل الأشواك. ثابتين على المبادئ، أوفياء لتضحيات قوافل الشهداء والجرحى، ولن نتخلى عن مشروعنا الوطني الجنوبي، حتى نُنجز حلم الاستقلال التام، والنصر المؤزر للجنوب وشعبه.

فعلى عهدنا باقون ، وماضون خلف قيادتنا الجنوبية الرشيدة، المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، حتى تحقيق مطالب وأهداف شعب الجنوب الوطنية، واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة.